يُحاكون «فيلم أكشن» في محاولة سرقة مكتب صرافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى الفيلم ونزلت إشارة النهاية.. وقف 5 أشخاص وكل منهم، يمدد جسده بعد جلسة طويلة استمرت أكثر من ساعتين، وصار (خ) يبدي إعجابه بالفيلم، حينها قال (ش) يمكننا أن ننهي إرهاق وضغط العمل ومشقة الاستيقاظ يومياً في الصباح الباكر، كما فعل أبطال الفيلم، عملية واحدة وننتهي من هذا الفقر ونعود إلى بلادنا سريعاً لنبدأ الحياة بشكل حقيقي.

في البداية ضحك الجميع من الفكرة، لكنه نظر إليهم بجدية ليؤكد على فكرته مرة ثانية، قائلاً: لا أمزح، انظروا إلى أنفسكم نعمل 7 ساعات في اليوم، وباقي يومنا نقضيه في السكن العمالي، يمكننا أن نأخذ أكثر مما يمكننا توفيره في سنوات ونعود إلى بلادنا وعائلاتنا ونحيا كما يجب.

اختلفت نظرات باقي رفاقه الأربعة، صمتوا جميعاً وغادروا كل إلى غرفته وكأنه يهرب من التفكير فيما قاله (ش)، ولكن لم يستطع أيٌّ منهم النوم، كانت مشاهد الممثلين في الفيلم وهم يستمتعون بالأموال التي ينهبونها من مكاتب الصرافة، تداعب مخيلتهم، فشعروا أن ذلك ممكن.

كانت العصابة في الفيلم تقوم بعمليات سطو سريعة على مكاتب الصرافة في نهاية الدوام، حيث يكون قد امتلأ الصندوق بالأموال، سلاح أبيض ومسدس غير حقيقي ويسلم الموظفون كل ما في حوزتهم من أموال، ثم ينتهي كل شيء ولا خسائر.

في مساء اليوم التالي اجتمع الأصدقاء كعادتهم في غرفة أحدهم، ودون أن يشعروا وجدوا أنفسهم يناقشون الأمر، كل يبوح بمخاوفه من إمكانية إلقاء القبض عليهم أو أحلامه في حال نجاحهم من سرقة الأموال.

وبدأ النقاش يتطور حتى وجدوا أنفسهم وهم يعدون الخطة ويجمعون المعلومات، حددوا مكتب الصرافة المستهدف، راقبوه وراقبوا المنطقة حوله والفترات التي تشهد أقل وجود لأشخاص حول المكان، وكما فعل أبطال الفيلم اشتروا مسدساً يبدو كالحقيقي، وكذلك حمل أحدهم سكيناً، ثم توزعوا على طول الممرات المؤدية إلى المحل.

اثنان فقط منهم دخلا إلى مكتب الصرافة، فقام الأول بتهديد الموظفين والثاني بفتح خزانة المكتب وهنا كانت المفاجأة، ليس في المحل سوى 6 آلاف درهم، لم يصدقا أن كل ذلك لم ينتج عنه سوى هذا المبلغ الضئيل، وبسؤالهم للموظفين أفادوا بأن جميع الأموال تم توريدها للمصرف.

ضبط

لم يجد المتهمان أمامهما إلا الاستسلام لحظهما، فأخذا المبلغ، وتوجها إلى خارج المكتب في محاولة للهروب، وعلى الفور ضغط المحاسب على زر «النجدة» منادياً فريق أمن المكتب الذي صادف المتهمين أمام الباب ليلقوا القبض عليهم وبيد أحدهما النقود.

بعد تسليمهما للجهات المختصة، قاما بالإبلاغ عن كافة شركائه من السؤال الأول ودون أي محاولة للمراوغة، وذلك بعد أن واجهوهما بالفيديو المصور وأقوال موظفي المكتب، ليتم تحديد هوياتهم وإلقاء القبض عليهم، حيث اعترفوا بارتكابهم الجريمة، ليتم إحالتهم إلى المحكمة المختصة.

Email