المدير التنفيذي لدبي العطاء

طارق القرق: بيت الوالد يجمع العائلة يومياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهر رمضان لدى الأسر المواطنة يحتفظ بطقوسه الأصيلة، وعبق ذكرياته التي تلمّ شمل العائلة، ولاتزال عادات الشهر الكريم تحتفظ بروحها، على الرغم من رياح التغيير التي أصابت نواحي الحياة. تلمس هذا على مائدة طارق القرق المدير التنفيذي لدبي العطاء. مائدته الرمضانية لم تتغير وأكلاته المفضلة لا تفارق مائدته طوال الشهر.

بيت الوالد

غرس الوالد الشاعر الكبير محمد صالح القرق في نفوس أبنائه العادات والتقاليد الإماراتية منذ كانوا صغارا ولا يزال بيت الوالد يجمع الكل على مائدة افطار واحدة طوال الشهر الفضيل، وفي الايام العادية يجتمع الابناء والبنات عند الوالد على الغداء. يعيش الأبناء والبنات كافة في بيوت متلاصقة في حي واحد في بيوت أهداها لهم الوالد، ليكونوا على مقربة منه، فلا يكاد يمر يوم من أيام السنة دون ان يرى الجميع، عودهم على المحبة وغرس فيهم روح الانتماء للأسرة والمجتمع والوطن، وبدور الآباء غرسوا في نفوس الأبناء العادات والتقاليد التي ترعرعوا عليها.

طعم خاص

يقول طارق القرق لشهر رمضان طعم خاص يميزه عن بقية الدول والشعوب الإسلامية، لياليه تضج بالحياة، ونحن جزء من النسيج الاماراتي لا نزال نحافظ على الكثير من الطقوس الرمضانية التي مورست عن طريق الأجداد إلى يومنا هذا، برغم غياب بعض العادات التي كان لها وقع خاص على النفوس، وعلى الاجيال التي تعاقبت مثل (المسحراتية)، وهم الذين يطوفون في كل ليلة على بيوت الحي عند السحور يضربون الطبول لإيقاظ الناس للسحور. وفي الأيام الأخيرة من رمضان يمر هؤلاء (المسحراتية) على البيوت بعد العصر ويتبعهم الاطفال لتدفع لهم أجورهم الرمزية.

للأسف هذه عادة من العادات التي اندثرت، ولكن لا تزال هناك بعض العادات التي تضرب جذورها في العمق. فعلى سبيل المثال يجتمع أبناء الاسرة الواحدة في بيت الوالد يوميا للإفطار الجماعي، حيث يقوم كل فرد من افراد العائلة بإعداد بعض الاكلات مثل الهريس والثريد واللقيمات وغيرها ونحضرها الى بيت الوالد حيث يلتقى جميع افراد العائلة 20 شخصا من الابناء والاحفاد في المجلس، عدا يوم الجمعة لأنه مخصص لأهل الزوجة. الى جانب ذلك يتم يوميا تحضير وجبة إفطار تكفي لمئة شخص تقريبا يتم إرسالها الى مسجد الوالد طوال شهر رمضان.

برنامج يومي

وعن برنامجه اليومي في رمضان يقول طارق القرق: أذهب الى المكتب الساعة التاسعة وأنجز كل الاعمال المدرجة على جدول ذلك اليوم، ولا أحب التأجيل أو التأخير؛ لأن ذلك يؤدي الى تراكم العمل وتأخير مصالح الناس، وبالتالي أحرص على إنهاء جميع الاعمال حتى لو تتطلب الامر مني البقاء في المكتب لغاية الساعة السادسة. قبل الافطار أقرأ يوميا جزءا من القرآن الكريم وأختم المصحف مع نهاية الشهر.

اللغة العربية

ويضيف: بحكم سفري الطويل على مدار العام أحرص على قضاء وقتي في الدولة مع بناتي وزوجتي في البيت لمتابعتهم الدراسية، وتعليمهم اللغة العربية والقرآن لأنهم يدرسون في مدرسة أجنبية وفي البيت لدينا المربيات والعاملات من الجنسيات الآسيوية ويتحدثن اللغة الانجليزية بطلاقة، وهذا شرط من شروط الالتحاق بالعمل لدينا، ولكن أثر ذلك على اللغة العربية للبنات لأن المدرسة انجليزية والبيت معظم الوقت أنا خارج الدولة وزوجتي موظفة وتعود إلى البيت متأخرة، لذلك تجد البنات معظم الوقت يتحدثن باللغة الانجليزية.

استثمار الوقت

وحول الفرق بين طقوس رمضان بين الماضي والحاضر يقول: الفرق يكمن في طريقة استثمار الوقت في العبادات والصلوات والتقرب الى الله، للأسف ما أراه حاليا، ولا أريد ان أعمم، غير الذي كنت أراه في الماضي، حيث كان الاهتمام باستقبال الشهر يقتصر على كيفية الاعداد له من حيث التقرب الى الله والعبادات وصلة الارحام والعطف على الفقراء والمساكين، أما اليوم فالحال أصبحت غريبة، حيث ربط شهر الخير بالمسلسلات التي تعرضها الشاشة الصغيرة، والخيم الرمضانية والمقاهي، وهذا يذكرنا بالماضي الذي لايزال عبقه ينادينا.

السفر في رمضان

وحول السفر في رمضان يقول: الحمد لله 7 سنوات الآن في دبي العطاء ولم تصدف أن سافرت في رمضان، ولكن هذا العام عندي سفرة الى النرويج لحضور مؤتمر كبير للأمم المتحدة بحضور بان كي مون الأمين العام وغودن براون لجمع تبرعات من الحكومات الغنية لدعم التعليم الأساسي في الدول النامية، ولو كان هناك مجالا للاعتذار عن السفر لاعتذرت؛ لأن الصيام في النرويج 21 ساعة تقريبا (الغروب هناك 11 ليلاً والفجر الساعة 3)، إضافة إلى سفرة ثانية الى اثيوبيا في نهاية رمضان تقريبا.

في الدول الاجنبية نصوم حسب الدولة، والإفطار غير وارد إلا أثناء السفر خاصة في المسافات الطويلة، ويتم قضاء اليوم عقب انتهاء شهر رمضان مباشرة خوفا من النسيان أو تراكم الأيام، وهذ ايضا من المبادئ الاساسية التي غرستها في نفوسنا الوالدة منذ الصغر.

الزوجة الصالحة

أحمد الله أن رزقني زوجة صالحة، تقوم بدور الأب والأم أثناء سفري، وتجلس مع بناتي ساعت طويلة تعلمهن قراءة القرآن وعودتهن على النوم على صوت القرآن الكريم يوميا، وابنتي مها الكبرى عمرها 7 سنوات تحفظ قصار السور وتعلم فاطمة ونورا قراءة القرآن.

Email