مواقف من العمق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع خدمة تلفزيون «بي بي سي» العالمية، مضامين ورسائل في عدة اتجاهات، تنطلق جميعها من عمق رؤية الإمارات للعلاقات الدولية، المبنية على السلام، وحل قضاياه سلمياً، على قاعدة الاحترام المتبادل، والدفع بالتنمية نحو الوصول إلى الحلول، التي ترضي جميع المتخاصمين.

ففي الشأن السوري، الذي يشغل العالم، أوضح سموه أن الإمارات لن تتدخل في النزاع، مؤكداً سياسة الإمارات بعدم التدخل في النزاعات الداخلية للدول، باعتبارها شأناً داخلياً، لكنه أكد في الوقت نفسه على سياسة المساعدة في حل النزاع، الذي تسبب في قتل الآلاف، وشرد ملايين؛ تتولى الإمارات رعاية جزء كبير منهم، بتوفير المأوى والمأكل والملبس، وهي تقوم بذلك معتبرة ذلك واجباً أخوياً وإنسانياً، فأيادي الإمارات البيضاء وصلت إلى كل بقاع العالم، فكيف لا تصل إلى اللاجئين السوريين.

أما في الشأن المصري، فقد عبر سموه عن احترام الإمارات لإرادة الشعب المصري وخياراته، وفي رسم مستقبل بلاده، وهو بذلك يؤكد نفس السياسة تجاه سوريا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن وكما تساعد الإمارات اللاجئين السوريين، ساعدت وما زالت تساعد مصر في اجتياز محنة وطنية مستمرة منذ ثلاث سنوات، فقدمت الدعم الأخوي والإنساني والاقتصادي، لانتشال مصر من أزمتها السياسية، وضائقتها الاقتصادية.

وفي الشأن الإيراني، تحدث سموه، معبراً عن رؤيته وفلسفته، التي ترى أن التنمية بمفهومها الشامل ــ وهو رائدها الأول في منطقة مليئة بالصراعات ــ هي مفتاح الحلول السلمية، لذلك فعند حديث سموه عن المقدمات المشجعة لرفع العقوبات عن إيران، فهو يوجه الأمور إلى نصابها الصحيح، ويضع العربة خلف الحصان، لتنطلق نحو إنشاء شبكة من العلاقات التجارية والاقتصادية الإقليمية والعالمية، تتجاوز الصراعات، إلى تعاون وشراكات ومصالح متبادلة، ليستفيد الجميع، ولتكون بديلاً عن علاقات التشكيك والتهديد، والدخول في صراعات، قد تأتي على الأخضر واليابس، فيخسر الجميع.

وحول الصراع العربي الإسرائيلي، أعاد سموه التأكيد على التوجهات السلمية العربية نحو الحل، التي نصت عليها مبادرة السلام العربية، وتدعمها الإمارات، من دون التفريط بالحقوق العربية، كشرط لإنجاز السلام الشامل.

أما محلياً، فقدم سموه بشرى لشعب الإمارات بمستقبل أكثر إشراقاً ورفاهية، وبما يليق بأسعد شعب، وبدولة دخلت نادي الدول الذهبية في رغد العيش، وانتصرت على الأزمات والتحديات، بجدارة واقتدار وزمن قياسي، مستفيدة من خبرة الصحراء في مواجهة التحديات، التي علمت أهل الجزيرة العربية، إعداد الطريق البديل للوصول إلى الهدف، والالتفاف على التحديات، وتجاوز الصعاب. وأبلغ دليل على صحة رؤية سموه للمستقبل شهادة الثقة العالمية التي نالتها الإمارات، بفوزها باستضافة معرض إكسبو الدولي عام 2020 في دبي.

ولأنه قريب من شعبه، ميدانياً، وعبر رقم هاتفه، الذي لم يغيره منذ عشر سنوات، ومواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعه عليها أكثر من 1.4 مليون شخص، ويقف على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن والمقيم والزائر، في حالة نادرة بين القادة، فقد أكد سموه مجدداً اتخاذ جميع التدابير والإجراءات، التي تحمي استقرار القطاع العقاري، وحرصه على إشاعة العدالة في المجتمع، وتصحيح الهفوات والثغرات في القوانين، وصولاً إلى مرحلة أرقى، تواكب التطور، وتناسب سمعة الدولة، لأن العدالة تراث إماراتي قبل أن تكون قوانين.

Email