مجزرة الحرم الإبراهيمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا فتحنا ملف «إسرائيل» الجنائي، وأردنا أن نستخرج لها شهادة حسن سيرة وسلوك، فإننا سنجد أن سيرتها مذابح وسلوكها إرهاب، حيث سنفاجأ بملف قانٍ بألوان الدم التي سالت على أرض فلسطين، منذ احتلالها سنة 1948.

مذابح ومجازر لو أردنا أن نسرد أسماءها دون أي شرح عن كل واحدة لاحتاج ذلك مقالاً كاملاً. ومن تلك المجازر البشعة التي قامت بها مجزرة الحرم الإبراهيمي على يد إرهابي صهيوني عنصري -أميركي الأصل- يقال له باروخ غولدشتاين.

في الخامس عشر من شهر رمضان سنة 1414هـ - 25 فبراير 1994م، دخل الإرهابي غولدشتاين المسجد الإبراهيمي والناس سجود لربهم سبحانه وتعالى، وبالاتفاق مع بعض جنود الاحتلال على أن يمدوه بالسلاح اللازم في تنفيذ تلك المجزرة، وقف خلف أحد أعمدة المسجد، وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، فيما قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة، وراح ضحية المجزرة 29 مسلماً مصلياً صائماً ساجداً لله، في خير البقاع وخير الشهور وخير الصلوات، وأصاب العشرات بجروح من بين (500) مصلٍّ، واستطاع باقي المصلين أن يقتلوا غولدشتاين قبل أن يهرب بجريمته البشعة.

وبحسب موقع قصة الإسلام فإن جنود الاحتلال الصهيوني قاموا عند تنفيذ المذبحة بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جثث الشهداء، وقد راح ضحية المجزرة نحو 50 شهيداً قُتِل 29 منهم داخل المسجد.

رد الفعل تجاه مذبحة الحرم الإبراهيمي

أيدت الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني مذبحة الحرم الإبراهيمي، وعندما سئل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف، قال: «إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة».

هاجت البلاد والشعوب المسلمة وقامت المظاهرات في شتى أنحاء البلاد، ولكن انفضَّ كل شيء بعد ذلك، وذهبت دماء الضحايا هباءً وتحجَّج الكيان الصهيوني بأن غولدشتاين هذا كان مجنوناً يعالج نفسياً وغير مسؤول عن أفعاله.

نتائج مذبحة الحرم الإبراهيمي

كان لمذبحة الحرم الإبراهيمي نتائجها وآثارها السيئة على الفلسطينيين، فبعد المجزرة تعطلت الحياة الفلسطينية العامة في العديد من الأحياء والأسواق القديمة، ومنها سوق الحسبة، الذي استولى عليه المستوطنون كلياً، والسوق القديم، وسوق القزازين وخان شاهين وشارع السهلة والشهداء، وشارعا الشلالة القديم، الذي يحتوي على السوق الأهم في المدينة، وشارع الشلالة الجديد وسوق اللبن وغيرها.

وهناك حالة إرباك شديد في المدارس الفلسطينية التي تقع داخل البلدة القديمة في الخليل، والتي يصل تعدادها إلى أكثر من 30 مدرسة؛ حيث يتم تعطيل الدراسة فيها خلال الأحداث التي تشهدها المدينة وخلال أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون وخلال عمليات فرض نظام منع التجول، وتمنع سلطات الاحتلال وصول المدرسين خلال تلك الأحداث، وتعتدي على عدد غير قليل منهم حتى خلال الأيام التي تتسم بالهدوء.

كما تمنع سلطات الاحتلال المصلين من التوجه لأداء الصلاة في أكثر من 20 مسجداً في البلدة القديمة أثناء عمليات الإغلاق، فيم تم إغلاق عدد منها إغلاقاً تاماً كما حدث مع مسجد الأقطاب داخل السوق القديم.

Email