إسلام أهل كشمير

nmr16AHLKASHMEER

ت + ت - الحجم الطبيعي

في السادس عشر من شهر رمضان المُبارك لعام 409 هـ صام المسلمون في كشمير لأول مرة، حيث تمكن، محمود الغزناوي، الحاكم للدولة الغزنويَّة، أن يغزو كشمير، وعند وصوله إلى حدود الولاية، خرج إليه حاكمها، فرحب به وأسلم على أيديهم من دون قتال..

وصاموا رمضان عام 409 للهجرة، الموافق للعام 1019 للميلاد لأول مرة، حكم الغزناويون كشمير، ثم من بعدهم حكمها سلاطين مسلمون، إلى أن تمّ تقسيم الهند إلى دولتين هندوسية وإسلامية، فأنشئت باكستان في الغرب وباكستان الشرقية أي بنغلادش في شرق الهند، ورفضت الهند تسليم كشمير ذات الأغلبية المسلمة إلى باكستان، ومنذ ذلك التاريخ والكشميريون يجاهدون لاستقلالهم.

لم يكن الإسلام يوماً ديناً يتخذ من السيف وسيلة لانتشاره، ومخطئ كل من يخطر في باله أدنى درجات الظن بأن الإسلام دين انتشر بالسيف، كيف يكون ذلك وقد أقر في معجزة الإسلام الكبرى «القرآن الكريم» أنه (لا إكراه في الدين)، (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين) وغيرها من الآيات..

والناظر إلى المسألة بعين المنطق يرى من الاستحالة أن يكون الدين بالإكراه، فالدين هو إيمان بالقلب، ولا يمكن لأحد أن يجبر قلب أحد على اعتناق فكره أو عقيدته.

الدولة الغزنويَّة

كانت الهند كغيرها من الولايات الإسلامية التابعة لسلطان الخلافة العباسية، ولما كانت الدولة العباسية في أوج عصرها الذهبي (132- 232هـ)، كان نفوذها ممتدًّا على كل الأقاليم والولايات الإسلامية من شرقها لغربها، بما في ذلك ولاية الهند، فكان عمال الدولة خاضعين لسلطان الخليفة العباسي في بغداد..

فلما ضعفت شوكة الخلافة العباسية، بدأ الكثير من الدويلات الإسلامية في الظهور، والاستقلال بالحكم - خاصَّة في المناطق المترامية - حيث خضعت الأجزاء المفتوحة من الهند وقتئذٍ لسلطان السامانيِّين من عام 261هـ حتى بَدْء الغزوات الغَزْنَوِيَّة على الهند عام 392هـ. فتَكَوَّنت هناك دُول إسلامية عدَّة.

حروب تمهيدية

وجاء في كتاب «تاريخ الإسلام في الهند» لعبد المنعم النمر، 83-89، أنه على الرغم من حروب سبكتكين في شبه القارة الهندية فإنها لم تكن إلا غزوات مهَّدَت لابنه محمود الغزنوي، الذي بدأ غزواته للهند عام 392هـ، وانتصر انتصاراً ساحقاً، ودخلت المملكة تحت راية الإسلام عام 397هـ، واستولى محمود على بيشاور.

وفي عام 395هـ رجع محمود الغزنوي فغزا كلاًّ من بهاطية ومُلْتَان، وفي عام 396هـ سار إلى قلعة كواكير، وكان بها ستمئة صنم، فافتتحها وأحرق أصنامها، وفي عام 402هـ توجَّه محمود لغزو «تهانسير» لما سمع أن الهندوس يتَّخذون فيها صنماً يعبدونه، وفي عام 406هـ توجَّه محمود الغزنوي إلى كشمير التي خرج إليه ملكها وأسلم على يديه، وكان ذلك في السادس عشر من شهر رمضان سنة 406 هجرية.

وفي عام 410هـ أرسل محمود للخليفة العباسي يُبَشِّره بما تمَّ على يديه من فتوحات وإنجازات، فابتهج الخليفة لذلك، وأنعم عليه بالألقاب والخِلَعِ.

تأسيس الدولة الغزنوية

ذكر الدكتور حازم محفوظ في كتابه «ازدهار الإسلام في القارة الهندية» 24 أن تأسيس الدولة الغزنوية كان على يد ناصر الدين سبكتكين في مدينة غزنة (وهي الآن في أفغانستان)، حيث امتدت فتوحاتها إلى شبه القارة الهندية بدءاً من مملكة «جيبال» التي استسلمت خلال حروبها مع «سبكتكين»، وتعهَّدت بدفع الجزية له، ثم نَقَضَت العهد، فسار إليها، وألحق بها هزيمة أخرى.

Email