حروب الردة (2)

المرأة والشاة والدعوة الجاهلية سبب وقعة دبا في الروايات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستوقفنا أخبار وآثار حروب الردة أو (الشح) بمعنى الامتناع عن دفع الزكاة في عمان، وهي الفتنة التي كانت دبا مسرحا لها في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه لنستكمل ما بدأناه بالأمس في محاولة للإلمام بمختلف الروايات والقراءات والتحليلات التاريخية الواردة والمثارة بشأنها في عشرات المصادر الإسلامية العربية والعمانية ولدى المستشرقين ، وبرغم وجود مقابر ضحايا تلك الفتنة في " دبا" والتي تقدرها بعض المصادر بعشرة آلاف قبر.

وهناك المقبرة المعروفة بمقبرة ( أمير الجيوش) ، ولكن لا وجود للبقايا المعمارية لأولئك السكان والتي يمكن أن يعرف الآثاريون طبيعتها بعد ، ولا مدى انتشارها في المنطقة للدلالة على حجم المعارك التي دارت فيها بين أناس كثيرين كانوا يعيشون في هذا الجزء من الساحل ، ودبا هي المدينة ذات التاريخ المغرق في العراقة والقدم ، تحدث عنها أبوحيان التوحيدي في كتاب الإمتاع والمؤانسة وتحدث عنها المرزوقي المتوفي عام 421 هجرية .

وهو صاحب كتاب الأزمنة والأمكنة علاوة على ذكرها في مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، وكذلك ورد ذكرها في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، وكما عرفنا من قبل كانت دبا من كبريات اسواق العرب في الجاهلية ، وعرفنا من ملوكها الجلندي بن المسكتبر، ولقد دخل الإسلام دبا مع دخوله عمان فعندما سطع نور افسلام كانت زعامة عمان بيد ملكين أخويين هما (عبد) و(جيفر) وكانوا يسمونهما ابني الجلندي وقبل أيضا إن حكام عمان هم بنوالجلندي.

وهكذا نعمت المنطقة بنعمة الإسلام وبارك الخليفة الراشدي أبوبكر الصديق رضي الله عنه أهل عمان ، وكما عرفنا في الصفحة السابقة وفقا لبعض الروايات التاريخية فإن قصة الردة في عمان أوحادثة الامتناع عن دفع الزكاة كانت بين جيش المسلمين ولقيط بن مالك الأزدي الملقب (بذي التاج) أو (ذو التاجين).

فقد امتنع لقيط عن تأدية الزكاة وقيل إنه ادعى النبوة وتبعه خلق كثير وظهر على جيفر وعباد اللذين اضطرا إلى اللجوء إلى الجبال وسواحل البحر وأرسل جيفر إلى أبي بكر الصديق يستنجده فبعث (حذيفة بن محصن البارقي ) إلى عمان ، وعرفجة بن هرثمة إلى مهرة وأوصاهما إذا التقيا أن يبتدآ بعمان وإذا اقتربا منها راسلا جيفرا وعبادا ثم اتبعهما بعكرمة بن أبي جهل الذي كانت وجهته اليمامة ، فلما هزم طلب من الخليفة ان يسير بمن معه إلى عمان واتجه عكرمة في أثر حذيفة وعرجفة فأدركهم قبل الوصول إلى عمان وهناك راسلا جيفرا وعبادا وعسكر المسلمون في صحار وتجمعت جموع لقيط في (دبا).

وجرت معركة بين الطرفين كاد ينجح فيها لقيط لولا النجدات التي وصلت للمسلمين من البحرين وغيرها وهزم لقيط واستولى المسلمون على الغنائم وأرسلوا الخمس مع علاجفة إلى أبي بكر وبقي حذيفة يدير شؤون عمان. وقتل في هذه المعركة الفاصلة بين الطرفين عشرة آلاف من المرتدين كما صرع لقيط " ذو التاج" ولقد أثرت هذه الحادثة على المسلمين وأثارت لديهم الكثير من التساؤلات حول اعتناق أهل عمان لتعاليم الدين الإسلامي ورسوخها في عقولهم ونفوسهم ، على أن هذه الحادثة لم تدم طويلا فقد خمدت نارها إلى الأبد بنصر من الله وظلت عمان محافظة على عقيدتها متمسكة بتعاليم الدين الحنيف.

نتوقف بداية مع واحدة من روايات المصادر العمانية ، حيث يوضح لنا الشيخ سيف بن حمود بن حامد البطاشي في كتاب له بعنوان (تاريخ الملهب القائد وآل الملهب) بأن " أما ما نسب إلى أهل دبا من الارتداد فإن اصحابنا من عمان لم يثبت ذلك عندهم مع قرب الدار وقرب العهد ولم يذكروا هذه القضية على الصفة التي ذكرها غيرهم بل تراهم ينفون ارتداد أهل دبا وما كانت تلك الشهرة التي لصقت بهم وتلقفها مؤرخو قومنا من بعيد ما هي الا النزعة اختلفت فيها المفاهيم كما قال الشيخ العلامة (سالم بن حمود السيابي) في تاريخه، وإن المصدق اعتمد على شبهة فطنها حقا فأساء وربما مثل ذلك من أهل الجهل وعوام المسلمين بغير قصد الارتداد.

ثم يروي " الشيخ البطاشي" قصة مفادها أن قضية دبا كما في الكتب العمانية أن أبا بكر رضي الله عنه بعث حذيفة بن محصن الغلفاني لأخذ الصدقة من أهل عمان فلما جاء ( دبا) لأخذ الصدقة منهم وهم مقرون بالحكم كله فأعطوه الصدقة جميعا لم يمنعها منهم أحد، غير أن امراة منهم شاجرت بعض المصدقين وهي مقرة غير منكرة بحق الصدقة، وقيل : إن المراة كان عليها فريضة شاة مسنة فأعطتهم عتودا او عناقا مكان الشاة المسنة فأبوا ان يقبلوها فأخذوا ما أرادوا فنادت يا آل مالك .

وكانت دعوة جاهلية يقال إن من دعا بها يحل دمه حين يدعو بها ليتوب، فاقتتلوا إلى ما شاء الله أن يقتتلوا ثم ان المصدقين غلبوا وظهروا عليهم وجاء حذيفة فقبض عليهم وبينهم ذرية من لم يقاتلوا من النساء والولدان وذرية من كان غاب او كان قد مات وهو مسلم ونساؤه من غير إنكار منهم بشيء من التنزيل ولا امتناع منهم بما قبلهم من الحق فلم يبق أحد منهم عليه إلا سباه ومضى بهم الى المدينة بدعوى الارتداد الذي فهمه من تداعيهم لا غير .

وذلك في آخر خلافة أبي بكر الصديق وقيل أول خلافة عمر ولما تحقق الخليفة الثاني أمر أهل دبا وبما سمعه منهم ومن رؤسائهم الذين وفدوا المدينة غضب على العامل الذي سباهم وقال له " والله لو علمتك تسبيهم من دوني تقطع فيهم علي لقطعتك ثم بعثت الى مصر منك بطائفة " وقد حمله الغضب على هذا القول ثم نقض رضي الله عنه أمر أهل دبا وأبطل الحكم الذي به المصدق فيهم وردهم إلى منازلهم بعمان ورد عليهم اموالهم التي ظنها المصدق غنيمة وعوضهم بما أصيب منهم وما أصابهم من البلاء، ثم ذكر الشيخ خلف بن زياد البحراني، رحمه الله، وهو من علماء عمان القدماء توفي أيام الإمام الجلندي، وذكرها أيضا العتوبي وغيره وإلى ذلك أشار العلامة نور الدين السالمي، رحمه الله، بقوله :

"تاول الساببي لهم يوم (دبا)*** وانكر الفاروق ذاك المذهبا"

وهكذا يتضح بطلان حجة دعوى الردة المنسوبة إلى أهل دبا او كما يسميها بعضهم ردة أهل عمان حيث أدخلوهم في جملة المرتدين مثل قوم مسيلمة وسجاح وطليحة وذلك كله لا أصل له وأهل دبا براء من ذلك. وتلك هي خلاصة الرواية عند المؤرخ العماني الشيخ الفقيه سيف بن حمود البطاشي.. ولكن يجمع المؤرخون على أن ما حدث بعد تلك الحروب أن وفدا من أهل دبا وفيهم أبوصفرة ـ والد القائد الشهير المهلب بن أبي صفرة ـ ومعه سبيعة ابن عراك والمعلى بن سعد الخمامي ذهبوا إلى المدينة المنورة لمقابلة الصديق، رضي الله عنه، لشرح المأساة والنكبة التي حلت بدبا وايضاح الموقف هناك وفي المدينة قابل الوفد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

وشرح له أبعاد القضية فقالو: "يا خليفة رسول الله إنا على اسلامنا لم ننتقل عنه ولم نمنع زكاة ولم ننزع يدا من طاعة عن دين وقد عجل علينا عاملك وكففنا ايدينا إلى ان أتيناك" فصدقهم عمر وذهب بهم إلى الصديق وقال له قولته المشهورة: "يا خليفة رسول الله هم مسلمون إنما (شحوا) بأمولهم والقوم يقولون ما رجعنا عن الإسلام". واثناء تلك المباحثات انتقل الصديق إلى رحمة الله تعالى فتولى الخلافة من بعده عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي أمر بتسوية القضية ورد سبي دبا إلى أهلها وأعاد إليهم كرامتهم.

دبا البيعة ـ والشحوح

وحسب الدكتور فالح حنظل فإنه بعد تلك الفتنة صار اسم دبا (دبا البيعة) وتقاطر إليها المسلمون لإعمارها فكان أكبر رهط فيها هم قبائل الشحوح وعندما بنى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مدينة البصرة اختار للقضاء فيها قاضيا من شحوح دبا هو كعب بن سور الذي ينتهي نسبه إلى الحارث بن مالك بن فهم الأزدي وقد نعمت دبا بعدها بالاستقرار والهدوء إلى أن حل عام 1507 الميلادي عندما جاء الشر قادما من أوروبا هذه المرة إذ نزلت في ارض عمان والإمارات قوات برتغالية وارتكبت مجازر عجيبة وتفنن بقتل المسلمين وتعذيبهم بشكل همجي، كما تشهد على ذلك تقاريرهم ومذكراتهم العسكرية التي كتبها قائدهم الفونسو دي البوكيرك بنفسه ، فكانت دبا وشعبها من ضحايا ذلك المجرم المغرق بالحقد .

لكنهم هزموا بعد ذلك شر هزيمة في عهد دولة اليعاربة ، فنعمت المدينة بالاستقرار والسلام مرة ثانية فصارت دبا البيعة حاضرة من حواضر الشحوح في المنطقة وفي عام 1884 انفصل جزء صغير منها باسم دبا الحصن انضمت لإمارة الشارقة ، وقسم صغير باسم دبا الغرفة أو دبا المهلب إلى إمارة الفجيرة وبقيت على ذلك الشكل إلى أن قام الاتحاد المبارك يوم 2 ديسمبر بقيادة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وفي كتابه ( الشحوح وتاريخ منطقة رؤوس الجبال ) يشير المؤلف بأنه استنادا إلى تحقيق ما قاله العالمان الجليلان الطبري والحموي نقف على حقيقتين، الأولى ظهور اسم بني جديد الرهط الشحي الكبير الموجود الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان على صفحات التاريخ، مما يثبت أصالة وعروبة هذا الشعب الكريم. والثانية هي أن الشحوح لقب أو صفة أطلقها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الفئة التي مانعت ورفضت دفع الزكاة من أهل دبا.

وبالتالي فإن هذا اللقب ليس له أية دلالة على نسب أو ظهر، لذلك فإن من يسمون الآن الشحوح هم القبائل العربية الأزدية النسب التي كانت ولا تزال تعيش في دبا ومنطقة رؤوس الجبال وأن من ارتد منهم أو امتنع عن دفع الزكاة فذنبه على جنبه ولا تؤخذ مجموعة من القبائل كلها بذنب بعضها.

منا نبي ومنكم نبي؟

وفي السنوات الأخيرة كان لزميلنا الباحث المجتهد محمد احمد عبيد اصدار قيم ونادر ومتخصص بعنوان دبا في صدر الإسلام وفيه يخلص إلى القول : " بأن الروايات تحدثنا عن ردة عظيمة لا أعتقد أن سببها الشح على الأموال وإن كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد تلطف لهم عند الخليفة أبي بكر فهذه الردة كانت انسلاخا عن دين الإسلام إذ ادعى لقيط بن مالك النبوة شأنه شأن مسيلمة والعنسي وسجاح وهذه أعلى درجات الردة ولعل ذلك أن لقيطا كان يطمح إلى ملك عمان منذ الجاهلية إذ كان يسامي الجلندي ملك عمان اي يزاحمه في الشرف وعاش لقيط بعد الجلندي إل أيام حكم ولديه جيفر وعباد فاستغل الفتنة التي عمت الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد تملك هذا الإقليم أو استعادة ملك بني مالك بن فهم من بني معولة ولاشك أن المسألة مسألة قبلية بالدرجة الأولى ك.

ما قال القائل " منا نبي ومنكم نبي " إذ أرى أن هذه الردة كانت مقصورة على البطون التي تنتمي إلى مالك بن فهم الأزدي كبني الحارث بن مالك بن فهم الذين منهم لقيط ولم يشترك فيها من خارج هذه البطون إلا زبيد بن الأعور بن جيفر بن الجلندي واستغرب أن يخون زبيد عذا والده وعمه لأجل لقيط وقد قتل لقيط في المعركة فلم نسمع عنه خبرا بعد ذلك، فالواقدي والحميري يشيران إلى معركتين قد حدثتا قبل دخول المسلمين دبا قتل في الأولى خلق كثير من الألف الذين ارسلهم لقيط وقتل في الثانية مئة رجل.

ثم قتل المسلمون المقاتلين بعدها دخلوا دبا لكن الطبري يذكر أن عدد القتلى عشرة آلاف، ومعنى ذلك أن من لم يقتل في المعركة أيضا يوازي هذا العدد أو يزيد وذلك يدلنا على أن الردة لم يشترك فيها اهل دبا وحدهم بل خلق كثير من أزد عمان ربما كانوا من البطون المنتمية إلى مالك بن فهم عصبية وانحيازا، ونحن حينما نرى مقبرة أمير الجيوش التي بقيت لنا من حروب الردة إذ بها قبور كثيرة لا مئة قبر كما يظن، وأن محيطها يصل إلى كيلومتر واحد ، كما أن تحصن أهل دبا بمدينتهم يشير إلى أن حولها سورا عاليا وأن داخلها حصن منيع استعصى على المسلمين شهرا كاملا .

روايات المستشرقين

ولا يفوتنا في رحلتنا مع الروايات المختلفة والمتعددة والمحيرة حول تفاصيل هذه الواقعة التاريخية الكبيرة من ذاكرة صدر الإسلام أن نلتفت إلى ما يدونه بعض المستشرقين ففي كتابه حوليات الإسلام وصف كايتاني وآخرون مثل شوفاني في كتابه (الردة) وصفوا جيفر بالحاكم الضعيف الذي انتهز فرصة اعتناق الإسلام لتقوية دوره غير الشعبي.

ويقول دانيال بوتس صاحب (كتاب الخليج في العصور القديمة) وقطعا نعلم من شهادة سيف بن عمر أن زعيما آخر يدعى لقيط بن مالك ذا التاج أي المتوج ، كان قويا في عمان مثل الجلندي قبل ظهور الإسلام وحسب رواية أخرى حفظها الطبري وابن سيد الناس اتصلت قبائل عمان واليمامة واليمن بالنبي في السنة ذاتها التي أرسلت فيها السفارة إلى عمان لذلك سميت تلك السنة (سنة الوفود) ولا نعلم إذا كان بعض الحكام أرسل وفودا عندما شعر بأنه مهدد في بلدانه ذاتها، وبالتالي سعى إلى الحصول على دعم محمد صلى الله عليه وسلم.

لكن هذا الاحتمال وارد بالتأكيد ، مع ذلك فإن محور تفكير آخر أظهرته الرواية المحفوظة في كشف الغمة فعوضا عن اعتناق جيفر الإسلام لأن سلطته كانت واهية على أهل عمان ، يحتمل أن يكون قد تصرف هذا التصرف لكي يحشد تأييدا شعبيا لإثارة تمرد على الوجود الساساني فقد أدرك أن الفرس المجوس لا يحتمل اعتناقهم الإسلا.

م فاحتج بذلك لكي يهاجمهم ويطردهم من عمان كما جاء في كشف الغمة ويجوز أن تكون فكرة هذا المخطط أودعمها قد جاءت من عمرو بن العاص نفسه وهكذا يحتمل أن يكون الإسلام الحافز غير الموجود سابقا لقيام حركة ثورية وحدت عددا كبيرا من الأزد جيفر ، مع ذلك اشرنا من قبل إلى وجود خصم محلي قوي واحد في الحد الأدنى في شخص لقيط بن مالك ذو التاج بالتالي يصعب أن نفاجأ بارتداد فئة من الأزد بزعامة لقيط ارتدت في أعقاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ويستطيع الباحث أن يتصور أن الارتداد استهدف إسقاط جيفر لارفض الإسلام ، ويختلف التقرير عن الأحداث بعد وفاة النبي في المصادر العمانية خلافا جوهريا عن الروايات التقليدية ويتضمن العديد من التفاصيل المهمة ولا يحوي كشف الغمة اي ذكر لحركة الردة في عمان مع ذلك لا يستبعد ان يكون تقرير عصيان لقيط قد شطب من التدوينات التاريخية المبكرة .

إضافة إلى ذلك إذا كانت الحال على هذا المنوال هنا فهي تساعد على فهم المقطع الثاني في الكشف الذي يأتي مباشرة بعد ذكر وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقام عبد بن الجلندي وكثير من الأزد بزيارة ابي بكر الصديق الذي أثنى على سلوك أزد عمان بقبولهم كتاب النبي بطيب خاطر وتلقائية .

ويقال أيضا إن عبدا خدم الخليفة في حملة على آل جفنة عندئذ كتب أبو بكر لأهل عمان يشكرهم ويثبت جيفرا وعبدا في الحكم وفضائل هذين الاثنين لا يمكن أن توصف تماما لكن يمكن كتابة الكثير عنهما وبقيا سائدين في عمان حتى وفاتهما ، وتوحي لهجة هذه الرواية أن أبابكر كافأ عبدا وجيفرا على الخدمات التي قدماها ويصعب أن نتصور أن أبا بكر كتب إلى أهل عمان ليشكرهما على اسلامهما فقط ، لأن اسلامهما تم في حياة النبي ص ، والتعليل المنطقي هو شكر أبي بكر لهما بعد نجاح قمع لقيط الذي لعب فيه أبناء الجلندي دورا أساسيا ".

Email