إفطار العراقيين إلى "سابع جار"

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يعد تبادل فطور رمضان بين عائلات العراق من التقاليد المتوارثة، وتتبارى ربات البيوت في إطعام الجيران مما يقمن بإعداده من أطعمة، بل يتنافسن في إبراز مهاراتهن بإعداد أطيب وألذ الأكلات، ومشاركة الجيران في تناولها، وإبداء الرأي فيها. وتقول الحاجة فاطمة أم محمد إنها تحرص في كل يوم بالشهر الفضيل، على القيام هي وأبناؤها وبناتها بطرْق أبواب الجيران، لتقديم بعض الطعام، وتسمى «صينية رمضان» التي قد تصل إلى الجار السابع.

والصينية من عاداتنا الجميلة، وهي تختص بكل مناطق العراق، فهي تقليد توارثناه من الأمهات والجدات، ولا نزال حريصين عليه، فخلال هذا الشهر تحرص غالبية الأسر العراقية على تقديم نوعيات عدة من طعام فطورها إلى الجيران، وتتم العملية كل يوم بتبادل طعام الفطور بين الجيران، وقد يصل ذلك إلى الجار السابع».

جلسات سمر

وتشير الحاجة أمل كاظم إلى أن الصينية تحتوي عادة نوعيات من الشراب كالعصائر أو اللبن، وأصناف متعددة من الطعام يتم إرسالها إلى الجيران، وهو تقليد سائد منذ القدم، وهم عادة ما يردون بالمثل. ومن غير الممكن أن يرسل إليك أحد طعاماً وتعيد إليه الصحون والأواني فارغة، فالأعراف والتقاليد تقضي بوضع أي نوع من الطعام أو الشراب فيها وإعادتها، والتقليد لا يزال مستمراً برمضان، وغيره في أحيان كثيرة.

ويقول علي كريم، وهو أحد منتسبي الشرطة: كثير من الأسر القريبة من نقطة الحراسة التي أعمل فيها ترسل إلي وإلى زملائي شيئاً من وجبة الفطور، بل كميات ونوعيات الطعام التي تصل إلينا يومياً تكفي عشرة أشخاص، ونحن ثلاثة. إنه تقليد راسخ يدل على معانٍ نبيلة في شهر الخير والبركة.

ويعتبر الحاج رعد مزهر من محافظة ميسان، شهر رمضان مناسبة للسهر والسمر والذكريات الجميلة التي تحمل موضوعات مستوحاة من التراث والفولكلور العراقي مع ممارسة بعض الطقوس السائدة، وبمرور الزمن اختلفت الأحاديث، وباتت تصب في السياسة، وغيرها من أحاديث الصائمين.

ويضيف «الأهم والأجمل بعد قضاء يوم كامل من الصيام، تلك الأمسيات التي تجمع أبناء المحلة الواحدة أو القرية الذين لهم نصيبهم من صينية رمضان، بالحلويات والعصائر المقدمة من البيوت القريبة».

Email