الوراثة والسمنة والتدخين أهم أسباب الإصابة

سرطان القولون.. قاتل شرس

1494620

ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوات سريعة وسباق محموم دائماً ما يميز عالم الطب، سعياً لمواجهة أمراض جديدة وتقديم علاجات ناجعة لها، ويعد سرطان القولون والمستقيم أو (القاتل الصامت) كما يطلق عليه الأطباء حول العالم، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً وأشرسها، حيث أشارت الإحصاءات إلى أنه يتم تسجيل أكثر من 1.2 مليون حالة إصابة جديدة سنوياً بالعالم..

ورغم التحسن الكبير والتطور الذي شمل الفحص الطبي والتشخيص المبكر، إلا أنه يتسبب حتى الآن في وفاة أكثر من 600 ألف حالة سنوياً، كما يعتبر من الأسباب الرئيسية لوفيات السرطان في الشرق الأوسط، بما نسبته 4% من إجمالي أنواع السرطان، وثاني أكثر الأنواع شيوعاً بالخليج خلال 10 سنوات، وتم خلال العام الماضي علاج 462 حالة إصابة في الإمارات.

زوائد بالقولون

وقال الدكتور ضياء الدين طراد، استشاري الأورام في مستشفى توام بالعين، إن سرطان القولون والمستقيم، يحدث بسبب نمو غير طبيعي للخلايا الظهارية، التي تشكل بطانة القولون أو المستقيم، وتعرف هذه الزوائد الصغيرة باسم السلائل، التي عادة ما تكون حميدة، رغم أن هناك احتمالية لأن يتطور بعضها ويصبح سرطانياً،..

وذلك حسب التقديرات التي أوضحت أن حوالي ثلثي سلائل القولون والمستقيم تكون محتملة الخباثة. وأوضح أنه يمكن أن يلعب الفحص والتوعية دوراً مهماً وكبيراً في التقليل من معدل وفيات المرض، من خلال اكتشاف وإزالة هذه السلائل قبل أن تصبح سرطانية، أوعن طريق الاكتشاف المبكر، وحينها تكون معدلات نجاح العلاج كبيرة، موضحاً أنه لا توجد أعراض أولية لاكتشاف المرض..

ومن المحتمل أن يكون السرطان قد انتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم وقت التشخيص، مؤكداً أن الازدياد الكبير في حالات المرض المكتشفة سبب قلقاً كبيراً لهم كأطباء، خاصة أن معظمها شُخّص في حالات متأخرة، ولو أنها اكتشفت مبكراً لأصبح من السهل التعامل معها وعلاجها.

الأعراض

وأبان أن معظم الأعراض التي يعاني منها المرضى، تكون عبارة عن نزف شرجي ويعد من الأعراض الأكثر شيوعاً، إضافة إلى وجود تكتل في البطن أو المستقيم، فضلاً عن التغير في عادات الأمعاء، وبعض الأعراض المحيطة بالشرج، مثل وجود خراج أو تمزقات..

لافتاً إلى أن الأعراض والعلامات المبكرة لسرطان القولون والمستقيم غالباً ما تكون غامضة ويمكن الخلط بينها وبين أمراض أخرى، مثل متلازمة القولون المتهيج، أو مرض كرون أو القرح المعدية، ويعني ذلك أن كثيراً من المرضى يتم تشخيصهم في مرحلة لاحقة ومتأخرة، عندما يكون السرطان قد امتد إلى أجزاء أخرى من الجسم، وعندها يصعب العلاج، ويكون مسار المرض المتوقع للمريض أسوأ بدرجة كبيرة، ومن ثم تأتي الأهمية البالغة للتوعية والفحص للمرضى.

أسباب المرض

وأضاف الدكتور طراد إلى أن هناك أسباباً رئيسية تؤدي إلى الإصابة بالمرض، مثل التاريخ العائلي ووجود أحد الاشخاص مصاباً به، فضلاً عن عوامل الوراثة، والسمنة، وقلة ممارسة الرياضة، إضافة إلى التدخين، والإفراط في استهلاك الكحول، كما تعتبر أمراض الأمعاء الالتهابية، أعراضاً قد تزيد من مخاطر التعرض للمرض، خاصة إذا وجد تاريخ للإصابة، الذي يصيب المريض لسنوات كثيرة.

التشخيص المبكر

وأوضح أن هناك بعض العوامل التي يجب أن يعرفها الأشخاص عن المرض، حتى يعمل فحص استباقي، ومن بينها التاريخ العائلي، وفيه يتضاعف خطر إصابة الشخص إذا كان لديه قريب مباشر سبق إصابته بالمرض، ويزداد الخطر إذا كان هناك أكثر من قريب سبقت إصابتهم، كما تعد الوراثة..

وعمر المريض عاملين مهمين لتشخيص المرض، رغم أن أي شخص يمكن أن يصاب بسرطان القولون والمستقيم في أي عمر، ويزداد هذا الخطر بدرجة كبيرة مع تقدم العمر، علماً أنه يتم تشخيص أكثر من 90% من حالات سرطان القولون والمستقيم في المرضى الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين.

وأضاف أنه يجب أن يتم تشخيص مراحل تقدم السرطان وما إذا كان قد امتد إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يساعد في تحديد أنسب خيارات العلاج للمريض..

ويمكن تأكيد تصنيف المراحل بواسطة، اختبارات الدم لاكتشاف علامات الورم، وعن طريق العينات، التي تحلل الأنسجة التي يتم أخذها خلال منظار القولون أو المنظار السيني، إضافة إلى اختبارات الأشعة (التصوير بالأشعة المقطعية، الأشعة السينية للصدر، الموجات فوق الصوتية، التصوير بالرنين المغناطيسي).

خيارات علاجية

وأشار إلى أنه عادة ما تتباين خيارات معالجة المرضى، ويتم تقييمها بأخذ بعض المتغيرات في الاعتبار، مثل حجم الورم، ومرحلة التشخيص، وموضع الورم في القولون أو المستقيم، وخطر عودة السرطان..

والصحة البدنية للمريض، لافتاً إلى أن الجراحة والعلاج الدوائي والعلاجات البيولوجية بشكل عام، تمثل طرق العلاج الحالية التي يعتمد عليها الأطباء، وفي الغالب لا يستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان القولون والمستقيم بسبب التأثيرات الجانبية لذلك، رغم أنه من الممكن استخدامه بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية.

Email