العاطفية

نواعم متوحشات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسجل التاريخ القديم والمعاصر بسير نسائية إجرامية صادمة، وإناث وضعن في قائمة المتوحشات.

كما لم يتوان الإعلام اليوم عن رصد ونشر جرائم نسائية أقل ما في وحشيتها التي هزت الرأي العام العالمي أنها تفوق الخيال فيصعب تصديقها.

وهن بذلك يخرجن من نطاق الرقة والعاطفية وهي الصفة المعروفة والمذمومة في عموم بنات حواء. كما أنها الصفات نفسها التي طالما كانت محل نقد وعتاب بل وربما عقاب أيضاً، وكانت تلك الصفات حجة لاستبعاد العنصر النسائي عن العديد من الوظائف والمناصب والمهام باعتبار المرأة غير مناسبة لهذه المهام أو تلك والعكس صحيح. وظلت المرأة لعقود رهينة تلك النظرة المفتعلة، وعليها تم حصرها في قوالب معينة ومحدودة، ومورست عليها صنوف التجميد والتهميش والقهر. وقد تجاهل كثيرون خصائص عديدة لدى المرأة، منها ما يختلف عن خصائص الرجل بالطبع وهو بديهي، وأخرى تماثلها بل وقد تتفوق بها على الرجل.

عوامل ودوافع

ويبقى الرجل والمجتمع في الأغلب هما مصادر أو عوامل لتزكية تلك الخصائص إيجابية كانت أو سلبية - أو اكتسابها وتنميتها لدى النساء، ما لم تكن تلك النفسيات النسائية معطوبة أصلاً بتشوهات جينية أو عقد نفسية سادية ربما، بل واختلالات عقلية.

وهو الأمر الذي جعل التاريخ يشهد ويسجل نماذج إجرامية فائقة الوحشية بأياد نسائية، وعند التنقيب في دوافعها تجد نفوذ المال والتمكن من السلطة أحد أسبابها الرئيسة، إلا أن العامل المشترك الأكبر هو الخوف وفي أول قائمة المخاوف يتصدر الفقر.

الحرمان والحقد

ناهيكم عن أحد أسوأ الاحتقانات ألا وهو الحقد وإلى جانبه الطمع، حيث يؤثران بشكل كبير في شخصية الإنسان، فالحرمان من الأمور التي لطالما أراد المرء الحصول عليها في صغره ولكنه لم يمتلكها، قد تتحول إلى هدف إيجابي يعطيه القوة للنجاح في المستقبل، أو إلى هدف سلبي للانتقام والقضاء على أحلام الآخرين. وهذا بالفعل ما حدث مع مجموعة من النساء اللواتي اعتبرن أخطر مجرمات عرفتهن البشرية!

كما لم تقتصر المجتمعات الغربية على إفراز تلك العناصر الخارجة على السوية البشرية، بل شهد العالم العربي أو الشرقي نماذج مماثلة، وإن اختلفت الدوافع والأسباب. ولعل "ريا وسكينة" المصريتين أبرز نموذج على جرائم القتل النسائي المتكرر بعيداً عن الندم أو الخوف.

والتاريخ يقوم بوظيفته حيث يسجل ويحفظ في تلافيف مدوناته التوثيقية، مخلداً العديد من الأخبار والسير بصرف النظر عن استحقاق أو عدم استحقاق أبطالها ذلك الوجود التاريخي. وممن ذكرهن التاريخ في هذا السياق الأميركية من أصل نرويجي "بيلي جونيس"، حيث ولدت وعاشت في منتصف القرن الثامن عشر، واعتبرت من أخطر السفاحات في تاريخ البشرية، إذ إنها قامت بقتل زوجيها وطفلتيها، إضافة إلى أكثر من 20 شخصاً من أجل التغلب على الفقر، وجمع الأموال من بوليصة التأمين على حياة عائلتها، أو حتى الحصول على عقارات الغرباء.

أما "آلسي كوغ"، وهذه كانت تلقى مساعدة من زوجها لقتل ضحاياها، حيث كانت تضع الأدوية المنومة في شرابهن، ثم تقتلهن وتترك تذكاراً يذكرها بهنّ، إذ توفيت شنقاً في السجن عام 1967 بعدما تمّ القبض عليها.

واعتبرت البريطانية "ميرا هندلي" أخطر المجرمات في بريطانيا، حيث كان معظم ضحاياها أطفالاً ومراهقين، إذ إنها ولدت عام 1942 وتوفيت عام 2002.

واستخدمت "ماري آن" سمّ الزرنيخ لقتل أزواجها الثلاثة وأبنائها العشرة ووالدتها وعشيقها والمقربين منها، لتموت لاحقاً شنقاً عام 1873.

صدق أو لا تصدق

تعتبر جرائم "كاثرين نايت" الأكثر وحشية، إذ إنها قامت بقتل عشيقين لها وسلخ جلد واحد منهما، ووضعته كزينة في منزلها. وبسبب وحشيتها، حكم عليها بالسجن المؤبد لتكون أول أسترالية، تمضي حياتها في السجن من دون أن يعفو القضاء عنها، ويذكر أنها لا تزال حية حتى اليوم.

"بيفيرلي آلتيت" تحولّت مهنتها ممرضة إلى قاتلة أطفال، حيث تسببت بوفاة 4 منهم، ودخول 5 منهم في حالة حرجة يصعب النجاة منها.

تلك الحكايات الخارجة على التركيب الأنثوي وما عرف عنه، والبعيدة بالتالي عن التصور والتصديق لاتزال تحدث، ولأسباب ودوافع غاية في الغرابة، ولا تخلو أي من وسائل الإعلام يوماً من خبر لجريمة مختومة ببصمة ناعمة.

Email