سعيد الهش: الوسائط الذكية سهّلت رؤية الهلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

بأدوات بسيطة، ووسائل تكنولوجية »بدائية«، كان المجتمع يتعرف على غرة شهر رمضان أو شوال بواسطة المذياع أو التلفاز، ونظراً لعدم توفر أجهزة التلفاز بكثرة في البيوت إلى جانب المذياع في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فقد كان الناس يستمعون بشغف كبير إلى صوت المذيع في المساء، وفور ما يتقرر إعلان غرة رمضان أو شوال، يظهر المذيع بصورة مفاجئة عبر التلفاز لينقل الخبر إلى المستمعين أو المشاهدين.

متابعة التلفاز

أما الواقع المعاش اليوم، فيبدو أكثر تطوراً من السابق، وفي الحاضر أصبحت الهواتف تستقبل خبر إعلان ما أقرته لجنة تحري الشهر دون الحاجة إلى متابعة التلفاز أو الاستماع للمذياع كالسابق، نظراً لتوفر الكثير من المصادر الإخبارية المتطورة التي تنقل الأخبار في وقت قياسي، ما يؤكد أن رؤية الهلال باتت أكثر وضوحاً مع توفر الأجهزة والهواتف الذكية من خلال استقبال خبر الصوم أو الفطر بثوان فقط من وقت إعلان اللجنة.

هذا ما أكده الإعلامي المخضرم سعيد الهش، الذي أوضح أنه في نهاية شهر رمضان سابقا، يجلس الجميع خلف شاشات التلفاز ترقباً لإعلان حلول عيد الفطر المبارك، لأن العيد يحتاج إلى استعداد أكبر من حيث المظهر مثل الحلاقة أو الاستعداد بالملابس الجديدة ونحوها، في حين أن الاستعداد لشهر رمضان لا يحتاج سوى إلا استعداد نفسي للعبادة.

وذكر أن إعلان خبر حلول شهر رمضان أو عيد الفطر المبارك، يعتبر من الأخبار المهمة التي تقطع حيناً بث البرامج الأخرى من أجله، إذ يظهر المذيع بصورة مفاجئة ويتحدث عن قرار اللجنة المكلفة بتحري الهلال. ونظراً لعدم توفر أجهزة التلفاز أو المذياع بكثرة في السابق، فقد ينتشر الخبر في الفريج من بيت إلى آخر، لاسيما وأن الهواتف المتحركة كانت قليلة لا يملكها إلا القليل من الأفراد، على خلاف الواقع المعاش اليوم، الذي يملك فيه الجميع بما فيهم الطفل الصغير أجهزة الهواتف الذكية.

أكثر سهولة

وأضاف الهش ان تحري هلال شهر رمضان أو عيد الفطر المبارك، أصبح أكثر سهولة مع توفر أجهزة التلسكوب الحديثة والمتطورة المستخدمة من قبل اللجنة المكلفة بتحري الهلال، لكن تبقى هناك أيام يستحيل رؤية الهلال فيها نظراً لوجود السحب أو غيرها، ما يجعلنا نفطر أو نصوم وفقاً لرؤية بعض اللجان في دول الخليج مثل السعودية، كونها تمتلك أراضي شاسعة يمكن رؤية الهلال من خلالها إذا تعذر رؤيته في مكان آخر.a

البث الجزئي

ذكر الإعلامي سعيد الهش أنه في منتصف الثمانينيات، أُعلن ذات مرة عن موعد حلول عيد الفطر المبارك بصورة مفاجئة في المساء، وقد ظن الجميع أنه اليوم المتمم لشهر رمضان، إذ أعلنت السعودية الأمر بعد إغلاق بث القنوات الأرضية المحلية، وعجزت القنوات الأرضية المحلية عن إذاعة الخبر حتى إعادة البث صباحاً، ما أدى إلى صيام بعض أفراد المجتمع وإفطار فريق آخر منهم، بسبب عدم توفر ميزة البث على مدار 24 ساعة على غرار القنوات الفضائية اليوم. ويصف الهش المشهد قائلاً: هذا الموقف كان صعباً للغاية، إذ كان الجميع متجهاً إلى العمل، وحينما أذيع النبأ توجه المواطنون والمقيمون إلى المساجد لأداء صلاة العيد، تاركين يومهم الذي اعتقدوا أنه أحد أيام شهر رمضان المبارك.

Email