«كالبنيان» ترسم الابتسامة في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ينتظر الطالب اليمني عبدالله الدلالي أن تضع الحرب في وطنه اليمن أوزارها حتى يواصل مبادرته الإنسانية التي بدأها منذ سنوات بدعم من متطوعين من مختلف أطياف المجتمع اليمني لمساندة أبناء بلدهم ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال.

فمع اقتراب شهر الخير شهر رمضان المبارك من كل عام، يبدأ عبدالله وزملاؤه من المتطوعين في حملة «كالبنيان» الخيرية الإعداد على مدى أشهر لتأمين كسوة العيد للكثير ممن ضاق بهم الحال. يصبحون كخلية نحل لا تهدأ. يشحذون هممهم ويشمرون عن سواعدهم ويبدؤون رحلات ميدانية مكوكية دون كلل أو ملل لجمع الثياب من المتبرعين وفرزها ونقلها وغسلها وكيّها وتوضيبها وتخزينها لتقديمها لعشرات آلاف المستفيدين في مدارس اليمن ومراكزها التجارية قبل حلول عيد الفطر السعيد.

رسالة

ويرى عبدالله ورفاقه المبادرة، التي يحب أن يسميها «بنك الكساء اليمني»، رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل توحد اليمنيين في فرحة العيد وتضع كل الخلافات والانتماءات جانباً. يفخرون بأنهم يعملون من أجل اليمن وأهله واستعادة الأمل في وجوه أبنائه وخاصة الأطفال والأجيال الصاعدة، منتصرين على كل الظروف والتحديات والعوائق.

وبعد أن بدأت المبادرة في عامها الأول مع 15 متطوعاً لا غير، استطاعت في شهر رمضان الماضي أن تحشد أكثر من 850 جلهم من الشباب اليمني الذي وضع طاقاته وقدراته وتطوع بوقته ومجهوده لبلده ومجتمعه.

وتمكنت الحملة من توسيع نطاق المستفيدين من جهودها من 350 أسرة لدى انطلاق المبادرة إلى ما يقارب 11 ألف أسرة في رمضان الماضي بواقع 66 ألف شخص في المشروع الموسمي الذي يحمل كسوة العيد مغلفة بابتسامات المساندة.

تكنولوجيا

ولأن معظم القائمين على المبادرة هم من جيل الشباب المطلع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، تم تسخير مختلف تطبيقات الاتصال الرقمي والسريع لتسهيل الأمور اللوجستية على الأرض وجمع مساهمات المتبرعين من جهة وحصر أسماء المستفيدين والأسر المحتاجة من جهة ثانية، حتى أن «كالبنيان» تستخدم أسرع سبل تحديد الهوية باستخدام تقنية بصمة العين لتوفير الوقت أثناء توزيع كسوة العيد وتوفير خيار سهل وسريع لمن لا يحملون أوراقهم الثبوتية معهم.

ومع توسع المبادرة التي أصبحت تقدم إلى جانب ثياب العيد، الألعاب للأطفال والحلويات للأسر المستفيدة، فيما يتطلع عبدالله الدلالي ومتطوعو حملة «كالبنيان» في اليمن أن تتسع دائرتها لتشمل مزيداً من العائلات عبر التواجد في مختلف المراكز التجارية والمدارس في اليمن، وأن تصبح المبادرة رسالة أمل وسلام يشارك فيها المتطوعون من كل مكان في وطنهم والعالم.

 

اقرأ ايضاً

قصص من العالم العربي تنشر الأمل والتفاؤل والإيجابية

جورجي زوين.. يحوّل شغفه بسباقات الكارتينج لإسعاد الأطفال

محمد التريكي.. يحيي آمال المرضى عبر أوتار «القانون»

Email