أزياء الرجال التراثية.. هيبة البساطة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه إطلالة على ملابس الرجال في التراث، فلقد تميز الرجال بالعنفوان وقوة الشكيمة، لأنهم عاشوا في الصحراء والبادية وطبعتهم البيئة بالبأس الشديد والاعتداد بالنفس، وكان للمظهر لديهم أهمية كبيرة، بالرغم من بساطة الحياة قديما.

وبالمقارنة بين ملبس الأمس وملبس الوقت الحاضر، فلن نجد اختلافات كبيرة، وإنما بعض الأشياء التي اندثرت بفعل تحديثات الوقت والتطوير.

 

المناخ يفرض نوع القماش

وتجدر الإشارة إلى تأثير المناخ الصحراوي على الأقمشة المستخدمة في أزياء الرجال، فالبيئة الجافة والمناخ الحار معظم أشهر السنة فرضا الأقمشة الفاتحة، وغلب عليها البياض، وكانت قطنية لتلائم الجو. كانت كندورة الرجال ذات تصميم محدود وشبه ثابت.

وبقيت الزي الأساسي للرجال كافة إلى الآن. فكانت للصبيان الصغار والفتيان الشباب وللرجال في كل مراحلهم، وهي أيضا للأغنياء والفقراء، يلبسونها في سائر أوقاتهم وأحوالهم اليومية وفي أثناء عملهم وراحتهم، وفي زياراتهم وحلهم وترحالهم، فهي لباس عام.

تميزت الكندورة بالاتساع والراحة والطول حتى القدمين، وكان لها عدة جيوب ليحتفظوا بنقودهم وأدواتهم الخاصة فيها، في فترة الصيف يشوبها القليل من الاختلاف عن الشتاء، حيث تكون ثقيلة تقيهم البرد، وتميل إلى الألوان الداكنة.

الصديري واللاس من مكملات الأناقة

ومن ملابس الرجال ايضا "الصديري" وكان ذا طابع يميزهم في ذلك الوقت، لما له من جمال خاص حيث يلبسونه فوق الكندورة، ويكون مطرزاً بالزري أو البريسم المشهور آنذاك، ولونه لا يختلف كثيرا عن لون الكندورة، وكان قصيرا وبلا أكمام، وقماشه خفيف في الصيف وثقيل في الشتاء.

كان من عادة الرجال قديما وضع "اللاس" على أكتافهم، وهو وشاح من البريسم أي الحرير الهندي وغالبا ما يكون باللون الحليبي أما "الغترة" فهي الشماغ الأبيض غطاء لرأس الرجل، وهو اللباس الرسمي والرئيسي مع الكندورة.

وكان "للغترة" عدة أشكال فالبيضاء أو المائلة للزرقة هي الأكثر استخداماً، ومنها ما يحتوي على بعض التطريز عند الأطراف، ومنها "المقلم" وتسمى "ام قلم" والاسم الشائع آنذاك هو "السفرة" وتختلف في قماشها عن الغترة، فهي سادة لا تحتوي على أي إضافة، وكان لها اسم خاص يطلقون عليها " السفرة المربزة"، وشأن "الغترة" كالكندورة فهي في فصل الشتاء ثقيلة، ومنها الشال وهو أكبر حجما وبألوان مختلفة، وهناك أيضا "الدسمال" المصنوع من الصوف، وكانت "الجحفية" وهي طاقية تلبس تحت الغترة.. بيضاء اللون مخرمة، وهي من الأشياء الرئيسية في الزي الإماراتي، وأما "العقال" فهو الرمز الشامخ للرجل العربي الأصيل، وهو الحبل المصنوع من الصوف الأسود "صوف الماعز".

ومنه الأبيض وهو من "صوف الخراف" وهذا دليل واضح على تمازج حياتهم بالبيئة التي عاشوا فيها، حيث يستخرجون احتياجاتهم من معطيات طبيعة البيئة التي يعيشون ضمنها.

 ومن مظاهر التزين عرفت "الشطفة" وكان يلبسها الحكام وذووا الجاه والأغنياء في ذلك الوقت، وتصنع من الصوف المزين بالزري الذهبي، كما هناك "البشت" الشهير في الزي الشعبي، وهو من الألبسة المصنعة يدويا، والبشت رمز أصيل لا يقتصر على أحد، يلبسه الفقير والغني، أما خصوصية البشت اليوم فتميل إلى الحكام والشيوخ، والمهمات الرسمية، وهو تعبير عن الفخامة والوجاهة في جميع المناسبات، وخاصة الأعراس.

إن الزي الشعبي الذي اختص بالرجال نجد فيه ملامح تعكس الهيبة التي يتحلون بها.

Email