كلمة السر

ت + ت - الحجم الطبيعي

التفوق صناعة في هذه الدنيا، والذين يعتقدون بأن التفوق مجرد شعار، لا يعرفون أن هذه صناعة لها شروطها، وأسرارها، وسر المهنة، أي مهنة صناعة التفوق، سر لا يدرك غوامضه، إلا أولئك الذين قرروا أن يكونوا في الصدارة، دون ادعاء، أو مبالغة، لأن الصدارة تحكي عن نفسها بنفسها.

هي إذاً ليست مجرد كلام دعائي، والتقارير الدولية لا تجامل أحداً في شرق المتوسط، ولا في كل أرجاء الدنيا، لأنها تصدر عن مؤسسات ذات صدقية عالية، وهي صدقية لا تفرط بها، تحت أي سبب. واليوم تطل علينا في الإمارات شهادة دولية لافتة للانتباه، تؤكد تفوق هذه الدولة وشعبها، ونتائج تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» للعام 2014 2015-، الذي تقدمت فيه دولة الإمارات سبع مراتب في التنافسية الكلية لاقتصادها خلال سنة واحدة، لتحرز المركز 12 عالمياً، ولتتقدم على دول كالدنمارك وكندا وكوريا الجنوبية، وتحرز مراكز عالمية متقدمة في العديد من المؤشرات، شهادة نعتز بها، وتؤكد أن كل تعب القيادة وسهرها وذهنيتها الفذة، وعقلها المركزي، صنع هذا التفوق، مع شعب يؤمن بأن بلاده تستحق هذه المكانة.

كلمة السر في تفوق الإمارات تجلت بما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي قال تعقيباً على هذا التقرير إن الدولة برغم كل تحديات المنطقة، حققت الاستقرار، وإن تحقيق الاستقرار في ظل هذه الظروف عبر التنمية الحقيقية، هو رسالتنا للجميع.

كلام سموه هنا يحمل كلمة السر التي يدركها العقل المركزي للدولة، التي لم تزج بذاتها ولا بشعبها ولا بإمكاناتها في كل هذه الصراعات الإقليمية، وركزت على الداخل الإماراتي وتطويره ورفاه الإنسان، باعتبار أن ذلك هو الذي يبقى. وها هي الإمارات، لا تقف عند هذه الشهادة، بل تعتبرها بمثابة تحد جديد، يدفعها نحو مراتب أعلى، رهانها في ذلك على الإنسان، ووعيه الذي يصوغ معادلة البقاء والتفوق، وسط دنيا تتقلب آناء الليل وأطراف النهار.

التفوق صناعة لا تتقنها إلا ندرة إنسانية، وإلا لسادت في كل مكان، وقيادتنا من هذه الندرة، التي تعرف أن هذه البلاد وجدت لتبقى متفوقة.

Email