محمد التريكي.. يحيي آمال المرضى عبر أوتار «القانون»

ت + ت - الحجم الطبيعي

صناعة الأمل لا تحتاج إلى إمكانات مالية بقدر ما هي شغف بالعطاء والإيجابية وحب الناس.

ولأنه صانع أمل حقيقي، ينفق عازف آلة القانون التونسي محمد على التريكي جانباً من وقته في إسعاد الناس بالموسيقي، ليس في قاعة ولا حفل ولا دار أوبرا، ولكن في الشوارع والمستشفيات ووسائل المواصلات، وبذلك حوّل موهبته إلى استثمار حقيقي في صناعة الأمل والسعادة لمن حوله.

وحظيت زيارة عازف القانون ابن مدينة صفاقس قبل أيام إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة التونسية حيث عزف عدة مقطوعات على آلة القانون لمرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعمليات غسل الكلى، باحتفاء خاص من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن نشر مقطع فيديو على حسابه الرسمي.

تفاعل

ووفق مقطع الفيديو عبّر المرضى عن سعادتهم بهذه المبادرة، حيث تفاعلوا مع عزف التريكي بالتصفيق والزغاريد.

ولم تكن زيارة التريكي لمستشفى شارل نيكول وعزفه للمرضى مبادرته الوحيدة، إذ سبقتها مبادرات مماثلة، حيث عزف عدة مقطوعات خلال رحلات القطار على خط تونس صفاقس، كذلك خلال رحلة لباخرة ''اللود'' حيث قوبل بتفاعل كبير من جانب المسافرين.

وقد اعتاد العازف الموهوب العزف مجاناً للناس في الشارع لإدخال البهجة إلى نفوسهم، خصوصاً في منطقة سيدي بوسعيد، حيث يعزف في كل مرة أغاني معروفة بعد تطويعها على آلة القانون وتقديمها في شكل مختلف للمستمعين.

ولم يدع التريكي مساره المهني بوصفه عازفاً محترفاً يشارك في حفلات عالمية، يمنعه من صناعة الأمل ونشر الإيجابية، بل يواظب على العزف مجاناً لمن يرى أنهم في حاجة إلى الموسيقى لتجديد الأمل في نفوسهم.

نجاحات

وقد تمكن صانع الأمل الفنان رغم صغر سنه ( 28 عاماً)، من تحقيق العديد من النجاحات المهنية التي سجلها من خلال مشاركاته في عروض وحفلات ومؤتمرات وطنية ودولية من المستوى الرفيع على غرار مشاركته في المؤتمر الدولي للتطور الثقافي، وكذلك مهرجان أكتوبر 2013 للموسيقى صحبة عازفة البيانو الألمانية مرايكا برونغ، كما سجل مشاركته الناجحة في المهرجان الدولي لكازا بلانكا بالمغرب مع النجم اللبناني مروان خوري، الذي كان له معه كذلك إسهام في المهرجانات الوطنية الدولية منها المهرجان الدولي للمنستير - قفصة، قابس - الجم - بنزرت.

كما شارك النجم الشاب محمد علي التريكي سنة 2013 في حفل موسيقي دولي مع الأوركسترا الوطنية مونبلييه في برليوز أوبرا في مونبلييه الفرنسية، وذلك في المشروع الموسيقي «لا كونتر باس»، كما أنشأ «فرقة حوار» مع موسيقيين من ألمانيا وتونس إلى جانب مشاركته في العديد من العروض الكبرى التي سجل فيها نجاحه على المستويين الوطني والعالمي.

يذكر أن الفنان الشاب صانع الأمل محمد علي التريكي هو ابن الفنان مبروك التريكي صاحب الأغنية التونسية الشهيرة «يطول عمرك يا أميمة»، وهو حاصل على الإجازة الأساسية في الموسيقى والعلوم الموسيقية سنة 2010، والماجستير في الموسيقى والعلوم الموسيقية سنة 2014.

 

اقرأ ايضاً

قصص من العالم العربي تنشر الأمل والتفاؤل والإيجابية

«كالبنيان» ترسم الابتسامة في اليمن

جورجي زوين.. يحوّل شغفه بسباقات الكارتينج لإسعاد الأطفال

 

Email