عمر بولس لـ « البيان الاقتصادي»: ولّى زمن تكيف الإنسان مع التكنولوجيا

حاجة متزايدة لآلات مصممة لتلائم السلوك البشري

Ⅶ عمر بولس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عمر بولس، المدير التنفيذي لشركة أكسنتشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا أن البشر مالوا عبر التاريخ إلى التكيف مع التكنولوجيا، ونحن بحاجة إلى تغيير الذهنية كي يعمل الاثنان معاً. وأضاف أن الزمن الذي يفرض على الإنسان التكيف مع التكنولوجيا قد ولى.

وقال: تاريخياً، ومنذ ظهور الإنترنت حتى انتشار استخدام الهواتف الذكية، أحدثت العقود الثلاثة الماضية تغييراً في أسلوب العمل والحياة بحيث يتكيف مع ما تأتي به التكنولوجيا من قدرات جديدة. فالعملية الآن يقودها البشر لصالح البشر. وأصبح جوهر الأمر أن علينا تصميم تكنولوجيا تستجيب لاحتياجات الناس، ما يمنحنا السيطرة على مستقبلنا.

فلقد كففنا عن الانتظار والتساؤل عن التغيير الذي ستحدثه آخر التطورات، وانتقلنا إلى المرحلة التي نشكل فيها العالم بحيث يناسب احتياجاتنا. ومع التطور في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الكبرى وغيرها، أصبح بإمكان البشر صناعة تكنولوجيا تتوقع، مسبقاً، احتياجاتنا بسلاسة، وتوفر تجارب شخصية خاصة بكل فرد، ما يمهد الطريق لحقبة جديدة من الاختراع وتعزيز مكانة الإنسان، الأمر الذي سيفسح المجال أمام إبداع وعبقرية وإنتاجية لا حدود لها.

تناغم

وبين أن ثمة اندفاعاً في المنطقة نحو زيادة التحول الرقمي، وفيما تسعى المنطقة لتصبح المنطقة الأذكى في العالم، فإن استنتاجات تقرير «الرؤية التكنولوجية 2017» من أكسنتشر واضحة: يجب ألا يتم استبدال التكنولوجيا بالعنصر البشري، بل يجب أن يتعامل مع التكنولوجيا بتناغم ليخرج كل من العنصرين أفضل ما في الآخر.

ومع اكتساب المشاكل طبيعة أكثر تجريداً، يسعى قادة الأعمال المحليون إلى اغتنام الفرص الجديدة واستخدام حلول جديدة والاستفادة من الشراكات التكنولوجية، وذلك دعماً لأهم عنصر في أعمالهم، وهو العنصر البشري.

ورداً على سؤال عن نقص الشركات الصناعية الكبرى التي تقود عمليات التحول التكنولوجي أجاب بأن الشركات الناشئة هي مستقبل الابتكار، وقال: رأينا كيف تظهر مسابقات عديدة للحاضنات والشركات الناشئة، مثل «فينتك هايف» في مركز دبي المالي العالمي، وجوائز أكسنتشر للابتكار، إمكانية الابتكار لجلب الابتكار المتطور إلى المنطقة. كما قدمت الحكومة دعماً كبيراً للشركات الناشئة، ووفّرت محفزات وبرامج ستساهم في تشجيع المواهب المحلية والمبدعين الشباب.

استعداد

وفيما إذا كانت الشركات في المنطقة مستعدة لتنفيذ التغيير التكنولوجي، أجاب: تتفق الأغلبية العظمى من الشركات في الإمارات والسعودية على أن أفضليتها التنافسية لن تعتمد اعتماداً كاملاً على جهودها وحدها، بل ستعتمد على قوة الشراكات والبيئات التي تختارها لأعمالها. وهذا من استنتاجات التقرير التي تقاطعت من أهم مواضيع معرض إكسبو 2020 المزمع إقامته في دبي.

تغير

وسأل البيان الاقتصادي عمر بولس عن التحول الذي سيطرأ على قوة العمل مع تغير سوق العمل، حيث بات يتطلب التعامل مع نماذج توظيف جديدة للمواهب التي تبرع في استخدام الإنترنت، فأجاب: تصنع الثورة الرقمية حقبة جديدة من الهيكلية الاقتصادية المؤسسية، وفقاً لما رآه 43 % من الشركات الإماراتية و47 % من الشركات السعودية. في السوق السعودي، يتوقع 58 % من المستجيبين زيادة الاعتماد على عاملين مستقلين غير موظفين إلى نسبة 100 % خلال العام القادم.

وقد وجدنا من خلال أبحاثنا أن الشركات السعودية، على سبيل المثال، تتعرض لضغط كبير لتوسيع مجال الابتكار بحيث يشمل ما يعد الآن هيكليات مؤسسية تقليدية (وينطبق ذلك على قوة العمل).

ولحسن الحظ، يبدي العاملون في المنطقة استعداداً كبيراً لاستثمار وقتهم في اكتساب المهارات التي يحتاجون إليها للحفاظ على أهميتهم في العصر الرقمي. فقد قال 96 % من العاملين من منطقة الشرق الأوسط الذين شملهم استطلاع رأي أجرته أكسنتشر، إنهم حريصون على ذلك، وقال 87 % إنهم بدأوا بالفعل بتطوير مهارات جديدة. وعبر 90 % منهم عن حماستهم للتغيرات التي ستحدثها التكنولوجيا في عملهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

الثورة الصناعية الرابعة

تشكل شعوب المنطقة قوة دافعة كبيرة خلف الثورة الصناعية الرابعة، حيث أظهرت الأبحاث التي أجرتها أكسنتشر أن 76 % من المستهلكين في الإمارات يشعرون بالارتياح تجاه استخدام الذكاء الصناعي في تفاعلاتهم مع المؤسسات، وأن 68 % تفاعلوا مع تطبيقات حواسب خلال السنة الماضية. وتزيد هذه النسبة بشكل ملحوظ على المعدل العالمي الذي توصل إليه الاستطلاع.

Email