يداهم الرجال أكثر من النساء

التليف الرئوي.. قاتل عنيد

د. حبيب غديرة: ينجم عنه ندبات دائمة في الرئتين ومعدلات وفيات مرتفعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من التقدم الطبي الكبير الذي تعيشه معظم دول العالم، والذي يشمل تطور طرق التشخيص والتكنولوجيا المتقدمة، التي تميز الأجهزة الطبية، فضلاً عن تقدم صناعة الدواء كثيراً، إلا أنه في المقابل قد يواجه الأطباء كثيراً من المصاعب عند تشخيص بعض الأمراض، خاصة الجديدة منها، والتي تتشابه أعراضها مع أخرى غيرها، ويأتي في مقدمة ذلك مرض التليف الرئوي مجهول السبب الذي يشخصه بعضهم بأنه التهاب رئوي أو ربو.

مجهول السبب ومميت

وفي هذا الاتجاه أوضح الدكتور حبيب غديرة استشاري الأمراض الصدرية، أن التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، يعتبر مرضاً رئوياً عنيداً ومميتاً حيث يتسبب في معدلات وفيات مرتفعة، وينجم عنه ندبات دائمة في الرئتين، وصعوبة في التنفس، كما يقلل من مقدار الأكسجين الذي تزود به الرئتان الأعضاء الرئيسية للجسم.

صعب التنبؤ

وذكر أن تطور المرض يتسم بأنه متباين ولا يمكن التنبؤ به، وبمرور الوقت تنخفض وظائف الرئة لدى المريض على نحو تدريجي، ودون إمكانية العودة إلى الوضع الطبيعي، كما يمكن أن يؤدي تفاقم المرض (في حالة التدهور الحاد والمتفاقم في الجهاز التنفسي) إلى تغير مسار المرض ما يؤدي غالباً إلى الوفاة خلال شهور قليلة.

كما أنه من الممكن أن يتعرض ما يقرب من 5 إلى 14% من جميع مرضى التليف الرئوي مجهول السبب إلى تفاقم المرض، وتعد التفاقمات الحادة مجهولة السبب خطراً على جميع مرضاه، لأنها قد تحدث في أي مرحلة من المراحل بلا سابق إنذار ودون سبب معروف.

معدل الانتشار

و ذكر أن مرض التليف الرئوي مجهول السبب يصيب من 14 إلى 43 شخصاً من كل 100 ألف نسمة على مستوى العالم، ويعتبر المرضى فوق سن الخمسين، هم أكثر الفئات العمرية تعرضاً للإصابة بالمرض فضلاً عن أنه يداهم الرجال أكثر من النساء.

ولفت غديرة أن سبب مرض التليف الرئوي مجهول السبب غير معروف، ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي تتسبب به، تشمل كلاً من التدخين، والإصابات الرئوية..

وتاريخ الإصابة بالمرض في العائلة، والارتجاع غير الطبيعي لحمض المعدة، والتعرض للعوامل البيئية والإصابات الفيروسية المزمنة، موضحاً أن من أعراضه أيضاً انقطاع النفس خلال القيام بأي نشاط بدني، بالإضافة إلى سعال جاف ومستمر، وضيق في الصدر، و تضخم أطراف الأصابع.

إمكانية التشخيص

وأبان أن تشخيص المرض قد يكون صعباً لأنه يتطلب اختبارات تشخيصية معينة، مثل تصوير الرئة باستخدام أشعة مقطعية عالية الدقة، لافتاً إلى أنه يتراوح متوسط الزمن بين حدوث الأعراض الأولية والتشخيص ما بين سنة وسنتين.

وغالبا ما يحدث خطأ في التشخيص المبدئي في حوالي نصف حالات المرضى بسبب تشابه الأعراض مع الأمراض التنفسية الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن ، والربو، وقصور القلب الاحتقاني.

ويكون حوالي 80% من مرضى التليف الرئوي مجهول السبب لديهم صوت حشرجة مميزة (صوت التليف الرئوي مجهول السبب) حيث يمكن سماع هذا الصوت عبر سماعة الطبيب.

التشخيص المبكر

وأضاف غديرة أن التشخيص المبكر والدقيق لمرض التليف الرئوي مجهول السبب بالغ الأهمية، وذلك لأن الخيارات العلاجية كالعقاقير، والعلاج التكميلي بالأكسجين، وعلاج السعال وإعادة التأهيل الرئوي (والذي يمكن أن يتضمن تمرينات خاصة أو أساليب تنفسية) يمكنها مساعدة المرضى على إدارة حالتهم والحفاظ على نوعية حياتهم.

تدهور التنفس الفجائي

وأشار إلى أنه يتباين المسار المرضي المتوقع للمرضى المصابين بالتليف الرئوي مجهول السبب، ولكن نصف هؤلاء المرضى تقريباً يتوفون في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات بعد التشخيص، وهناك دلائل متزايدة على أن التدهور المفاجئ لضيق النفس، المعروف بالتفاقمات الحادة لمرض التليف الرئوي مجهول السبب، يقلل بدرجة كبيرة من فرص المريض في البقاء على قيد الحياة.

زرع الرئة العلاج الوحيد للنجاة

أوضح الدكتور حبيب غديرة أنه حتى وقت قريب، كانت خيارات علاج مرض التليف الرئوي مجهول السبب لا تزال محدودة، ولما كان من غير الممكن علاج ندبات الرئة بعد حدوثها، فإن الفرصة الوحيدة للعلاج هي زرع الرئة، إلا أن هذا الخيار لا يناسب سوى عدد محدود جداً من المرضى.

لافتاً إلى أنه لا تزال هناك حاجة ماسة إلى إيجاد علاجات آمنة وفعالة من أجل تغيير مسار مرض التليف الرئوي مجهول السبب من خلال إبطاء تفاقمه.

Email