أهداها كفيلها مصحفاً فتعلمت القراءة وأسلمت

ت + ت - الحجم الطبيعي

حصلت «منى لين» من الفلبين على فرصة العمل في أحد البيوت في الإمارات، وفوجئت بعد أيام قليلة برب الأسرة يهديها مصحفاً لتقرأه، فقبلت الهدية وشكرته حرصاً على عدم إحراجه أمام بقية أفراد الأسرة. ولعل الفضول كان يدفعها باستمرار نحو معرفة أسرار المصحف، وبالرغم من عدم إتقانها اللغة العربية، إلا أنها حاولت تعلم القراءة، وأجادتها نسبياً، فتمكنت من قراءة المصحف، وشعرت مع تكرار القراءة بأن الطمأنينة والسكينة بدأت تتسلل إلى قلبها، فأدركت أن القرآن الكريم هو عبارة عن معجزة، وأن الإسلام هو الدين المناسب.

ظلت «منى لين» تتساءل مع نفسها، إن كانت مستعدة للإقدام على خطوة جديدة في حياتها، تتمثل في إشهارها الإسلام وترك ديانتها القديمة «المسيحية»، لكنها عن قناعة حقيقية، قررت الذهاب إلى كفيلها لتعلن إسلامها، وفور ما أخبرته بذلك، أثلج الخبر صدره، وأخذ بيدها متوجهاً نحو دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، معلنة إسلامها بنطق الشهادتين وسط أجواء من الفرح سادت المكان.

كانت «منى لين» تخشى في البداية من صعوبة التأقلم مع بعض شروط الإسلام، المتمثلة في ارتداء الحجاب وخلافه، وهذا الخوف راودها عند سؤال رب البيت لها إن كانت مستعدة للدخول إلى الإسلام، إذ التزمت الصمت بعد هذا السؤال نحو خمس دقائق، وظلت تفكر في الصعوبات التي يمكن أن تواجهها بعد إعلان الشهادة، لكن كفيلها طمأنها، وقال لها: «لا تقلقي.. انطقي الشهادتين فقط».

حسمت «منى لين» الموقف واتخذت قراراً تعتبره مصيرياً في حياتها، وعادت برفقة الكفيل وزوجته إلى البيت، وقد استقبلها أفراد الأسرة في البيت بحفاوة بعد إعلانها الإسلام، تلك اللحظة لاتزال تتذكرها إلى الآن.

 ولعل أهم المتغيرات في حياتها الآن بصفتها مسلمة، القدرة على التحكم بنفسها للامتناع عن ممارسة الكثير من السلوكيات المحرمة شرعاً في الإسلام، أبرزها تناول لحم الخنزير وغيرها من الممارسات المرفوضة في الإسلام، ما جعل حياتها على حد تعبيرها أكثر طهارة من السابق، كونها تشتمل على قواعد وفروض جعلت حياتها يكسوها النقاء، من خلال الوضوء للصلاة والصيام ونحو ذلك من الفروض والواجبات.

 

Email