اكتمال التحقيقات وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات

قاتل «طفل بناية أبوظبي» شقيق الزوجة الثانية لوالده

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت التحقيقات، التي أجرتها النيابة العامة في أبوظبي في جريمة قتل طفل يبلغ من العمر 11 عاماً والاعتداء عليه جنسياً خلال شهر رمضان المبارك، وجود صلة قرابة بين المتهم والمجني عليه، حيث بينت أن المتهم هو شقيق الزوجة الثانية لوالد المجني عليه، لتعلن في الوقت نفسه اكتمال تحقيقاتها في القضية وإحالة أوراقها إلى محكمة الجنايات بأبوظبي.

ونجحت الأجهزة الأمنية في أبوظبي في التوصل إلى القاتل بعد مرور 3 أيام على ارتكابه للجريمة، كما نجحت في التوصل إلى أشرطة كاميرات المراقبة التي أظهرت تفاصيل الجريمة التي ارتكبها الجاني بدم بارد، متستراً تحت غطاء النقاب.

وأظهرت تفاصيل التحقيقات، التي بُثت أمس على قناة أبوظبي، تفاصيل مخطط الجاني لإخفاء معالم الجريمة التي هزت لبشاعتها المجتمع والرأي العام خلال أيام شهر رمضان الكريم، حيث راح ضحيتها طفل مقيم، بعد أن عثرت الشرطة على جثة فوق سطح البناية التي يسكنها.

وأوضحت التحقيقات أن كاميرات المراقبة التقطت عدداً من الصور التي يظهر فيها القاتل وهو يدخل إلى أحد المحال التجارية لشراء الملابس النسائية التي استخدمها في ارتكاب جريمة، وتردده إلى موقع الجريمة بهدف تأمين المكان من المارة.

وتفصيلاً، فقد بدأت الحكاية، التي رسم فصولها ذئب بشري ارتدى النقاب وتوشح السواد كي ينتزع طفلاً من بساتين البراءة، فعل ما فعل ثم ألقى بجسده الصغير في سطح المبنى الذي قطن فيه جثة هامدة.

عند محركات التكييف المركزي للبناية السكنية ارتكبت الجريمة، فكانت أصوات المحركات المزمجرة للتكييف تصارع استغاثة طفل صغير من مجرم تجرد من كل معاني الإنسانية.

وفي منزل الأسرة المفجوعة من هول ما حدث، وحّدت الأحزان والآلام مشاعر أبوين، كتب الدهر انفصالهما منذ سنوات طويلة.

براءة

«أذان» طفل في 11 من عمره آسيوي الأصل من أم أوروبية، عاش مع والدته في موطنها سنوات عمره الأولى، ليعود إلى حضن والده المقيم في الإمارات مع زوجته الثانية وأولادها ووالده المسن.

يقول ماجد، والد الطفل: «عاد ابني إلى الإمارات منذ عامين، بعد أن قضى سنوات عمره الأولى في كنف والدته في روسيا، حيث تأقلم بسرعة مع مجتمع دولة الإمارات وعاداته وتقاليده السمحة».

وتابع: «في يوم الجريمة، أُبلغت من قبل الجيران بأن ابني ملقى على الأرض في سطح البناية، فهرعت مسرعاً إلى المكان، ووجدت ابني في وضع يصعب وصفه أو تصور مدى بشاعته، فكيف لإنسان أن تسوّل له نفسه المساس بحياة طفل صغير والاعتداء عليه جنسياً، وتركه بهذه الهيئة».

وجع الفقد، الذي يشعر به ماجد والد أذان، خفف وطأة الجهود التي قامت بها القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ويقول: «حرص العاملون في الشرطة على توفير كل الدعم المعنوي لي ولكل أفراد أسرتي»، وقالوا لي: «ابنك هو ابننا، وسنصل إلى الجاني لينال عقابه العادل».

شقيق الزوجة الثانية للأب كان الجاني في جريمة بشعة في لحظة غاب فيها الضمير، فاعتدى جنسياً على الصغير قبل أن يقتله بدم بارد، وشاء الله وقت ارتكاب الجريمة أن تكون أم الصغير ووالدها ووالدتها في الطريق إلى الإمارات لرؤية فلذة كبدهم.

وقال جد الصغير من أمه: «جميع أفراد الأسرة كانت تحب أذان، فحفيدي كان من بين الأشخاص المشهود لهم بحسن الخلق وطيب المعاملة بين جميع أقرانه في وطني الأم»، معرباً عن حزنه العميق لمقتل حفيده.

كاميرا

بالصور التي تم عرضها ضمن أدلة الثبوت في حق المتهم، يظهر المتهم في أحدها داخل أحد المحال التجارية، وهو يشتري الملابس النسائية التي سيستخدمها في ارتكاب جريمة.

وفي المقطع الثاني، يصل المتهم إلى بناية الأسرة وقد توشح السواد، كي يخفي ملامحه المسكونة بالشر، ويتجه إلى أعلى المبنى السكني لتأمين موقع ارتكاب جريمة.

وفي المشهد الثالث، يظهر الطفل أذان وهو يعود برفقة جده إلى المنزل، ثم يغادر المنزل منفرداً ببراءة معهودة من أجل أداء صلاة العصر.

بعد فترة يعود أذان إلى المنزل بصحبة القاتل المنقب، بعد أن أقنعه بمساعدته على جلب بعض الحاجيات من سطح المبنى، وبمجرد وصوله إلى السطح شرع القاتل في ارتكاب جريمة غير مبالٍ بقدسية شهر رمضان الكريم، فاعتدى على الصغير جنسياً، وبعد أن ضاق ذرعاً بمقاومة أذان اليائسة وتوسلاته أجهز عليه خنقاً، قبل أن يعود إلى هتك عرضه مرة أخرى وهو جثة هامدة.

إجراءات وقائية

وقال العميد الدكتور راشد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة أبوظبي: «عقب انتهاء المعاينات الأولية، تبين أن المتهم يتنكر بزي امرأة، يلبس النقاب والشيلة ويضع بالونات في مقدمة الصدر، حتى يوهم الجمهور بأنه امرأة»، موضحاً أن الأجهزة الأمنية نجحت في تحديد هوية المتهم وإلقاء القبض عليه وإحالته إلى الجهات المعنية المختصة.

ودعا أولياء الأمور والأهالي إلى الإبـلاغ عن حوادث التحرش بـالأطفال، وتكثيف الرقابـة لحماية الأبناء من الاعتداءات الجنسية، مشدداً على أولياء الأمور بضرورة توعية أبنائهم بعدم مرافقة من هم أكبر منه سناً.

ووجّه بورشيد رسالة إلى أولياء الأمور، طالبهم فيها بعدم ترك أبنائهم، والسماح لهم بالذهاب بمفردهم إلى الخارج، مؤكداً في الوقت نفسه وجوب أن يكون هناك مرافق لهم حتى لا يقعوا فريسة، أو يتم استغلالهم من قبل ضعاف النفوس.

ثقافة مجتمعية

من جانبها، تقول الدكتورة نادية بوهناد، المديرة العامة لسيكلوجيا للاستشارات: «يجب توعية الأطفال بمثل هذه التصرفات خاصة محاولات التشبه بالنساء»، مشيرة إلى ضرورة تربـية الأبـناء تربـية أمنية».

وأضافت: «يجب أن نكون حريصين على مرافقة أبنائنا في جميع الأماكن التي يذهبون إليها، وتعريفهم بأن هناك نفوساً مريضة قد تشرع في أن تستغلهم جنسياً وتتحرش بهم، ويجب تعليمه أن يصرخ ويبلغ في حال وقوعه فريسة».

Email