ممنوع زواج الصحفيات!

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كنت قد تورطت في دخول كلية الإعلام، ومن ثم عملت في مجال الصحافة، وقطعت فيها شوطاً كبيراً، وحققت فيها نجاحاً يصعب التخلي عنها، فأنت على المستوى العاطفي قد يلاحقك الفشل، وقد لا تحظي بزواج ناجح.. هذا ما انتهت إليه إحدى الدراسات العلمية التي حذرت من الزواج من الصحفيين وبخاصة الإناث منهم.. "أرى" والتفاصيل.

"احذر أن تتزوج صحفية"، بهذا العنوان الصادم نبهت دراسة أجنبية حديثة إلى مخاطر الزواج من المنتمين إلى مهنة الصحافة، مستندة إلى وثائق تثبت أن "الارتباط بصحفية يؤدي إلى علاقة فاشلة بامتياز، نظراً لما تتمتع به شخصية الفتاة الصحفية من صفات صعبة لا يتحملها الرجل". ولم تكن هذه الدراسة وحيدة في مضمارها، بل تبعتها دراسات مماثلة تحدثت إحداها عن "عشرة أسباب ينبغي أن تمنعك من الارتباط بصحفي أو صحفية"، فيما خلصت أخرى إلى فرضية تقول إن "العاملين في الحقل الصحفي مضطربون عقلياً". 

زميل مهنة
إلى ذلك، ترى هناء شعلان 32 عاماً أن الزواج من صحفي أو صحفية ليس جريمة، قائلة: نعم هي مهنة البحث عن المتاعب، لكن أي مهنة حالياً لا يمكن أن نعتبرها خالية من المتاعب!!.. فالأمر يتوقف على مدى تفهم الشريك لظروف عمل شريكه، وأعتقد أن الزوج أو الزوجة الذين لا يقدر أحدهما ظروف عمل شريكه ولا يحاول التأقلم معها، بل ولا يحاول تشجيعه ودفعه إلى الأمام سوف يفشلان حتما في إيجاد حياة مستقرة هادئة..
واعترفت بأن حياتها الزوجية شهدت العديد من الاضطرابات في بداياتها، لكن ما ساعدها على تجاوز هذه الاضطرابات أن زوجها "زميل مهنة"!

افتقاد
أما نجوى محمد 25 عاماً، زوجة لصحفي فتقول: في الحقيقة أنه لم يؤرقني يوما مصاعب مهنة زوجي، فعلى الرغم أنني أعلم أن مهنته صعبه جدا، لكن هذا يزيد من قدره لدي يوما بعد يوم حينما أجده مخلصا في عمله ويجتهد كي يحقق النجاح الذي يريده وبالتالي ينعكس على أسرته، فقد تعودت على أن طبيعة عمله قد تدفعه للعمل 18 ساعة متواصلة باليوم، بل وقد يضطر أحيانا للمبيت في الصحيفة التي يعمل بها في حال وقوع أحداث مهمة، وقد يتصلون به في أي وقت بالليل ليحضر للعمل، في بادئ الأمر كنت أشعر بالضيق والغضب لشعوري الدائم بافتقاد زوجي، لكن سرعان ما تأقلمت مع هذه الحياة وأقلمت ظروفي معها خاصة بعد أن رزقنا الله بطفلنا الأول.



لن أعيد التجربة!!
بينما تقول حسناء رامي 24 عاماً: كنت مخطوبة لصحفي ولكني الحقيقة لم أستطع أن أكمل حياتي معه، فخطيبي السابق كان يعمل محرر أخبار بالقسم السياسي، لكن طبيعة الوضع غير المستقر دائماً في البلد أثرت بشكل مباشر على عمله والذي أثر بدوره على شخصيته، فأصبح شديد العصبية ولا يتحمل مني أي كلمة، علاوة على أن طبيعة عمله أكسبته قدرا كبير من البرود وقلة الذوق مع الآخرين وتوجيه النقد اللاذع لكل من حوله دون اعتبار لمشاعرهم، فلم يعد يعجبه أي شيء ولا يجد حرجا في التهكم على أي من حوله، الأمر الذي فاق احتمالي وأصابني بالحرج كثيراً واضطررت أن أفسخ خطوبتي وقررت ألا أعيد التجربة أبداً.


الاختيار
وعن آراء علماء النفس والاجتماع حول نتائج هذه الدراسة تؤكد د.سامية الجندي أستاذ علم الاجتماع أن طبيعة نشأة المجتمعات الغربية تختلف تماما عن المجتمعات العربية، فهم هناك يقدسون العمل ويضعونه على قائمة أولوياتهم، إضافة إلى أن طبيعة البيئة التي ينشأون فيها تنمي بداخلهم التفاني من أجل العمل وحب العمل الذي يفوق حب الذات.. وقد تدفعهم إلى التضحية بأي شيء في مقابل تحقيق الذات بالعمل، وذلك بخلاف المجتمعات العربية التي تقدس قيمة الأسرة، فيصبح تحقيق الاستقرار والهدوء الأسري غاية الرجال والنساء على حد سواء، ونظرا لطبيعة مهنة الصحافة خاصة بالنسبة للفتاة فمن الضروري جدا قبل الزواج أن يتم التدقيق في اختيار الطرف الثاني ليكون على بينة من أمره قبل الزواج بالمسؤوليات والأعباء وطبيعة ظروف العمل الصحفي ليحدد موقفه من البداية إن كان بمقدوره التكيف مع هذه الظروف أم لا؟..

وهذا لا يعني أنه لن تحدث مشكلات بعد الزواج، إنما سيكون حلها أيسر من أن يكون الطرف الثاني غير مقتنع أصلا بمهنة الصحافة.

سامية الجندي
بدورها، لا تتفق د.أمينة كاظم أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس مع نتائج هذه الدراسة، مشيرة إلى أن كل مهنة بالعالم لها طبيعتها ومصاعبها وسلبياتها التي بلا شك تعود بالسلب على صاحبها وتؤثر فيه، فمن الطبيعي أن تجد مهنة المعلم والتي تعتمد على إعطاء النصائح وتوجيه التلاميذ تؤثر في شخصيته وتكسبه الشخصية الموجهة في تعاملاته مع كل من حوله، كذلك مهنة الطبيب تؤثر بشكل كبير على شخصيته، فكل مهنة تؤثر في تكوين صاحبها نفسيا واجتماعيا، كما أن هناك كثير من المهن ذات الخصائص المشتركة والتي تتداخل مع مهن أخرى، لذلك لا يمكن أن نزعم أن صعوبات مهنة الصحافة لا توجد في مهن كثيرة أخرى.

أما بخصوص ما خلصت إليه نتائج الدراسة عن عدم اهتمام الصحفيين بالحصول على دخل شهري مجدٍ، فتؤكد كاظم أنه ليس هناك مهنة في العالم لا يسعى أصحابها لزيادة دخولهم والحصول على مرتبات مجدية تتناسب وحجم مجهودهم الشهري في العمل، لهذا فهذه النتائج غير منطقية وغير واقعية.

 

Email