محمد سهيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من الأعلام غطاهم غبار الزمن الذي لا يرحم وذاكرة تعجز عن تذكر المبدعين.

أخيراً، وبالمصادفة في حوار مع بعض الأصدقاء، ذكروا فناناً إماراتياً كان صاحب مبادرات موسيقية لم تكن بسيطة في زمنه، هذا الفنان هو محمد سهيل، والد المطرب الإماراتي الفنان خالد سهيل، وكأننا نحقق المثل الشعبي (ابن الوز عوام).

محمد سهيل كان يهوى الغناء والطرب والموسيقى، وكان يعيش في المملكة العربية السعودية، فكان له السبق في فتح أول محل لبيع الأسطوانات في الدمام، حيث كان يعمل في شركة أرامكو، إلا أن عمله لم يمنعه من ممارسة هوايته وتحقيق مبادرته.

عاد محمد سهيل إلى الإمارات بعد قيام الاتحاد وفتح محال (صوت الخليج)، وكذلك (سهيل فون) في دبي.. وكان لهذا المحل أن يجمع معظم تراث الإمارات الغنائي والموسيقي.

امتد العمر بمحمد سهيل وتعب وأراد أن يغلق محاله، وكان يعمل لديه شاب يمني اسمه علي المنتصر، فسلمه كل ما في هذا المحل من تسجيلات وأسطوانات تخص التراث الإماراتي، والغريب أن علي المنتصر حمل كل ما في المحل وعاد إلى اليمن، ولا أحد يدري ما حل به. وبذلك ضاع علي المنتصر وضاع معه تراث غني كان يمكن أن يكون مرجعاً للباحثين وصورة مشرقة من صور الإشراق في الدولة.

محمد سهيل وما كان يحمله من كنز موسيقي غنائي، هو واحد من الكثيرين الذين ضاعوا وضاع معهم تراث شفاهي لم يوثق، كما لم توثق الأشرطة والأسطوانات التي ضاعت هي الأخرى.

حكاية من بين آلاف الحكايات التي يمكن أن تعيدنا إلى الماضي، للتعرف إلى مبدعي ذلك الزمن وأساليب حياتهم.

Email