قصة حب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان نزار قباني يلقي قصيدة في واحدة من القاعات في بغداد عام 1962، وصدفة انتبه إلى وجه فتاة متميزة تجلس بين المتلقين، ثبت بصره عليها، وانتبهت لالتفاتته، ثم عرف أنها فتاة في العشرين، من عائلة معروفة في الأعظمية، هام بها وخطبها، ورفض الوالد تزويجها له.

رجع نزار العاشق إلى إسبانيا يحمل جراح قلبه، بعد سبع سنوات، عاد مشاركاً في مهرجان المربد، وألقى قصيدة أثارت شجون الناس، وعبرت عن عشقه، كان مطلعها:

«مرحباً يا عراق.. جئت أغنيك

وبعض الغناء بكاء».

نقلت القصة إلى أحمد حسن البكر، فتأثر بها وأرسل بطلب بعض وزرائه. فذهبوا وخطبوا بلقيس لنزار، ثم قال فيها قصيدته التي غناها كاظم الساهر:

«أشهد أن لا امرأة

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقة

عشرة أعوام كما احتملت».

في عام 1981، عاد نزار إلى بيروت مع بلقيس واستقرا هناك. وفي 15 ديسمبر من العام ذاته، فجرت بلقيس بتفجير بالمبنى الذي كانت تعمل به، فكتب قصيدته المطولة في رثائها، والتي مطلعها:

«شكراً لكم.. شكراً لكم

فحبيبتي قتلت.. وصار بوسعكم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة».

هذه أبعاد بسيطة من هذا العشق الخالد الذي ولَّد حزناً عميقاً في قلب نزار، بعد الجرح الذي ترك أثره إثر انتحار أخته في صباها.

يبقى نزار خالداً في شعره، وإن امتدت الأعوام ومهما تحدثوا عنه بالسوء، بينما لم يعرف التاريخ تلك النكرات التي هاجمته بعد أن رميت في سلة المهملات.

 

Email