ليست مجرد موازنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي ليست مجرد موازنة مالية للقطاع الحكومي في دبي، فهذه الموازنة التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لدبي، تفيض بالرسائل في هذا التوقيت بالذات.

رسائل سياسية، دون أن نفصل السياسة هنا عن الاقتصاد والأمن وحياة الناس والتنمية والرفاه والتعليم والصحة، فكل هذا يأتي في حزمة واحدة.

في الوقت الذي تتراجع فيه اقتصاديات دول عربية، وتتأثر دول عربية أخرى جراء تبدد جاذبيتها لسبب أو آخر أو جراء البلاءات التي نراها هنا وهناك، تأتي دبي لتقول إن ها هنا قصة مختلفة، ولأن المقارنة جائرة في الأساس، فإننا لا نتعمد المقارنات، بقدر استدعاء الصور القريبة والبعيدة في هذا التوقيت، فمن حقنا في هذه البلاد أن نقول إننا نشكل أنموذجاً عالمياً خاصاً، لا يتخلى أيضاً عن سماته العروبية، وهو أيضاً أنموذج لا يتسم بالفخر الزائف.

الموازنة التي تأتي دون عجز مالي، نهائياً، في منتصف هذا العقد الحساس من عمر العالم، وبتوجيهات من سموه، ومن سمو ولي عهده، تليق بدبي، لأنها تضع الإنسان وحياته وصحته وتعليمه أولاً، ولأنها أيضاً تريد أن يكون مواطنها كما كل مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، أهل رخاء ورفاه وتعليم وأمن واستقرار، فالإنسان يأتي حقاً في المرتبة الأولى، والحياة تصير ذات قيمة، إن كانت لأجله.

رسائل الموازنة السياسية تقول إن تنويع الواردات الاقتصادية، يحمي أي موازنة، كما إن تجنيب البلاد شر المغامرات، هو الذي جعل دبي تتربع فريدة على عرش المدن، في هذا العالم، لا تهزها أزمة، ولا تنال منها متلازمة الأرقام، بل تسير بخطى ثابتة، وتقول للعالم، إن هذه واحة استقرار، جاذبة، آمنة، مدينة عالمية، تفهم لغة عصرها، دون أن تتخلى عن أصالتها، وجذرها، وحالها كحال الدولة كلها.

إن دولتنا المباركة، بقيادتها الحكيمة، وبشعبها الطيب، وبوجهها الصبوح، كما الخيل، تستحق أن تواصل الصعود إلى القمم، وليس من رسالة في موازنة هذا العام، كما الرسالة التي تقول إن حق الحياة الكريمة، والعيش الرغد، وحقوق الإنسان، وحق البشرية في مدن تعد ملاذاً إنسانياً واقتصادياً ووجدانياً، كلها باتت سمات وطن عز نظيره في هذا العالم.

هي رسالة الثبات والاستقرار، والنماء والتطلع إلى المستقبل بعين بصيرة، تؤمن أن البقاء عقيدة مباركة يعتنقها كل قائد فذ، لا يبدد الوقت ولا المال، ويعرف أن الإنسان قبل كل شيء، وأن في الإنسان السر والبركة والقدرة معاً، وأن الفرادة تكمن في الصعود وقتما يتراجع الآخرون أيضاً.

هي دبي التي وجدت لتبقى.

Email