قدمت أكثر من مليار درهم مساعدات في 10 سنوات

مدينة الخدمات الإنسانية.. أيقونة خير عالمية

جانب من المساعدات الإماراتية في ميناء المكلا اليمني | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية منذ نشأتها عام 2007، أيقونة خيرية عالمية تسعى لتأصيل وتكريس العمل الخيري كمنهج لها ولاستراتيجيتها، وذلك انطلاقاً من رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات والسير على نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم المحتاجين واللاجئين والمتضررين من الأزمات والكوارث الإنسانية، حتى أضحت الإمارات عاصمة للأعمال الإنسانية في العالم.

وبلغت المساعدات التي قدمتها المدينة للمنكوبين والمحتاجين خلال عقد من الزمان أكثر من مليار درهم، وتعتبر منطقة حرة مستقلة لا تسعى إلى الربح، تستفيد من الموقع الاستراتيجي لدبي وقوتها التي لا تضاهى في المجال اللوجستي ولتصبح مجمعاً لوكالات ومؤسسات الإغاثة المتخصصة والمتفرغة لتقديم المساعدات للمحتاجين بأسرع الطرق وأكثرها نجاحاً، كما أصبحت مركزاً دولياً للمساعدات الإنسانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ويوجد فيها ممثلون عن ستين منظمة دولية ومؤسسة إنسانية تعمل جميعها تحت مظلتها.

وتعمل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية كمركز لوجستي رئيسي لتنظيم وتأمين وصول المساعدات إلى أصحابها خلال ثلاث ـ سبع ساعات، انطلاقاً من مطار آل مكتوم الدولي، وبفضل موقعها القريب من مطار آل مكتوم، وميناء جبل علي، تستطيع المدينة نقل شحنات المساعدات على وجه السرعة جواً أو بحراً، كي تصل إلى ثلثي سكان العالم خلال مدة لا تتجاوز 8 ساعات.

7500 شحنة

وقد تم تسيير أكثر من 7500 شحنة مساعدات من قبل مؤسسات المدينة خلال الفترة من 2011 إلى 2015 بقيمة تبلغ 1.936 مليار درهم، أي ما يعادل 527.1 مليون دولار، فيما بلغ عدد العاملين في المدينة 360 موظفاً ينتمون لمختلف دول العالم.

ووصلت مساحتها إلى 120.000 متر مربع مجهزة بالعديد من المرافق، ما يجعلها أكبر مستودع في شبكة مستودعات الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية، فيما أعلن مؤخراً عن خطط جديدة لمضاعفة حجم المدينة ثلاثة أضعاف.

وتضم المدينة في عضويتها 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة وعدداً كبيراً جداً من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية، منها منظمة الصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمة الدولية للرؤية العالمية.

وتتوفر لديها أصناف كثيرة ومتنوعة من السلع والمساعدات، كمستلزمات الطوارئ الطبية من منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأوبئة، ومخزون من الأغذية من برنامج الغذاء العالمي لمن يعانون من سوء التغذية الحاد، وعشرات الآلاف من البطانيات والخيام وأجهزة تنقية المياه وغيرها من التجهيزات التي توفرها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتجهيز مخيمات اللاجئين.

ولا يقتصر دور المدينة العالمية للخدمات الإنسانية على الخدمات اللوجستية والشحن، بل تسهم أيضاً في تنسيق عمليات الاستجابة من قبل وكالات الإغاثة في الأزمات، وتقديم أحدث المرافق والمنشآت للتدريب والمؤتمرات، كما أصبحت مركزاً رائداً في تدريبات الاستجابة للطوارئ لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وأطلقت المدينة استراتيجيتها 2015-2021 وأصبحت عضواً في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أكبر مؤسسة تنموية في الشرق الأوسط، فيما تستفيد المدينة من توجيهات السياسات التي يوفرها اجتماع المجلس الاستشاري الإنساني العالمي (H10) برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي يضم رؤساء وكالات تابعة للأمم المتحدة ونخبة من أبرز خبراء المساعدات الإنسانية في العالم.

عطاء بلا حدود

وصلت المساعدات المرسلة من المدينة العالمية للمساعدات الإنسانية إلى بقاع قاصية مثل فاوتو وهاييتي بواسطة طائرات وصلت إليها في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة بورت أو برنس عام 2010، حيث تم إرسال 90 طناً من الإمدادات وإعادة العشرات من مواطني الدول العربية إلى بلدانهم، كما أرسلت المساعدات إلى هاييتي مرة أخرى بعد أن سبب الإعصار ماثيو دماراً كبيراً بالجزيرة.

كما تقدم المدينة دعماً شخصياً ومعنوياً لموظفي الإغاثة الدوليين الذين يعايشون مخاطر العنف بصورة يومية، وفي عام 2015، تم إجلاء 483 موظفاً أممياً من برنامج الغذاء العالمي ومفوضية شؤون اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال 36 ساعة وتأمين ملاذ آمن لهم في دولة الإمارات.

Email