طارق الشحي رجل الشجاعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الشهيد الملازم أول طارق محمد علي أحمد السابي الشحي الحنان هو ثروته الكبرى التي يغدقها على عائلته صغاراً وكباراً، لديه فائض من ثروة السخاء والعطاء والاحتضان، الجلوس مع عائلته وكل من يعرفه سيل لا يتوقف من الكلام عن فضائله ومواقفه واحتواءاته السخية والحنونة لكل فرد في العائلة. كنا نسأل عن فعل استشهاده فيهم، فيجيبوننا بأفعال حياته فيهم، كمن يهرب من صورة لا يريد أن يراها بصور كثيرة يريد تثبيتها.

مولده ونشأته

ولد الشهيد الملازم أول طارق الشحي من والديه، محمد علي أحمد وحصة عبد الله القاضي، في عام 1972، ويعد ترتيبه الثالث من بين 8 أشقاء وشقيقات، وهم (عائشة وخالد وعلي ومريم وخلود وعمر وراشد وعلياء). نشأ في بلدة شعم التي تبعد نحو 35 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة رأس الخيمة، وتحظى هذه المنطقة بموقع جغرافي جميل، فهي تقع بين أحضان الجبل والبحر..

وكانت بيئة خصبة، لتتكون لدى الشهيد طارق هذه الشخصية المسؤولة والوطنية. فبعد إتمامه المرحلة الثانوية بمدرسة «سعيد بن جبير للتعليم الثانوي للبنين»، التحق بعدها بالخدمة العسكرية بوزارة الداخلية في 23 أبريل من عام 1997 برتبة رقيب، ونال ميدالية الخدمة المخلصة، كما تدرج بسلمه الوظيفي بكفاءة ونجاح وصولاً إلى رتبة ملازم أول. وكان قد أخذ العديد من الدورات العسكرية والقيادية سواء كانت بداخل أو خارج الإمارات.

تكفل بعد وفاة والده بعام 2012 برعاية والدته وإخوانه، حيث تزوج في عام 1999 وأنجب ابنه البكر محمد الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، إضافة إلى 3 أبناء وهم (فجر وفاطمة وأحمد).

السيرة الذاتية

امتاز الشهيد الشحي بسيرة وظيفية وشخصية عطرة، سواء بين زملائه أو ذويه، وعُرف عنه التزامه الصادق بمتطلبات الواجب ورفعة الأخلاق والشجاعة والإقدام في كل ما يوكل إليه من مهام.

ويصفه أشقاؤه بأنه كان يحب الخير للناس من حوله ويسعى فيه دائماً، ويبادر إلى خدمة الآخرين دون أن يطلب منه ذلك، وهو راعي واجب وصاحب مبادرة ورجل خدوم. فيما وصفته والدته بقولها: يحب الناس ويتواصل مع أهله وأقاربه وأصدقائه وزملائه دون توقف، يبادر لخدمة الآخرين تطوعاً، لأن ذلك نابع من داخله، وفي حياته الشخصية كان يحب «الرحلات»، لا سيما إلى بر الإمارات.

استشهاده

كان الشهيد ملتحقاً ضمن قوة «أمواج الخليج» في البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك. وقبل أسبوع من عودته إلى تأدية واجبه في البحرين، شاءت إرادة الله أن يحمل أبناءه ليطوف بهم أرجاء الوطن، وصولاً إلى أبوظبي، مروراً بالعين ودبي والشارقة وباقي مدن الدولة في رحلة صفت برحلة العمر.

وفي مساء الاثنين في الثالث من مارس 2014، قام عدد من الأشخاص باستهداف قوات الشرطة في المنطقة الشمالية وبالتحديد في بلدة الدية غرب المنامة، بافتعال أعمال شغب لاستدراج القوات إلى مكان المتفجرات، وفور وصول القوات للتدخل إلى مكان إحدى العبوات المتفجرة تم تفجيرها باستخدام هاتف نقال، ما أدى إلى استشهاد 3 من أفراد الأمن، من بينهم الشهيد طارق.

Email