الفرنسي ديدييه دي فوسكو:

دعم المبادرات الإنسانية انعكاس لهوية مجتمع الإمارات المتعدّد الثقافات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التوازن المدروس في بث نمط الحياة المعاصرة بنكهة لا تخلو من الاعتزاز والفخر لتاريخها تراثها، كهوية وطنية يحفظها عن ظهر قلب المقيمين أسوة بالمواطنين، طالما كان محل تقدير واهتمام الفرنسي ديدييه دي فوسكو المدير العام لمجموعة تريانون، ومنحته الكثير من الطاقة الإيجابية المستمدة من ثقافة التسامح واحترام الآخر التي ينعم بها المجتمع المحلي الشديد الحرص على دعم كافة المبادرات الإنسانية، لأنها ببساطة تعبر عن رؤيته المخلصة.

وفي السياق يقول فوسكو: على الرغم من أنني استمتعت بتجربة العيش في العديد من المدن والعواصم العربية، وتفاعلت بشدة مع طبيعة مجتمعاتها بحكم عملي المرتبط بترويج الصناعة الفرنسية في قطاع المنتجات التجميلية الصحية أقيم في دولة الأمارات منذ أكثر من 9 سنوات، فقد عشقت نمطها المعاصر الذي يتضمن جنسيات متعددة كمقيمين تربطهم علاقات صداقة ومحبة وتناغم فريد من نوعه.

وتتحقق تجربة تعايش سلمي حقيقي بين شعوب وثقافات العالم، ففي الوقت الذي تتأزم الحياة إلى درجة التقاتل والحروب الطائفية تشهد الإمارات وجود كل الأديان والطوائف المعروفة في العالم، وهي مهتمة بشكل مثير للدهشة في خوض تجربة التطوع أو دعم المؤسسات والمبادرات الإنسانية المحلية، كروتين يومي للحياة وثقافة يتبعها الجميع صغاراً وكباراً.

تناغم فريد

ويقول فوسكو: إن وعي دولة الإمارات وإدراكها أنه لا بد من قاسم مشترك بين هذه الفئات والثقافات المختلفة المجتمعة على أرضها للحفاظ على السلام والتعايش، فكلّ مَن يطأ أرض هذا البلد يسعى لتحقيق شيءٍ ما في وطنه الأم.

يبني بيته، يدرّس أطفاله، هنا في الإمارات لا تسمع كلمة سيئة في الشارع ولا ترى مظهراً من مظاهر الازدراء، فالكل يعيش في تفاعل إيجابي مع من حوله، والكل لا يخوض في الأمور العرقية والدينية، فلكل معتقده، ولكل قناعاته، ولا تصادم بينها، لأنه ببساطة هناك شكل مختلف من التعايش يقوم على السلمية والتعاون والعمل لتحقيق أفضل النتائج. وأعتقد أن تركيز الدولة على أنها دولة سلم وجد وعمل، وعدم تساهلها مع من يخالف ذلك، ساعد على خلق هذا التعايش.

تجربة الصوم

ويشير فوسكو أن الشعب الإماراتي شعب طيب بفطرته، ونقي، ويمتاز بالرقي الحضاري وكذلك بالانفتاح الذي ساعدت الجغرافيا على ترسيخه في بلد مفتوح على الخليج وعلى بحر العرب، وكان منذ القدم مرتبطاً بالتجارة والتعاون مع شعوب وحضارات أخرى.

كما أن التسامح والتعايش هي السمة الغالبة في المجتمع ليس فقط في شهر مضان المبارك كما يظن الكثير من الناس، بكل تأكيد تحمل الأجواء الروحانية من خلال ممارسة الطقوس الرمضانية وفريضة الصوم تأثيراتها المفعمة بالإيجابيات، ومع أننا لا نتبع قواعد الصيام فإن شهيتنا على الطعام تتضاءل وكأننا نتضامن مع الصائمين في الإمارات عموماً، ونأخذ على عاتقنا احترام عادات الشهر الفضيل، ونحن ندرك تماماً كم يصعب على المرء التقيد بالصيام ونشعر بكامل التقدير حيال ذلك.

ونحاول مع هذا الصيام لبضعة أيام كنوع من التفهم الذي أعتقد أنه أمر جيد لندرك مدى صعوبة الأمر وقدرة الناس على القيام به، وكما ذكرت فإننا نعيش نوعاً مع التضامن ونكبح إذا صحّ التعبير شهيتنا على الطعام، ولكن يظل ارتقاء المقيمين والمواطنين بتطبيق التعايش السلمي هو سمة التحضر واستمرار الحياة المثالية في الإمارات.

بلد السلام

ويوضح فوسكو أن سياسة الإمارات العربية المتحدة المتوازنة في الداخل والخارج بوأتها مكانة لائقة في صفوف دول العالم النامية والمتطورة، ومن الصعوبة بمكان أن تتمكن أكثر 206 جنسيات تنتمي إلى ثقافات متنوعة وحضارات مختلفة وأديان متعددة أن تجتمع على أرض واحدة لولا توجه الحكومة الرشيدة إلى سياسة التعايش السلمي وخدمة الإنسان وحرية معتقده وفكره طالما أنه لا يتجاوز القيم الأخلاقية والنظم القانونية المعمولة بها في الدولة، لذلك غدت الإمارات بلد السلام العالمي الذي يقدس فيه حق الإنسان وينصف فيه ويعطى حقه غير منقوص بمعزل عن دينه أو عرقه أو ثقافته.

مشاريع واعدة

ويعتقد فوسكو أن هذه الرؤية الواضحة والطموحة التي تنتهجها الدولة، تلهم جميع الأجيال حول العالم والشباب أيضاً حيث يبدأ البناء الحضاري بسواعدهم وإعدادهم إعداداً متكاملاً ومتوازناً كي يكونوا بمستوى البناء والتحدي الحضاري، والمنافسة الحضارية بين الأمم والشعوب.

والتقدم في مجال العمل والصناعة والاقتصاد من محاور البناء الحضاري، وهذا ما لا يمكن تحقيقه إلا عندما يتحول الشباب إلى قوة عاملة وفاعلة ومنتجة.

إن توظيف عقول الشباب، واستثمار قدراتهم ومواهبهم، والاهتمام بهم وتشجيع روح الإبداع والابتكار والاختراع والاكتشاف، هي من الخطوات الرئيسة نحو بناء حضاري مشرق، ونهضة اقتصادية زاهرة.

ومن هنا نلمس اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من خلال مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

تنمية اقتصادية

ويقول فوسكو: إن من سمات المشاريع الصغيرة والمتوسطة توفير فرص وظيفية للشباب مما يساهم في دفع عجلة الحياة الاقتصادية إلى الأمام، إذ إن كل فرد من أفراد المجتمع الإنساني عندما يعمل يشعر أنه عضو فعال في المجتمع، وأنه مساهم في التنمية الاجتماعية، وبالتالي يهمه الحفاظ على البيئة الاجتماعية، وعلى الأمن الاجتماعي، باعتباره الضمان للحياة الاجتماعية السعيدة.

وبالنظر للأهمية الاقتصادية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها في عملية التنمية الاقتصادية، وما تتمتع به هذه المشاريع من مزايا في مجال الإنتاج والخدمات التي تحتم ضرورة وجودها بجانب المشاريع الكبيرة، أصبح من الضروري العمل على زيادة فاعلية هذه المشاريع وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها لزيادة دورها في عملية التنمية الاقتصادية.

تعاون تجاري

ومن جانب آخر يؤكد فوسكو أنه من خلال دوره كمقيم يحمل في قلبة التقدير والاحترام يحاول من خلال موقعه تقريب المسافات بين بلده فرنسا وبين دولة الإمارات من خلال التعاون التجاري والاستثماري لخلق فرص جديدة في قطاع المواد التجميلية الصديقة للبيئة دوراً استراتيجياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة السوق الأسرع نمواً والأكثر جاذبيةً للمنتجات الفرنسية، مدفوعاً من قبل التطوير المستمر للسياحة والآفاق المشرقة لمعرض إكسبو 2020 ودورها المشهود له كمركز لوجستي في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

سباقات الهجن

يرتبط سباق الهجن ارتباطاً وثيقاً بالتراث الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة ويعبّر عن أسلوب الحياة البدوية، التي أعشقها في تفاصيلها كرياضة تقليدية وتراثية تمتاز بتنظيم جيد وتجتذب عدداً كبيراً من المشاهدين والحضور والتي عادة ما تقام في الفترة الصباحية من عطلة نهاية الأسبوع ويتم توزيع جوائز قيّمة ونقدية بقيمة ملايين الدراهم، ويسمح بالدخول إلى مضامير السباق مجاناً.

تناغم مثالي

تمثل دبي بالنسبة لي المكان الأمثل في العالم الذي يظهر كيفية التناغم بين كافة شعوب العالم على مختلف دياناتها.

جذور عميقة

ثقافة المأكولات في المناسبات الدينية والمحلية تستند إلى جذور عميقة ذات صلة بالعادات الإماراتية المتوارثة.

قضايا إنسانية

التنوع والاختلاف يزودنا بمعطيات وتحديات خارج حدود المحلية تسخّر إمكاناتها لخدمة قضايا إنسانية عالمية.

 

 

Email