ضياع الموبايل.. فقدان للذاكرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حيث يدري ولا يدري، أسلم الإنسان المعاصر أجندة حياته وتفاصيله اليومية إلى الهاتف المحمول، قرينه الرقمي الجديد، أودعه أسراراً لا يبوح بها لأحد سواه، فحلَّ بديلاً عن الذاكرة البشرية وعن الصديق الوفي، وأصبح بالتالي الاستغناء عنه ضرباً من المستحيل، لأنه يعني ببساطة فقدان الذاكرة.

المحمول بات اليوم الحافظة المؤتمنة على الأرقام والصور وأجندة المواعيد، بل حتى المشروعات المستقبلية، يخطط لها ويرصدها كما أنه دليل طريق موثوق به أكثر من النفس والرفيق.

«البيان» استكشفت ما يجول بخلد من تعرضوا يوماً لتجربة فقدان هاتفهم الجوال، ما أصابهم من الجزع، وبمَ شعروا من الخوف والضياع، وكيف تدبروا أمرهم حينئذٍ؟، وأفضى عدد منهم بذكريات مريرة جعلت بعضهم يعتبر الواقعة «مصيبة». وقال أحدهم: «لقد فقدتُ التواصل مع أهلي، وأصبحت عاجزاً عن مواجهة الحياة»، هكذا قولاً واحداً، ويقول آخر: «شعرت بالضياع والوحدة من دونه، ولكن عادت إليّ الروح بعودته».

نعم، كأنك تسلم رقبتك للمجهول، هذا ببساطة ما يحدث حين تستغني عن ذاكرتك البشرية، لتستعيض عنها بذاكرة «الموبايل»، وتدوِّن قائمة أعمالك ومشروعاتك وأجندة مواعيدك وملفاتك الشخصية في طياته، ليضيع كل ذلك لحظة فقدانك إياه، فتفتح مع تلك اللحظة صفحة سوداء، وتعيش كابوساً مزعجاً يقطع الأنفاس.

لقراءة أخبار أخرى إضغط هنا

Email