القفــــــــل والصفّـــــــة مــــــــــن بيـــــــــــوت الجبـــــــــال

ت + ت - الحجم الطبيعي

العريش والخيمة والمخزن والدهريز أو الدهليز، جميعها مسميات من منازل قديمة كانت لسكان الإمارات في الماضي، أقاموا فيها على مختلف بيئاتهم الجبلية والريفية والصحراوية والساحلية. لكن الحياة الجبلية أخذت حيزاً كبيرا في بناء المساكن متعددة الأغراض، كما اختلفت الطرق والوسائل المتبعة في البناء عند سكان المنطقة. أخذنا الوالد سعيد راشد الظهوري عبر حديثه للتعرف إلى عناصر البيئة الجبلية، وبعض أسماء البيوت فيها.

نعرف أن مواد المنطقة شحيحة في الماضي، فلو تحدثنا عن بيوتكم كيف ومم تُبنى؟

أولاً نبنيها بأنفسنا، ومن المواد المتوفرة في المنطقة أو البيئة ومنها الجريد والحجر والحصى والطين.

وكيف كنتم تبنون خاصة مع الصخور الثقيلة؟

بأيدينا، فقد كنا معتمدين على أنفسنا ونتعاون في ما بيننا، من تقطيع الحجارة إن كانت لبناء شتوي، إلى نقلها وإعدادها وإلى ما هنالك.

وماذا كنتم تبنون؟

نبني من الجريد العريش لفصل الصيف، ومن الحصى بيت القفل لفصل الشتاء وعكسه بيت الصفّة.

ما هو بيت القفل؟

منزل شتوي مغلق أو مقفل من كل الجهات، حتى لا يسهل اقتحامه من أي مخلوق.

ولماذا صمم بهذا الشكل؟

لحماية قاطنيه من اللصوص أولًا والمجرمين، إضافة إلى أنه ملجأ الأسرة للاحتماء من برد الشتاء القارس.

ما أهم مواد بناء أو مكونات هذا البيت؟

تدخل في بناء هذه البيوت مواد مستخرجة من البيئة نفسها، مثل الصخور الضخمة من الجبال، وكذلك جذوع الشجر فيها، حيث يعلو سقف هذا البيت جذوع شجرة السدر، وبابه يكون سميكا مصنوعا من الأخشاب الصلبة الذي لا يمكن تحطيمه.

ما ميزة هذا الطراز؟

ميزته تكمن في منعته، حيث لا يتمكن من فتحه إلا صاحبه لأن مفتاح هذا المنزل صمم على قياس معين لا يستطيع الآخرون تصميمه، ويحتوي كذلك على عدة أقفال أخرى يغلق بها من الداخل.

هل توجد أنواع أخرى لبيوت جبلية ؟

نعم فهناك بيت الصفّة، وهذا البيت عكس مواصفات بيت القفل.

كيف؟

هناك فروق بينهما لأن بيت الصفة يتخذه السكان كمنزل صيفي، ومكان لإقامة الضيوف، أما القفل فيتصف بحصانته ومتانة جدرانه.

هل تتشابه المكونات في صناعته عن القفل أم مختلفة؟

لا يختلف كثيراً، وإنما تصف فيه الصخور على طبقات، وبه فتحات جانبية على الأطراف للتهوية، حيث يدخل من خلاله الهواء البارد، ومغطى من الأعلى بجذوع السدر تتخللها فتحات هوائية، ويطلق على الغطاء العلوي (العسبق) تستظل أسفله العائلة والضيوف قديما.

هل تحتوي حياة الإنسان الجبلي على عناصر أخرى؟

نعم، ومن ضمنها الوعب.

ماهو الوعب؟

هو المكان الذي يتكون من الطين والصخر يصمم على شكل دائري من الطين (المدر) يتكون بعد جفاف مياه المطر.

فيمَ يستخدم الوعب؟

كنا نتخذ من الوعب مكاناً لنثر الحَب مثل القمح والشعير وغيرها، لنتركه تحت أشعة الشمس، ليسهل بعد ذلك طحنه بالرحى.

هل يوضع الرحى في الوعب، أم يوجد مكان آخر لاستخدامه؟

تقوم النساء قديماً بطحن الدقيق في غرفة صغيرة مغلقة وتعتبر (المطبخ) لحماية الدقيق من المطر، وأيضا يكون فيها التنور. وهو المكان المخصص لصناعة الخبز، وبعد هذه المراحل جميعها يتم صنع الخبز فيه فهو عبارة عن فوهة من الطين توقد النار أسفلها.

ولكن كيف يمكن العمل في المطبخ صيفا وهو من الحجارة؟

الواقع أن المطبخ قديما لا يستخدم إلا في فصل الشتاء فقط، حيث يتم إعداد طعام الأسرة فيه، أما في الصيف وفي المناسبات فيتم طهي الطعام خارجا في الهواء الطلق، حيث توضع قواعد صخرية يتم تركيب القدور عليها وهو موقد تستخدم فيه نار الحطب.

كم بيتاً يمكن بناؤه للفرد قديما؟

حسب قدرة وإمكانيات وعدد أفراد الأسرة، لكن غالبا كان واحدا فقط حيث يضم الوالدين والأولاد لأنه كما قلت بيت شتوي، وكان دافئا جدا لأنه محكم لدرء العواصف والأمطار والبرد والمخاطر.

كيف كنتم تواجهون شظف العيش في الماضي خاصة في ما يتعلق بالمياه ومصادرها وأنتم تقطنون منطقة جبلية؟

كان لدينا برك للمياه توجد في القرى الجبلية تتكون من مياه الأمطار، وكان الناس يلجؤون لها، وكانت تتخذ مركزاً لتوزيع المياه بين أبناء القبائل.

 

Email