يقتل عشيقته ويتناول وجبة بجانب جثتها ثم يصطحبها إلى الشرطة

عادة ما يصاب المجرمون بحالة من الهلع والهستيريا بعد ارتكاب أي جريمة قتل، ويسارعون إلى الفرار من مسرح الجريمة ليتواروا عن الأنظار ويتخلصوا من أدوات القتل،  لأنهم مدركون تماما فظاعة الفعل الذي قاموا به، والعقوبة المترتبة عليه، لكن قاتلا آسيويا، تصرف بصورة مثيرة للاستغراب والاستفزاز في الوقت عينه، فقد قتل صديقته نحرا بسكين، ووضعها  بجانبه على المقعد الأمامي في سيارته، ثم قاد السيارة مباشرة نحو أحد المطاعم القريبة من موقع الجريمة، وطلب وجبة وماء، تناولهما داخل السيارة  أمام جثتها، وجال في الطرق المجاورة نحو 45 دقيقة، قبل أن يتوجه بكامل قواه العقلية إلى مركز شرطة،  للإبلاغ عن الواقعة،  وكأنه يبلغ عن فقدان محفظته الشخصية.

تفاصيل أكثر حول تفاصيل وأسباب الجريمة، نقلها للنيابة العامة في دبي، الشرطي الذي حضر إليه المتهم للإبلاغ عن الواقعة بينما كان على رأس عمله في مكتب الضابط المناوب، إذ تفاجأ هذا الشرطي بدخول المتهم البالغ من العمر 27 عاما إليه ويده ملفوفة بقطعة قماشية وعليها آثار دماء، إضافة إلى أن ملابسه كانت غير مهذبة، وقال له في بداية حديثه " سيدي لقد قتلت صديقتي بسكين".

حاول الشرطي تهدئة "الزائر القاتل"  ومنحه الفرصة ليلتقط أنفاسه، ويركز فيما يقوله، فقد يكون في حالة هذيان ولا يدري ماذا يقول، لكن المتهم أعاد القول عليه مرة ثانية "سيدي لقد قتلت صديقتي بسكين، وجثتها معي الآن في السيارة  المتوقفة في مواقف مركز الشرطة". عندها طلب الشرطي من زميل له بالتحفظ على المتهم، بينما توجه هو إلى سيارة "الأخير"  بعد أن أخذ مفتاحها منه، ليتفاجأ لدى فتحه الباب الأمامي الأيمين، بوجود جثة المجني عليها مستلقية على الكرسي  وغارقة بدمائها، وعليها آثار النحر، كما شاهد سكينا كبيرة كانت ملقاة على المقعد الخلفي قبل أن يعود ثانية إلى المركز ويباشر باستجواب الجاني.

أقوال المتهم 
ولدى سؤال الشرطي المتهم عن تفاصيل جريمته، أفاده "الأخير"، بأنه كان على علاقة غرامية مع المجني عليها منذ فترة طويلة، واكتشف بأنها تخونه عن طريق التحدث والتواصل مع رجال آخرين، وأنه في يوم الواقعة تواصل معها وطلب مقابلتها بزعم أنه "سيضع حدا لخيانتها له"، فتقابلا داخل سيارته التي أوقفها بالقرب من مقرر سكن المجني عليها بعدما أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني لذويها يخبرهم فيها بأنه إذا لم يتوصل إلى حل للموضوع الخاص بعلاقته بابنتهم فإنه سيقتلها.

ويصف المتهم في محضر التحقيق، أن المجني عليها جلست بجانبه على المقعد الأمامي لسيارته، ودار بينهما حديث استمر ساعتين، وكان مضمونه أنه مغرم بها ويرغب بالزواج منها، ولما اخبرته بأنها لا ترغب في الاستمرار معه وأن أهلها لا يرغبونه زوجا لها، ثار غضبه وتناول سكينا قد خباها في المقعد الخلفي، ووجه إليها طعنات في صدرها ثم نحرها حتى زهقت روحها، ومن ثم تحرك بسيارته إلى أحد المطاعم  المجاورة واشترى وجبة وتناولها، قبل أن يتوجه بالمغدورة إلى مركز الشرطة ويبلغ  عن جريمته، في حين باشرت جنايات دبي أولى جلسات محاكمته بتهمة القتل العمد.