صُور في قرية البدية وتعرضه قناة «سما دبي»

«القياضة».. قصة حب على شواطئ الفجيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هدوء لا يكسر حدته سوى هدير البحر وبعض أصوات مجموعة ممثلين تأخذنا نحو عقد الستينات، لنشهد على ولادة قصة حب على شواطئ الفجيرة، والتي تكاد تمثل القوام الرئيسي لأحداث مسلسل "القياضة" الذي يشارك في بطولته الممثل سيف الغانم وفاطمة الحوسني وهيفاء حسين وشهاب جوهر والكويتي ميثم بدر وجمال السميطي وأسمهان توفيق وآلاء شاكر ورانيا العلي، الذين جمعتهم سوياً قرية البدية في الفجيرة بعد أن تحولت إلى مسرح لأحداث مسلسل "القياضة"، وهو من تأليف وأشعار محمد سعيد الظنحاني وسيناريو فيصل جواد، وإخراج السوري سلوم حداد.

الفجيرة ودبي

بين منطقتي الفجيرة ودبي تدور أحداث هذا العمل الذي تعرضه يومياً قناة "سما دبي"، وتتلخص قصته بالمحور الأساسي لعلاقة حب قوامها الطهر والعفاف وبكر المشاعر بين سليمان ابن دبا وعليا ابنه الشارقة، ليعود بنا مسلسل "القياضة" إلى سنوات الستينيات وما قبلها، لينطلق في بدايته من مظاهر الشبه احتفالية التي تعج بها مدينة دبا الفجيرة وهي تتهيأ لاستقبال "القياضة" في ربوعها هرباً من حر الصيف، فيما نجد على النقيض الآخر، أن سليمان كان هو الآخر يتهيأ لاستقبال محبوبته عليا التي تأتي إلى المكان برفقة أهلها، حيث تنسج تفاصيل لقاءاتهما على البحر وبين النخيل وفضاءات المدينة الأخرى، ويؤرخ لها ما يتبادلانه من شعر يكتبه كل منهما للآخر، لتبدأ من بعدها الأحداث بالتوالي، لتكشف لنا عن سر العلاقة التي تربط سليمان وعليا وما يخفيه الأخرون من مشاعر تجاههما.

قصة المسلسل الذي انتهت أعمال تصويره في الفجيرة، تلامس في حيثياتها بعمق، ما كان يجري في ذات المكان إبان فترة الستينيات وما قبلها، فضلاً عن أنه محاولة جيدة لتقديم رواية تشمل مجموعة من القصص وتفاصيل البيئة الإماراتية، ولكن بأسلوب مشوق.

أدوات المخرج

السوري سلوم حداد، ورغم أنه ليس خبيراً في طبيعة البيئة الإماراتية، إلا أنه يعتقد بأن أدوات المخرج والبيئة تنطلق من النص نفسه، والذي يمثل الحكاية نفسها، وحتى يتمكن من ايصال الفكرة التي يبحث عنها الى المشاهد، فقد اجتهد في القراءة عن تاريخ الإمارات منذ الثلاثينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي، وحتى لا يكون هناك أي خطأ فيما يتعلق بالأمور التراثية، فقد تم الاعتماد في هذا الجانب على مستشار متخصص بالأمور التراثية وهو عبد الله راشد، وهو ما يمكن اعتباره محاولة جيدة لإظهار البيئة الإماراتية وتقديمها للجمهور بالشكل الملائم. وبقدر الاهتمام بتفاصيل البيئة، فقد كان هناك اهتمام بطبيعة الأزياء والديكور وغيرها والتي تمثل أيضاً قلب المسلسل.

شهرين أو أكثر بقليل احتاجهما المخرج سلوم حداد للإعلان عن انتهاء أعمال تصوير المسلسل، الذي يتوقع أن تقدم شركة أرى الإمارات للإنتاج الفني جزءاً ثانياً منه خلال الموسم الرمضاني المقبل، وبالاطلاع على حجم التفاصيل التي حرص المسلسل على رصدها، في الشكل الفني وفي المضمون، فيمكن اعتبار أن تنفيذ العمل تم بزمن قياسي بالمقارنة مع أعمال أخرى مشابهة، وقد رد المخرج حداد الأمر، إلى "روح الحب التي جمعت فريق العمل، والحماسة لإنجاز عمل مختلف التي شكلت ميزة كل أفراد الفريق"، مشيراً إلى عامل حاسم إضافي في تنفيذ العمل بسرعة، هو "الإمكانيات الإنتاجية الكبيرة التي وضعت في خدمة العمل، ابتداء من ديكورات ضخمة اعتنت بكامل التفاصيل التراثية للمكان، انتهاء بكل سبل راحة العاملين في المسلسل".

رسالة حب

في المقابل، يعد مسلسل "القياضة" بالنسبة لكاتبه ومنتجه محمد سعيد الضنحاني عبارة عن "رسالة حب عن ناس الإمارات وبيوتها وزمانها الجميل- المستمر"، وهي الرسالة التي تندرج ضمن مشروع فكري دون أن تخرج عن السياق الدرامي، وهنا يؤكد الضنحاني اهتمام "أرى الإمارات" في إنتاج "سلسة درامية، ترصد خلالها تاريخ الإمارات وتراثه الإنساني الغني ضمن قوالب حكائية درامية، تحمل بمدلولاتها هي الأخرى ما يعزز الوجه الإنساني الإماراتي، وهي جزء من مشروع درامي كبير، تعده شركة "أرى الإمارات"، وتتشكل ملامحه عملاً بعد آخر في إنتاجات الشركة". موقع تصوير

 

اهتمت الشركة المنتجة لهذا العمل ببناء موقع تصوير خاص لهذا العمل، وقد تم تصميمه على شاكلة البيوت التراثية القديمة، وروعي فيه كافة التفاصيل الخاصة في الجانب التراثي من ناحية بناء البيوت والملابس والديكورات وغيرها، بحيث يعكس الأجواء الحقيقية التي كانت سائدة في المنطقة آنذاك، علماً بأن المكان الذي انشأت فيه قرية التصوير كان يتألف من بيتين فقط، ولأغراض التصوير فقد تمت زيادة عددها بالإضافة إلى بناء مسجد خاص للموقع وسوق وحفر آبار وغيرها لتلائم طبيعة أجواء المسلسل وقصته.

Email