اعتبرت اجتماع العائلة أجمل الأوقات

ناجية ثاني: نداء الواجب أولوية في رمضان

موضوع رمضاني القيادة العامة لشرطة دبي ,مارس 15,2015 .تصوير: غلام كاركر ناجية جمعة ثاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينفرد شهر رمضان المبارك بعاداته وتقاليده الخاصة التي تميزه عن بقية أشهر السنة، فهو شهر الصوم والعبادة، وما أن يحل رمضان حتى يكتسي العمل بمتعة خاصة عند ناجية جمعة ثاني رئيس قسم التطوير والتحسين المستمر بالإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، وتؤكد أن عملها في رمضان يمتزج فيه إلى جانب الواجب الوظيفي مشاعر دينية وإنسانية تصب في لحمة أفراد العائلة.

وتؤكد أن نداء الواجب ضمن أولوياتها في رمضان، فغالبا ما تضطر للمكوث في العمل حتى وقت الإفطار، فتتقاسم هي وزملاؤها وجبة الإفطار في أجواء رمضانية، الأمر الذي يدخل إلى نفسها السعادة والسرور، خاصة وأنها تجهز أصنافا من الطعام الرمضاني الشهي بنكهة تراثية وتحمله لهم إلى العمل على «السف» وهو كالصينية التي يوضع عليها الطعام والمأكولات عند تقديمها للضيوف.

أجمل أوقات رمضان

اعتبرت ناجية ثاني أن أجمل الأوقات في رمضان هي تلك التي تجمعها مع عائلتها على مائدة الإفطار لما فيها من تواصل ومودة بينها وبين أفراد عائلتها، لكنها تؤكد أن تأدية العمل وإنجاز المطلوب منها في خدمة الوطن الحبيب يعتبر أيضا أولوية قصوى، لأن هذا الأمر يشعرها بالرضا والسعادة ونيل الأجر من الله تعالى.

وتشير ناجية إلى أن يومها الرمضاني يبدأ مثل أي موظف حكومي في التاسعة صباحا حين تذهب إلى العمل ثم تعود منه مباشرة إلى المطبخ في منزلها لتتفنن في إعداد أصناف الطعام اللذيذة، مثل الفرني والساقو والخبيص، مشيرة إلى أن هناك أكلات مرتبطة ارتباطا وثيقا بسفرتهم في رمضان، ولا تفارقها بشكل يومي، منها اللقيمات، والهريس والعرسية والثريد.

وتقول ناجية: يلتم شمل العائلة في رمضان أكثر من أي شهر في السنة، ولا تحصر اللمة في منزل واحد بل كل مرة نلتقي على مائدة الفطور في بيت فرد من أفراد العائلة طيلة الشهر الكريم، حيث تعد كل عائلة طعاما وتحمله ذاهبة إلى بيت من سيتم الإفطار في منزله بالترتيب بيننا، ثم أجلس أتسامر معهم وأقرأ القرآن، وأصلي التراويح في المنزل..

ومن ثم أعود إلى منزلي منتصف الليل، وأتسحر قبل أن أذهب للنوم استعداداً للعمل في اليوم التالي، وأحياناً أستيقظ قبل الفجر لتناول وجبة السحور التي غالبا ما تكون بعض الشطائر، أو الأرز مع الزبادي، أو الثريد على الأغلب.

تبادل الأطباق

تبادل الأطباق بين الجيران أهم ما يميز رمضان ناجية، فإذا مر يوم من دون أن يطرق بابهم طبق الجيران بعد أن يرسلوا إليهم طبقهم اليومي، تتصل بهم عقب الفطور لتسأل عنهم وتطمأن عليهم.

أما في عطلة نهاية الأسبوع فتجتمع ناجية وإخوانها وأخواتها وعائلاتهم في بيت خالتها بصحبة بعض الأصدقاء، مشيرة إلى أن هذه عادة لا يمكن إغفالها خاصة في الشهر الكريم، محاولين الحفاظ على قدسية هذا اليوم المميز، فهو اجتماع عائلي لمناقشة أمور الحياة، وتناول الطعام اللذيذ من يد خالتها، وتشعر ناجية أن في هذا اليوم يتقارب أفراد العائلة ويمرحون ويتعّرف الأحفاد على بعضهم بعضا، فيعم الود المكان، ويملأ كل أفراد العائلة.

وأهم ما يميز هذا اليوم هو الأطباق الرمضانية التي تصنع لأجل اللّمة، كي يستمتعوا بتناولها في طقس اجتماعي حميم، والتي يتشارك الجميع في إعدادها، مما يصبغ يوم الجمعة بنكهة خاصة تكسر جمود الأسبوع وروتين الحياة.

حفاوة الاحتفال

وحين يؤذن شهر الخيرات والبركات بالرحيل تستعد ناجية بتفصيل ثلاث جلابيات (مخورة) أي مطرزة، أو على الطراز المغربي، بحيث ترتدي واحدة جديدة في كل يوم من أيام عيد الفطر التي تمتد لثلاثة أيام، مشيرة إلى أن هذه العادات ترسخ في أعماق ذاكرتها فرحة العيد نتيجة لحفاوة الاحتفال به.

رمضان زمان

وتذكر ثاني أن الأهالي في الأمس كانوا يحتفون بشهر رمضان منذ منتصف شعبان، حيث يتجول الأطفال في كل الفريج منذ الصباح الباكر ويعودون عقب صلاة العشاء وهم محملون بأكياس بها أصناف متنوعة من الحلويات التي توزع عليهم في جميع البيوت التي يزورونها وهم فرحون (بحق الليلة) وبعدها يدخل الشهر الفضيل ..

ويتجمعون مع أقرانهم في الفريج وينظمون بطولات وتحديات وفيهم من يصوم ويلعب كرة القدم إلى أن يقترب وقت أذان المغرب..

حيث ينصرفون، وتطرقت إلى أهمية ربط الجيل الحالي بموروث الأمس وتعليمهم العادات والتقاليد القديمة التي ترتبط بأهمية التواصل الأسري ومراقبتهم لمنع تأثرهم بالأفكار الغريبة عن المجتمع، مؤكدة أن هذا الأمر لا يعني حرمانهم من أدوات العصر، وكذلك أهمية عدم ترك الحبل على الغارب من أجل الحفاظ عليهم من التشويش في ظل العولمة.

وتؤكد ناجية أن أجواء رمضان الرائعة يجب ألا تعكر بسبب أخطاء أو سلوكيات قد تصدر من قبل الآخرين بل يجب التجاوز عنها ليتعلموا أن ديننا دين التسامح.

عطاء وتفان

أكدت ناجية ثاني نجاح المرأة الإماراتية في مجال العمل الأمني، حيث تميزت بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن، بل تميزت في جميع المجالات الأمنية وهي تعمل إلى جانب شقيقها الرجل بكل تفانٍ.

وترى أن ابنة الإمارات حازت دورها الطبيعي في المشاركة في عملية البناء والتنمية وتبوأت أعلى المناصب في المجالات كافة، بفضل السياسات الواعية التي انتهجتها قيادة الدولة ورؤيتها الحكيمة التي وفرت الحماية الدستورية والقانونية، وأرست مبدأ المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، وهو تميز أصبح قاعدة ثابتة وليس استثناء في دولة الإمارات.

Email