أوصى بصدقة ماء للمصلين

الشهيد يوسف العلي.. شجاعة وإقدام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لم يغادر يوسف بيتنا لحظة، ما زلنا نناديه عند كل شاردة وواردة، نقول: لو كان يوسف هنا» هكذا تحدثت شقيقة الشهيد البطل يوسف عبد الله عيسى بن جابر العلي، مشيرة إلى أن الحنان كان ثروته الكبرى التي يغدقها على عائلته صغاراً وكباراً، لديه فائض من السخاء والعطاء، حيث لا يزالون يثبتون صور ومشاهد يوسف الشديدة البهاء في حياتهم، ويستحضرونها في كل وقت.

يوسف كان يود السفر إلى الولايات المتحدة، يوسف كان يحب هريس جارتهم التي ربته منذ صغره الوالدة مريم زوجة المرحوم أحمد القرصي، وفي العيد هو أول من يوزع العيديات على الأطفال الذين كانوا يحظون بحنانه الأبوي، فقد كان يعشق الأطفال ودائماً يلهو معهم ويدللهم.

نشأة وطفولة

ولد شهيدنا يوسف في الرابع من أغسطس 1978 في مستشفى سيف بن غباش، ويعد المولود الخامس من والديه عبد الله عيسى ومريم يوسف عبد الله بورحوم من بين 3 أشقاء و6 شقيقات، كانت نشأته الطفولية في منزل كانت تستأجره الأسرة في فريج «العلي».

مسيرته الدراسية

التحق مباشرة بالمرحلة الثانية في روضة رأس الخيمة، فيما تضمنت خطواته الدراسية التي تعلّم فيها حب الوطن وعشقه لترابه مدرسة موسى بن نصير الابتدائية، وبعدها التحق بمدرسة بلاط الشهداء للمرحلة الإعدادية، في الوقت الذي انتقلت فيها الأسرة للاستقرار بمنطقة «الظيت»، وهناك حدث ما لم يكن في الحسبان.

فقد باتت الدراسة لا تستهويه، وكان وقتها في الصف الثاني الإعدادي، وقرر الالتحاق بالقوات المسلحة، وذلك في عام 1992، ليكون فرداً من أفرادها، بعدما وضعها هدفاً مهماً في مسيرة حياته، حيث كان مخلصاً ومتفانياً فيها، والتحق بمهمات عسكرية وتدريبية عدة، سواء داخل الدولة وخارجها، وسافر يوم 16 أغسطس الماضي إلى اليمن تلبية لنداء الواجب.

وكانت هواياته قنص الطيور وركوب الدراجات النارية، وكذلك تصليح الأجهزة الإلكترونية التي برع فيها كثيراً، إلى جانب السفر الذي يجد فيه المتعة والاستكشاف.

الحياة الزوجية

وفي 27 مايو 2008، قرر الزواج، وأنجب من الأبناء صبياً وثلاث بنات، وفي هذا الوقت كان يتطلع إلى استكمال رحلة علاج ابنته إلى الولايات المتحدة، بعدما بدأت حالتها في التحسن، فابنته الصغيرة لا تستطيع الكلام والحركة، لكن القدر لم يمهله ليحقق هدفه الذي عاش لأجله منذ ولادة صغيرته بهذا المرض.

مفخرة للعائلة

يقول والد الشهيد «عبد الله عيسى»: «لن أذرف الدموع، لأن ابني شهيد للوطن ومفخرة للعائلة، يوسف هو الابن الرؤوف والحنون، كان همه الوحيد كيفية رعاية العائلة وسعادتها، كان باراً بي وبوالدته، ويلبي جميع متطلباتنا دون كلل أو ملل، وكان متميزاً ومتفائلاً بجميع أمور حياته، واليأس لم يكن يعرف طريقاً إلى قلبه».

صدقة جارية

برغم كونه اجتماعياً بالدرجة الأولى، فإن «عارف البقيشي» أصبح أنيسه ورفيقه في رحلة متاهات الحياة التي تطورت لتصبح على مستوى عائلي، ليتحصلا معاً على بيتين من الإسكان ويصمماه بالطريقة نفسها، حيث قال: «إن الشهيد كان في كل اتصال يوصيني بالتصدق بالماء الصالح للشرب للمصلين في المسجد القريب من البيت، وكان يلحّ في طلبه هذا، معتبراً إياه صدقة جارية تنفعه يوم لقاء ربه».

Email