سر اليمنى.. روح دولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلان لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، عن حصول الإمارات على المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية، قياساً بدخلها القومي الإجمالي، حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية 18 مليار درهم، إعلان يؤشر على المكانة الإنسانية الرفيعة التي بلغتها الدول في علاقاتها الإنسانية مع شعوب العالم.

هذه مكانة لم تتأسس لولا أن قيادة الدولة، وشعبنا وكل مؤسساتنا يسعون دوماً إلى جعل جسور الدعم والإغاثة ومساعدة الأمم في كل ظروفها وعبر أي محن تمر بها، جسوراً فاعلة، تترك أثراً في حياة هذه الأمم، وهذا نهج تاريخي، تؤمن به قيادتنا وحكامنا وكل مسؤول فينا، مع شعبنا، وكل هؤلاء معاً، يدركون أن سر اليمنى، الإغاثة ومساعدة الدول اقتصادياً وتنموياً، سر عظيم يجعل الإمارات «قلب رحمة» هذا العالم.

إن هذه المكانة الرفيعة تعد شهادة بحق على صدر دولتنا، وهي تستحق الحفاظ عليها دوماً، عبر إدامة هذه النمطية الإنسانية في علاقات دولة الإمارات مع كل شعوب الدنيا، وبحيث تحولت الإمارات إلى عاصمة الإنسانية في العالم، فما من بلد في هذه الدنيا إلا ووصلت إليه مساعدات الإمارات وقوافل الإغاثة..

وتركت الإمارات بصمات هائلة على هذه الشعوب، عبر مشروعات التنمية التي تؤدي لتحسين حياة الناس، ورفع مستوى هذه الحياة، ومجابهة المحن الطبيعية، وهذا سلوك يعكس روح الدولة، وروح قيادتنا الإنسانية التي تتسامى مع شعبنا عن كل التفاصيل، ولا يهمها سوى دعم حياة الإنسان في هذا العالم في الظروف الطبيعية وغير الطبيعية أيضاً، وهو جهد يمتد إلى الجمعيات الخيرية، ومسعى الأفراد لأن يكون كل واحد فيهم سراجاً للخير.

ولربما بمقاييس الأرقام حازت الدولة هذه المكانة، لكننا بمعنى «الخير المستور» الذي لا تعلن عنه الدولة ولا الأفراد، قد نتجاوز كثيراً هذه المرتبة، فكثير من الخير الذي ينساب عبر أنهار الإمارات، لا يتم إشهاره لأسباب عدة، وهذا نمط يسود أيضاً بين الأفراد، من كتم الخير، وعدم إشهاره.

هي دولة الإمارات التي تعتز بهويتها الإنسانية، وقيادتها التي تفيض خيراً ونوراً وإحساناً إلى الأمم، وشعبنا الكريم الذي ما أشاح وجهه يوماً عن إنسان في هذه الدنيا.

Email