دعاء الوضوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند الوضوء عندما أصل إلى قدميَّ أُبلِل يدي اليمنى وأمسح قدمي بها ثلاث مرات مع قول: اللهم ثبت قدمي وقدم والديّ على الصراط المستقيم، ثم أبلِل يدي وأمسح بها قدمي اليسرى ثلاث مرات مع قول: اللهم يسر ولا تعسر، فهل هذا صحيح؟

هذا الدعاء ليس ثابتاً عن النبي ﷺ، قال الإمام النووي في آخر باب الوضوء: وحذفت دعـاء الأعضاء إذ لا أصـل له، وقال في الأذكار: لم يجئ فيه شيء عن النبي ﷺ.

أمَّا ما ذكرته في كيفية غسل الرِجل فهذا لا يصح بــه الوضوء، لأن شرط الوضوء أن تُغسل القدم كسائر أعضاء الوضوء، غير الرأس، لإجماع الأمة على أنَّ الرِجل تغسل غسلاً لا مسحاً وذلك لأدلة كثيرة من فعله ﷺ وقوله.

أمَّا فعله: فإنَّـه لم يثبت عنه ﷺ في حالة من الحالات أن اكتفى بمسح القدم إذا لم يكن عليها خف. وقد كان يعلم النَّـاس أمور دينهم. وكان الصحابة يتعلمون الوضوء منه ويعلمونه الناس، ولو كان شيء من ذلك لنقل.

وأمَّا قوله: فمن ذلك قوله ﷺ وقد رأى من عقب قدم رجل لُـمعةً لم يصبها الماء، فقال: ”ويل للأعقاب من النَّار“، والمعنى في ذلك أن المتوضئ إذا لم يتعهد عقبه، فلعله يبقى من غير غسل فيوهم نفسه أن قد توضــأ ويصـلي وهـو ليس كذلك، وقد ورد في رواية مســلم للحــديث: ”ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء“، والإسباغ هو إفاضة الماء على العضو تاماً كاملاً.

وأمَّـا ما قـد يتوهمه بعض النَّاس مـن آيـة الوضوء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) فالجواب عنها: أنها قرئت بالنصب عطفاً على الأيدي، واليد مغسولة فالرجل مثلها، لأن المعطوف في حكم المعطوف عليه.

وأمَّـا قراءة الجرّ فهي للمجاورة، يعني لمجاورتها المجرور ­ كما تقول العرب: جُحرُ ضبٍ خربٍ، والأصل خربٌ، لأنه نعت لجحر، ولكنه جُرَّ لمجاورته للمضاف إليه وهو ضب ­ أو على أنها محمولة على ما إذا كان عليها الخف، فإنها حينئذ تمسح مسحاً كما ثبت عن النبي ﷺ من أحاديث كثيرة متواترة. وليس في هذه القراءة دليل لمن قد يرى جواز المسح للقدم كالرأس. والله تعالى أعلم.

احتساب الثلث الأخير

نرجو من فضيلتكم بيان طريقة حساب بداية الثلث الأخير من الليل؟

يعرف الثلث الأخير من الليل بمعرفة غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق، فهو يختلف باختلاف الليالي في الغالب، وطلوع الفجر بينه الله تعالى بقوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)، وقد حدد الشارع انتهاء اليوم بغروب الشمس، فقال: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)، وبينه النبي ﷺ بقوله: (( إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم))، وعندئذ يدخل وقت المغرب؛ فتكون طريقة احتساب الثلث الأخير من الليل كالتالي:

أولا: تحديد وقت غروب الشمس وطلوع الفجر وهذا ما يمثل إجمالي وقت الليل كاملاً.

ثانياً: تقسيم الناتج على ثلاثة ثم طرح الناتج عن وقت طلوع الفجر.

فهذا وقت الثلث الأخير من الليل. والله تعالى أعلم.

Email