»طيران الإمارات« تنقل 11.5 مليوناً من القارة

تراجع اليورو يرفع أسعار الطيران إلى أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدى تراجع اليورو في العالم إلى زيادة الطلب وبشكل كبير على الوجهات الأوروبية الأمر الذي حال دون تراجع أسعار تذاكر الطيران.

واستبعدت مصادر في قطاع السياحة أن تقوم شركات الطيران العاملة في الدولة بخفض أسعار التذاكر خلال العام الجاري حتى مع تراجع أسعار الوقود إلى مستوياتها القياسية التي بلغت أكثر من 60 % مقارنة مع العام الماضي، مشيرة إلى انه ومع الاستعداد لموسم الصيف والطلب القوي على الوجهات الأوروبية بسبب الأسعار المعقولة التي وفرها تراجع اليورو عالمياً لم تقم شركات الطيران حتى اليوم بأي خطوة تجاه خفض أسعار التذاكر بل إن بعض الوجهات تشهد ارتفاعاً.

وقال سعيد العابدي رئيس شركة العابدي للسياحة والسفر: انه ورغم تحرك العديد من شركات الطيران لخفض اسعار التذاكر والغاء ضريبة الوقود الا ان الوضع في سوق الإمارات ما زال على حاله حتى ان شركات الطيران استبدلت اسم ضريبة الوقود بـ»ضريبة اخرى« ورفعت الأسعار على عدد من الوجهات وخاصة الأوروبية منها بسبب قوة الطلب الذي حفزه تراجع اليورو الذي يعني تراجع اسعار الفنادق والتكلفة المعيشية في القارة العجوز.

وأضاف العابدي: أن تكلفة الوقود تراجعت في شركات الطيران بأكثر من 20 % مقارنة مع العام الماضي لكننا حتى اليوم لم نر تراجعا مماثلا في اسعار التذاكر التي ما زالت مرتفعة رغم ان العديد من شركات الطيران في العالم خفضت اسعار التذاكر.

ضريبة الوقود

ومن جانبه يوضح رياض الفيصل مدير عام اصيل للسياحة والسفر، ان مسألة ضريبة الوقود وما يرتبط بها من اسعار التذاكر باتت اكثر تعقيدا ومن المستبعد ان تؤثر على اسعار التذاكر في المدى القريب.

وقال الفيصل انه لا توجد حتى اليوم اي بوادر من شركات الطيران تجاه خفض اسعار التذاكر التي بدأت فعليا في الارتفاع بسبب اقتراب اجازات الصيف، ومن المتوقع ان تزداد سخونة خلال الشهور المقبلة خاصة الى الوجهات الأوروبية حيث الاجواء الملائمة اضافة الى الاسعار التي انخفضت كثيرا مع تراجع اليورو مما يزيد من جاذبية الوجهات الاوروبية.

واضاف انه ووفقا للأوضاع الطبيعية فإن اسعار التذاكر يجب ان تنخفض بنسبة تتراوح بين 10 - 20 % لكن هذا الأمر لم يحدث وحافظت الاسعار على مستوياتها التي كانت عليها في العام الماضي وبعضها شهد ارتفاعا خلال الاسابيع الماضية مع بدء حمى حجوزات الصيف، حيث تشكل القارة الأوروبية سوقا قوية لرحلات الإجازات في مثل هذه الفترة من العام.

لكن مصادر تجارية اشارت الى ان قطع الغيار والمعدات المصنعة في اوروبا ومنها تقنيات وقطع غيار الطائرات كغيرها من واردات اوروبا يتوقع ان تشهد تراجعا في اسعارها بسبب انخفاض اليورو وهذه تشكل ميزة ايجابية لشركات الطيران في الدولة.

لكن الأثر سيتمثل في تراجع اعداد السياح من الاسواق الاوروبية الى دول المنطقة وخاصة الإمارات، حيث ان تراجع قيمة العملة لن يكون في صالح السياح القادمين من أوروبا، الأمر الذي قد يؤثر على أعداد القادمين من القارة الأوروبية.

وكانت طيران الإمارات قد اكدت ان تراجع اليورو يحمل تأثيرات متباينة عل عمليات الناقلة، ففي حين يتوقع زيادة تدفق السياح الى القارة العجوز إلا إن فروق العملة ستحمل تأثيرات عكسية على هوامش الربحية فيما يتعلق بالمبيعات في أوروبا.

تأثير سلبي

وقال الشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية: إن الشركة ورغم استفادتها من انخفاض البترول، إلا أنها تأثرت سلباً بالتقلبات التي شهدتها العملات الرئيسية، بدءاً بالدولار الأميركي، مروراً بالروبل الروسي "بعد فرض العقوبات على روسيا"، وانتهاءً بالعملة الأوروبية الموحدة اليورو التي باتت اليوم بنفس قيمة الدولار والذي ربما يصبح سعره أعلى من سعر اليورو، وهو الأمر الذي إذا حدث فسيكون سابقة تاريخية. وقال »ما ربحناه من انخفاض أسعار البترول، خسرناه في المقابل في ظل التقلبات المستمرة لأسعار صرف العملات.

وأشار من جهة أخرى الى إن انخفاض أسعار البترول إلى ما تحت معدل الـ50 دولاراً واستمرار التقلبات المتواصلة للعملات الرئيسية حول العالم سينعكسان سلباً أيضاً على طيران الإمارات وباقي شركات الطيران العالمية »على المدى البعيد، حيث إن هذين الأمرين سيؤثران على القدرة الشرائية لمواطني العديد من الدول مثل السعودية وإيران وروسيا والكويت والإمارات أيضاً..

وهو ما يعني انخفاض حركة السفر لسكان هذه الدول التي تعتبر أسواقاً مهمة لطيران الإمارات وباقي الناقلات الإقليمية والعالمية لكنه في المقابل سيشجع حركة السياحة الى القارة الأوروبية من الخليج وخاصة الإمارات.

وتمثل القارة الأوروبية سوقا حيوية بالنسبة لطيران الامارات، حيث تطير الى 35 وجهة في مختلف انحاء القارة ونقلت خلال العام الماضي 11.5 مليون راكب منها، كما زار دبي خلال العام 2103 اكثر من 1.9 مليون سائح.

 تنافسية الصناعات الألمانية

ذكرت إنترناشونال هيرالد تريبيون، إن صادرات ألمانيا انخفضت بشكل غير متوقع على أساس شهري العام الماضي. ويقول أوليفر واك المتخصص في الشؤون الصينية في اتحاد المهندسين الألمان: تنتشر الصناعات اليابانية في كل مكان وأنها تتميز بالمنافسة العالية. وفي حقيقة الأمر، اكتسبت الشركات الألمانية حيزاً معتبراً في السوق الصينية في العام الماضي..

حيث ارتفعت صادراتها من 20,6 % إلى 22,9 %، في الوقت الذي تراجعت فيه الصادرات اليابانية للصين إلى 24,1 % من نسبة 27 %. ونسبة لأن حركة العملة الصينية مربوطة بالدولار، فيرتفع الين مقابل اليوان حتى في ظل انخفاض قيمة اليورو.

لكن يحذر الاقتصاديون ومديرو الشركات من أن هناك أسبابا أخرى تقف وراء الأرباح الألمانية. مثلاً، تستفيد ألمانيا من استثمارات الصين الكبيرة في البنى التحتية مثل مصانع الطاقة والتي تفضل شركات مثل سيمينز الألمانية. لكن اللافت ان دبي على سبيل المثال تجمع بين الاثنين على الرغم من أن هناك القليل من الشركات الألمانية التي تشتكي من قوة الين. دبي- البيان

Email