...وإلا ما صهلت جيادنا رأي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي «السقيا» التي تستسقي الرحمة للعطشى، في ديار كثيرة، على ذات نسق سقيا الغيث التي تفجرت تحت قدم إسماعيل عليه السلام التي دقت الأرض عطشاً، إذ كان في واد غير زرع.

جاءت السقيا لحظتها رحمة له وكرامة لطالبها، ولمن أصيب بالظمأ، أيضاً، وفي القصة جذر الحديث النبوي، حول سر السقيا، باعتبار الماء أصل كل شيء، وخير الصدقة الماء, فما بالنا إذ ينساب عذباً لعطشى وفقراء، في الدنيا، وهو أيضاً مدخل نماء في العمل والزراعة وغياب الأمراض، ويبدد اليأس معاً ؟

يقال لهم إن هاهنا في أرض العرب، سقيا، لا تنضب، سرها إنساني، ومرادها رحمة الناس من دون تمييز بين البشر فالظمأ، يوحد الجميع، والسقيا، تطفئ ما هو فوق العطش في النفوس.

سقيا الإمارات التي نبعت من يمنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كانت تقول الكثير، إذ قالت: إن الروح الجمعية التي تسود في الإمارات هي نبضها.

ليس أدل على ذلك من همة الجميع في التجاوب، همة مباركة، لا شرقية ولا غربية، تريد إرضاء الله، أولاً، وتعرف جوهر ومعنى حقيقة الإمارات دولة جامعة في أخلاقها للأمم، تعطيهم أحسن ما فيها، وتتوسد خبراتهم، وهي فرادة عزّ نظيرها في هذا الزمن، حين تتحوصل الدول والشعوب في مغارات الانغلاق والكراهية .

مبادرة تقول إن بإمكانك أن تكون لنفسك، مثلما تكون لغيرك، والحملة فجّرت الخير في إمارات الإنسانية، في أنموذج قيمته وطنية وعروبية وإسلامية، حقة، وعالمية.

هي أثبتت أن هذا الجود كامن في نفوس شعبنا، نفوس الإماراتيين، وهو جود المقرين بنعم الله، والمتأثرين ببلاءات غيرهم، وإلا ما صهلت جيادنا مطلع العرب والأمم!

سقيا الإمارات تجاوزت هدفها، وما زالت مستمرة، والقدوة هنا، في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي قال إن كل شعب الامارات، طباعه أصلها كريم، سرها أيضاً محمدي، بما تعنيه هذه المفردة، من حسن أخلاق. ولا نملك إلا أن نبارك لقيادتنا ودولتنا وشعبنا، وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، التي وجدت لتبقى، في وجه العاديات، بسر الخيرات.

Email