رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام رمضان تمرّ والعالم يحتفل بأيامه ونسعد بلياليه، غير أن الأخبار لا تزال تنقل لنا مآسي التفجيرات والعبوات الناسفة والبراميل المتفجرة، إضافة إلى الدعوات إلى الحقد ومحاربة الحياة التي تتبجح بها عصابات العقول الضالة والخروج عن أسس الدين الحنيف الذي دعانا للصوم عن الكره والحقد.. وحبب لنا الحياة ومنحنا الحرية، قبل الامتناع عن الأكل والشرب، بل طلب من المؤمنين الصيام عن الرذائل.

كل المفاهيم الخاطئة التي يروجها أبناء الظلام تجار الحروب والانتقام والحركات المتطرفة التي تشمل البلاد العربية والأجنبية، تساق باسم الدين، ويترك من يروجونها أنظمة الحياة اليومية ومفرداتها دون الالتفات لها، ذلك حتى أصبحنا بلا ضوابط ولا أخلاق تردعنا.

قرأت مرة أنه بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت بخسارة ألمانيا، وطبعاً في حكم وظل واقع أن الأوروبيين دائماً يلتزمون النظام في كل مناحي الحياة، قــام أحد الرجال بمخالفة صف الانتظار في محطة قطار برلين، فقالت له امرأة كانت تقف في الطابور، لقد خسرنا الحرب لكننا لم نخسر أخلاقنا.

لكننا نحن، وفي مجتمعاتنا يشير واقعنا بوضوح إلى أننا لم نخسر الأخلاق فحسب، بل خسرنا القيم والتسامح والمحبة والتعاون، وخسرنا أوطاننا. ولذا نجد ألمانيا تنهض بعد دمار الحرب الثانية مباشرة، بينما نحن نخسر الأوطان بلاداً تلو الأخرى، وخسرنا إنسانيتنا أمام ثقافة الحقد والتطرف التي انتصرت على ثقافة المحبة والتسامح.

Email