نجري ونشتري ماجد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الشباب خلال فترة الستينيات وبداية السبعينات يبحثون عن المجلات والمطبوعات المختلفة لمتابعة الأحداث السياسية وأخبار العالم لأنها تمثل المتنفس لهم لمعرفة ما يحدث في شتى بقاع العالم إضافة إلى المعلومات الثقافية والعلمية والأدبية التي تعتبر وجبة دسمة لهم في تلك الفترة.

تعتبر مجلة العربي التي تصدر من دولة الكويت من أشهر المجلات في فترة الستينيات نظراً لكونها مجلة متنوعة وثقافية وعلمية، كذلك كان الاهتمام بمجلة آخر ساعة المصرية التي تعنى بالأخبار الثقافية والسياسية وتقوم بتحليل الأحداث، أما المجلة الأكثر إثارة فقد كانت مجلة الحوادث اللبنانية، وكانت من نوعية المجلات الصفراء التي تبحث عن المشاكل والفضائح للسياسيين والفنانين وغيرهم من المشاهير.

والغريب أن مجلة الشبكة اللبنانية المثيرة بصور الفنانات كانت تصل للمكتبات في مدن الدولة المختلفة، ولكن قلة فقط من كانوا يستطيعون شراءها نظراً لسعرها المرتفع الذي يبلغ سبعة دراهم قياساً بالمصروف اليومي الذي يحصل عليه الطلاب والشباب، والبعض كان يذهب للمكتبة العامة ليتصفح المجلة مجاناً رغم أن أغلب الأجساد العارية تم تلوينها باللون الأسود، ومثلها مجلة الموعد اللبنانية التي تُعني بأخبار الفن والفنانات على صفحاتها كان تواجد على الساحة المحلية في ذلك الوقت.

بالنسبة لنا مواليد نهاية الستينيات والسبعينيات أعتقد أننا كنا محظوظين جداً فيما يتعلق بالمجلات والطفرة التي حدثت مع نهاية السبعينيات، فقد صدرت مجلة ماجد في سنة 1979، هذه المجلة التي كانت ومازالت موجهة للأطفال الصغار على وجه الخصوص، وكانت تختلف كثيراً عن مجلة ميكي والمجلات القصصية والمغامرات الأخرى.

أغلبنا يتذكر إعلان المجلة، "ماجد مجلة كل الأولاد وكل البنات، والكبار أيضاً من المحيط إلى الخليج"، ولا يمكن أن ننسى الأغنية التي حفظناها عن ظهر قلب عندما يبث إعلان المجلة على التلفزيون" يالله يا موزة معانا، أنتِ وحصة وعابد، نقرأ مجلة ماجد، نادوا حميد وراشد وكمان جمعة وخالد، من شان يوم الأربعاء بعد الشمس ما تطلع، نجري ونشتري ماجد".

أتذكر كيف كنا نصل من المدرسة في يوم الأربعاء ثم ننتظر أن تصل المجلة في أي وقت متوقعين ألا ينسى أهالينا شراءها لنا، ننتظرها لنتصفحها من الغلاف إلى الغلاف، ثم تنتقل المجلة من شخص إلى آخر في البيت الواحد.

وإذا لم تصل لنا المجلة أو نسي أحد شراءها لأي سبب من الأسباب، فمن الطبيعي أن يدخل الواحد منا في حالة من الحزن ومط البوز الذي لا يرجع إلى طبيعته إلا بعد وصول المجلة إلى البيت لترتسم البسمة من جديد على شفاهنا ووجوهنا.

كنا نعتبر شخصية ماجد شخصية حقيقية من نفس أعمارنا في تلك الفترة رغم أنه لم يظهر بأي صورة حقيقية، كان كل واحد منا معجب بشخصية من شخصيات المجلة، البعض كان يحب كسلان جداً وشقيقه نشيط، وهناك من كان معجباً بشخصية زكية الذكية أو ربما الشقيقتين شمسة ودانة اللتين تعيشان في جزيرة بعيدة مع الحيوانات الأليفة، وهناك من كان يتابع براعة النقيب خلفان والمساعد فهمان في حل القضايا والقبض على المجرمين، وعلى الغلاف الخلفي لا بد أن تظهر لنا موزة الحبوبة وشقيقها رشود، أما المزعج فكان فضولي الذي تتوقع أن تجده في أي صفحة من صفحات المجلة دون أن ينبس ببت شفة.

وكانت هناك صفحات ثقافية مختلفة، إضافة إلى صفحة أصدقاء ماجد التي يضع فيها الأطفال صورهم، وبمجرد أن تنشر الصورة سيعرف كل الجيران والأصدقاء والأقارب عن الصورة المنشورة في المجلة، وأما التفاعل الكبير فكان مع صفحات المسابقات المختلفة مثل أجمل تعليق، وكلمات مبعثرة، وأكمل الرسم، والكلمات المتقاطعة، وابحث عن فضولي وغيرها، ويا سلام على الجوائز في تلك الفترة، مبالغ نقدية تتراوح ما بين عشرة دراهم إلى أربعين درهماً، لذا كان من الطبيعي جداً أن نحاول حل أكبر قدر من المسابقات ثم نقص صفحات المسابقات ونبعثها بواسطة البريد إلى المجلة.

لو تحدثنا عن مجلة ماجد فإن الحديث لن ينتهي، ربما قل الاهتمام بها في الوقت الحالي نظراً لتغير الحياة والاهتمامات إلا أنها مستمرة على نفس النهج في مخاطبة الصغار، فلقد استحقت ببراعة أن تكون مجلة كل الأولاد وكل البنات.

 

almzoohi@

Email