قرقاش: المجلس الوهمي مهزلة جديدة.. ولد الشيخ: خرق للدستور.. المخلافي: انقلاب ثالث

المتمردون نحو اغتيال مسيرة السلام في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لمشاهدة ملف "إعادة الأمل" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

نفذت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، أمس، انقلاباً شاملاً على مسيرة السلام اليمنية ومرجعيات الحل السياسي والشرعية الدولية، بإعلانها تشكيل مجلس سياسي لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها بدلاً من اللجان الثورية، في خطوة وصفها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بأنها مهزلة جديدة ومحاولة يائسة عرّت الانقلابيين، فيما وصفت الشرعية هذا المجلس الوهمي بأنه تنفيذ للانقلاب الثالث، مطالبة المجتمع الدولي بتحميل التمرد مسؤولية إفشال مشاورات الكويت التي تم استئنافها، أمس، قبل ساعات من تشكيل المجلس الانقلابي، الأمر الذي دعا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ إلى إدانة هذه الخطوة التي «لا تتماشى مع التزامات دعم العملية السياسية»، واعتبارها انتهاكاً للدستور اليمني وقرارات الأمم المتحدة.

وشكل الانقلابيون الحوثيون وحزب الرئيس المخلوع، أمس، مجلساً سياسياً لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها بدلاً من اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون، في خطوة هدفها إفشال محادثات السلام في الكويت وإشراك حزب المخلوع في الإدارة بشكل مباشر.


وبموجب الاتفاق الذي وقعه عن حزب المخلوع المؤتمر الشعبي، نائب رئيس المؤتمر صادق أمين أبو راس، وعن الحوثيين وحلفائهم رئيس المجلس السياسي صالح الصماد، سيشكل مجلس سياسي أعلى يتكون من عشرة أعضاء من كل طرف بهدف توحيد الجهود لمواصلة الحرب التي يشنونها على الشعب اليمني، ولإدارة «شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً»، على أن تكون رئاسته دورية بين الطرفين.

مهزلة جديدة

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن «تشكيل المجلس السياسي الأعلى للحوثي وعفاش محاولة يائسة لمن انقلب على النظام الشرعي وساق اليمن إلى العنف»، مؤكداً أن «مراوغتهم في الكويت تعرّت من جديد».

وأضاف معاليه في تغريدات على «تويتر»: «تغطية المجلس السياسي للحوثي وعفاش ببيان أشبه بورقة التوت، لن تخدع أحداً، التمرد والانقلاب سبب الحرب، والحديث عن تغطية دستورية مهزلة جديدة».
وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش: «الواضح للمجتمع الدولي أن الحوثي والذي يمثل أقل من واحد في المئة من اليمنيين أدمن السلطة والمال والجاه، وترتيب المجلس السياسي الجديد في هذا السياق».


وأردف معاليه: «بخطوته الجديدة وتشكيل مجلسه الوهمي، الحوثي يستعرض سذاجته السياسية من جديد، الإقصاء مبدأ التمرد وما هكذا تورد الأمور، صالح دوره دور تابع».
وأكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن مفاوضات الكويت كشفت للمجتمع الدولي أن الحوثي رافض للاتفاق السياسي، لأنه ذاق طعم السلطة والمال، والمجلس السياسي تخبط جديد يدفع حسابه اليمنيون.

انتهاك خطير

في السياق، سارع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى إدانة الخطوة الانقلابية الجديدة. وجاء في بيان وزعه المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي، أن هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعتها أنصار الله، والمؤتمر الشعبي العام، بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأمم المتحدة، فالإعلان عن ترتيبات أحادية الجانب لا يتسق مع العملية السياسية ويعرض التقدم الجوهري المحرز في محادثات الكويت للخطر. كما أنه يعد خرقاً واضحاً للدستور اليمني ولبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وقال ولد الشيخ وفق البيان: «يشكل هذا الاتفاق انتهاكاً قوياً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي يطالب جميع الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيين، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن، ويدعوهم إلى التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن».

مأساة وملهاة

بدوره، وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي هذه الانتهاك بـ«الانقلاب الثالث». وكتب المخلافي في تغريدات على تويتر: «الانقلاب الثالث. التم المتعوس على خائب الرجاء. الذي لم ينجح في البداية لن يتحقق في النهاية. روح الهزيمة بادية من وسط أسطر الاتفاق الانقلابي».

وأضاف المخلافي: «يقال التاريخ لا يعيد نفسه وإن أعاد يكون في المرة الأولى مأساة وفي الثانية ملهاة، الانقلاب الحوثي عفاشي الجديد ليس إلا ملهاة تستدعي السخرية».


وأكد أن الانقلابيين نجحوا في إقناع العالم بأنهم ضد السلام وأنهم سبب إفشال مشاورات الكويت، ومتمردون على الشرعية الدولية.
وأوضح وزير الخارجية اليمني: «أضاع الانقلابيون فرصة السلام التي كان يحتاجها اليمن وشعبه الكريم وأصروا على إفشال مشاورات سعينا بكل جهد لإنجاحها. على المجتمع الدولي أن يدرك من أشعل الحرب في بلادنا وسعى إلى تدميرها ولازالت مصر على خيارات الحرب والانقلاب رغم أننا مددنا أيدينا للسلام بصدق».


وطالب المخلافي المجتمع الدولي بإدانة الانقلاب الجديد على الشرعية الدستورية والأممية، وتحميل تحالف الحوثي صالح مسؤولية إفشال المشاورات، والضغط عليهم للالتزام بالقرارات الدولية والانصياع لمتطلبات السلام.
وجاءت الخطوة الانقلابية الجديدة بعد ساعات من استئناف مشاورات السلام جلساتها برئاسة ولد الشيخ، ولقائه مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد وعدد من السفراء.

مناورة


اعتبر المحلل السياسي والمستشار في رئاسة الجمهورية اليمنية د. عبدالكريم سلام، أن المجلس السياسي للانقلابيين مجرد مناورة الغاية منها التلويح بالتصعيد خصوصاً بعد اختيار اليمن لاستضافة القمة العربية 28، وإلا لكانوا بادروا إلى تسمية أعضاء المجلس مباشرة، لا الإعلان عن توقيع اتفاق، مؤكداً أن هذا التصعيد سيأتي بنتائج عكسية عليهم لأنهم بخطوة كهذه يؤكدون للعالم رفضهم للمسار السياسي ويبررون العودة للمسار العسكري.

Email