أيام زمان

لم يكن للطالب المتخرج من الثانوية العامة خيارات في قبوله في جامعة يرغب بها، فالجامعات محدودة، وليس هناك حساب آلي يحدد قبول الطلاب، بل إن الطالب يسجل خياراته ثم تأتي النتيجة بعيدة عن رغباته أو استعداده ومتطلابته، وبالتالي، فالكثير من الجهد يضيع، وتمتلئ الكليات بطلبة لم يكن العديد منهم يرغبون في الدراسة بها.

محطات التلفزيون كانت جميعها محلية البث، إلا أن البرامج تنتقل بين هذه المحطات، وبالتالي فكل محطة تنتقي ما تريد من الجيد المتنافس.

كل الهواتف أرضية ترتبط مركزياً بمحطة تنظم الاتصالات.. لا فضاء مفتوحا وحرا، وبالتالي كانت المكالمات هي الضرورية لكل فرد ومؤسسة، ولا فوضى الهواتف الخلوية التي لا يمكن لأب أو جهة أن تحد أو تبرمج هذه الثورة العارمة من اتصالات عشوائية وحوارات أقرب للهذيان، وما يتوافر في هذه الهواتف الخلوية من إمكانات تتعدى المعقول إلى اللامعقول.

تحددت وسائل الترفيه بالراديو والتلفاز المحلي، والسينما التي نشطت يومها على النطاقين العالمي والعربي، إذ أصبحت مصر رائدة للفيلم العربي منذ اكتشاف السينما، لعل ذلك الزمن امتاز بمخترعين فتحوا أبواب الاكتشاف لهذا العصر المجنون باكتشاف البنسلين ليصبح مفتاح المضادات الحيوية المختلفة، والكهرباء والطائرة .

.ووصول القمر لاكتشاف الفضاء. وكذلك كان زمن الزعماء التاريخيين الكبار، مثل: غاندي والجنرال جياب ونكروما ونهرو وغيفارا ومانديلا.. وغيرهم وشعراء وأدباء وفنانين عمالقة، ومنهم: الجواهري، القباني، محفوظ، السياب، صلاح عبد الصبور، نازك، توفيق الحكيم، طه حسين، المنفلوطي، أم كلثوم، عبد الوهاب. زمن الخير كانت القناعة أهم ما فيه عند البشر.

عبدالإله عبدالقادر