يعتبر2014 عاماً زاخراً بفرص الاستثمار

بنك جوليوس باير: قصة نجاح دبي تتواصل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد بنك جوليوس باير لإدارة الثروات أن قصة نجاح دبي مستمرة وتتواصل بالرغم من التوقعات باستمرار التباطؤ في الأسواق الناشئة هذا العام وعودة ارتباط أدائها مع أداء الأسواق المتقدمة تدريجياً وهو ما سيؤثر بدوره على استراتيجية الاستثمار هذا العام.

وقال كريستيان غاتيكير رئيس البحوث واستراتيجية الاستثمار في بنك جوليوس باير أن دبي تمكنت بنجاح من التحوط لتقارب أداء الأسواق العالمية من خلال تركيزها على تنويع مصادر الدخل وتخفيف اعتمادها على النفط وبناء اقتصاد متوازن وقادر على النمو والازدهار في ظل المناخ الاقتصادي.

وأفاد غاتيكير أنه بالرغم من استمرار تفوق أداء اقتصادات الأسواق الناشئة وعلى رأسها الصين إلا على أداء الأسواق المتقدمة إلا أن فجوة النمو بين تلك الأسواق تقلصت من 7% في 2009 إلى 3.5% حتى يناير الماضي.

وقال خلال مؤتمر صحافي في دبي للإعلان عن توقعات أداء الأسواق هذا العام أن تقلص فجوة النمو بين الأسواق لن يؤثر على تدفق الاستثمارات الخارجية إلى أسواق الإمارات حين تنضم إلى مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة في مايو القادم.

الأصول المدارة

ولفت إلى أن 25% من الأصول المدارة للبنك السويسري التي تبلغ حوالي 290 مليار دولار يتم استثمارها اليوم في أسواق آسيا وذلك بعد إتمام اندماج البنك مع قسم إدارة الثروات التابع في "ميريل لينش" خارج الولايات المتحدة.

وقال غاتيكير إن تلاشي السيولة الذي يلقي ظلاله على الأسواق الناشئة والسندات، والذهب قد يجبر المستثمرين على الابتعاد عن نطاقهم المريح والدخول بشكل أكبر في الأسواق المتقدمة وخصوصاً أسواق الأسهم.

وأضاف: مع أن التعافي الاقتصادي الذي يشهده اليوم العالم المتقدّم سيشهد المزيد من الزخم عام 2014، لا تزال الأسواق الناشئة البارزة تواجه هبوط النشاط الاقتصادي الذي اختبرته هذا العام. وفي الوقت الحالي، يوشك الانفصال بين معدلات نمو تلك الأسواق وبين دول أخرى في العالم على الانتهاء.

أما الاقتصاد السويسري فسيواصل نموه بفضل قطاع الصادرات وعلى الرغم من عملتها المبالغ في قيمتها. وبما أنّ تطبيع السياسة النقدية والمالية في الاقتصادات الكبرى أصبح وشيكاً، ستبقى الأسواق المالية في العالم على حذرها.

وينصح محلّلو جوليوس باير المستثمرين بأن يتنازلوا عن مواقعهم في فئات الأصول التي يعتبرها الكثيرون ملاذات آمنة، ومنها الأسهم في الأسواق الناشئة، والسندات الممتازة، والنقد، والذهب، ويوجّهوا أموالهم نحو السندات قابلة للتحويل، وأسهم الاندماج والاستحواذ، والعملة الصينية، إلى جانب قطاع الرعاية الصحية في ما يخصّ الاستثمار الموضوعي.

عام التقارب

من جانبه، قال دييغو فوغلر رئيس استشارات الاستثمار في جوليوس باير: إنه بعد عدّة أعوام من الانحرافات البارزة في سياسات التقارب التاريخية، قد يدخل عام 2014 تاريخ السوق المالية على أنّه عام "التقارب" الكبير.

وأضاف: أن قواعد كثيرة قدّمت توجيهات سليمة للاستثمار في المناخ المالي المتفكّك الذي اختبرناه في الأعوام الاثني عشر الأخيرة قد تصبح غير فعالة في هذا الدور في الأشهر أو حتّى السنوات القليلة المقبلة. فقد بات عدد من الاتجاهات بعيدة المدى إمّا متطوراً جداً أو على وشك الوصول إلى نقطة تحوّل.

ويتبيّن ذلك في أسواق الأسهم، التي تباعدت عن أسعار الفوائد العالمية في أواخر التسعينات من القرن الماضي ودخلت في اتّجاه نزولي طويل.

علاوة المخاطر

ويرى فوغلر اليوم: أنّ الاعتدالية الجديدة التي لاقت الكثير من الثناء تظهر علامات واضحة على إعادة الاصطفاف مع المعدلات طويلة المدى، لكي تواصل علاوة المخاطر على الأسهم تراجعها، على حساب استثمارات الدخل الثابت.

ومن منظور الاقتصاد الشامل، تبرز أدلة واضحة على أنّ الاستثمارات في الأسواق الناشئة والسلع لم تعد توفّر الحماية التلقائية ضدّ النمو الاقتصادي الضعيف في أوروبا، إذ بات الكثير من الأسواق الناشئة منذ فترة طويلة معرّضاً لتدفقات رأس المال من الأسواق الناضجة، وبالتالي أصبح اعتماده هذه الأسواق الناشئة مفرطاً على السيولة الوافرة التي اصطحبتها هذه التدفقات.

وقد أنتج الاستهلاك الزائد والاستثمار المفرط المترتّبان عن هذا التعرّض اختلالاً في التوازن، ولا بدّ اليوم من إصلاحه.

ولفت فوغلر إلى أنه على الرغم من تغيّر ظروف السوق، يصعب على الكثير من المستثمرين تنظيم محافظهم الاستثمارية وفقاً لتلك التغيرات.

فالكثير من المشاركين في السوق (ولا يقتصر ذلك على المستثمرين في القطاع الخاص) على استعداد زائد لخسارة الأموال على استثمارات الدخل الثابت أو الذهب أو الحصص في الأسواق الناشئة، أو للسماح لتضخّم أسعار السلع الاستهلاكية بالقضاء على القوة الشرائية لإيداعاتهم النقدية.

ونشهد أيضاً تردّداً كبيراً للاستثمار في الأسهم الأميركية بأسعارها الحالية التي تسجّل أعلى مستويات لها في التاريخ، أو في أسواق الأسهم الأوروبية التي سجّل بعضها ارتفاعاً يناهز 50% مقارنة مع مستوياتها في منتصف العام 2012. لكن لو أراد المستثمرون تحقيق عوائد إيجابية، فعليهم الخروج من نطاق استثماراتهم المريح.

 

فرص الاستثمار

 

سيكون عام 2014 عاماً جديداً زاخراً بفرص الاستثمار حسب محلّلي جوليوس باير حيث يرون المزيد من الإمكانيات في إعادة مواءمة أسواق رأس المال الأوروبية الملحقة مع أسعار الفوائد المرتفعة في ألمانيا، فضلاً عن إمكانات في الصكوك القابلة للتحويل كفئة أصول متعلقة بالأسهم، وفي السوق العالمية للاندماج والاستحواذ، وفي دور اليوان كعملة احتياطية عالمية جديدة، وفي قطاع الرعاية الصحية في ما يخصّ الاستثمارات الموضوعية.

وأضاف غاتيكير: "على غرار كل الأعوام الأخرى، سيحمل عام 2014 معه ما يكفي من الأزمات والمشاكل، فيمتحن من وقت إلى آخر قدرة المستثمرين على التحمّل ومقاومتهم. وعلى الرغم من ذلك، يظهر احتمال كبيرة بأنّ المستثمرين في فئات الأصول المعرّضة لمخاطر أكثر سينجحون في تحقيق العوائد السليمة، فيكافئ أولئك الجاهزين للاستثمار خارج نطاق استثماراتهم المريح".

Email