بوابة المشاكل

ادخار الزوجين مالهما معاً في حساب مشترك.. هل يعتبر تصرفاً حكيماً !

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرر كل من الزوجين حمد الكتبي وسميرة المهيري اتخاذ قرار مالي تعاملا معه بعقلانية، لأن المنطق الذي انطلقا منه هو مصلحة الأسرة أولاً. ومفاد قرارهما هو فتح حساب بنكي مشترك، بهدف إقامة مشروع تجاري من شأنه أن يدر عليهما أرباحاً تسد مصاريفهما المنزلية الحالية وفي المستقبل.

هذا القرار القوي والمنطقي يعارضه الكثير من الأزواج، ولا يجرؤون على الإقدام على اتخاذ قرار مثله، والسبب من وجهة نظرهم أن غالبية الزوجات يفتقدن الحكمة والتعقل في الصرف تحسباً للمستقبل. في حين تخاف الزوجة على نفسها من تطبيق مثل هكذا القرار، بحجة عدم ثقتها في الزوج وخشيةً من غدره.

آدم: الحكيمة هي التي تدخر مع زوجها
«في الوقت الذي يخفي كثير من الأزواج حقيقة رواتبهم عن زوجاتهم بحجة إسرافهن لجأت أنا وزوجتي إلى قرار أن ندخر أموالنا في حساب واحد» يقول عمر عبدالله الطنيجي، موظف، ويضيف: «لم نتخذ هذا القرار عن عبث، بل إيماناً منا بأهمية التوفير في تأمين مستلزمات الحياة وتجاوز عوائقها، خاصةً وأننا عقدنا العزم على توفير مبلغ معين نشتري به عقاراً يؤمن مستقبلنا ومستقبل أطفالنا أيضاً».

علي الحمادي، موظف، يقول: «إذا ما فكر الزوجان في عملية التوفير للمستقبل، فهناك العديد من الوسائل الحديثة مثل الحساب المشترك للطرفين، ويكون بعلم كليهما حتى لا تهتز الثقة فيما بينهما، وبالتالي لا تتأثر العلاقة الزوجية، أو أن يكون الاتفاق على أن أحد الطرفين يقوم بأخذ جزء من المال كل شهر ويضعه في مكان معروف وبعلمهما معاً، وبذلك سوف يتجاوزان المشكلات والاضطرابات التي قد تحدث بعد ذلك».

يؤيد مروان النمر، موظف، فكرة ادخار الزوجة مع زوجها، ويقول: «أنا مع أن تدخر الزوجة مالها مع زوجها إن كان الأخير يستحق ذلك، بمعنى أن يكون الزوج أهلاً للثقة». ويضيف: «هذا في حد ذاته سيشعر الزوجة بالأمان والاستقرار كلّما ادخرت الأموال مع زوجها، وشعرت أن مستقبلها مضمون أكثر، وأن احتياجاتها المادية الطارئة لن توقعها في المشاكل».

رأي أنس عبدان مبارك، موظف، على النقيض، حيث يقول: «من المستحيل أن أفتح حساباً مشتركاً مع زوجتي التي تمتلك راتباً ممتازاً، فمهما كانت علاقة الزوجة بزوجها، فإن المسائل المادية تعتبر أمراً محرجاً، خصوصاً عند ست البيت التي يتهمها زوجها دائماً بأنها تنفق دون حساب لعدم تقديرها لمجهوده الذي يقوم به من أجل الحصول على المال. وزوجتي تنفق دائماً من راتبها بلا حساب، ولا يهمها سوى مظهرها أمام الناس، وخاصةً صديقاتها».

«من البراعة والذكاء أن تدخر الزوجة مع زوجها، سواء كان ادخارها من مالها الخاص أو من مصروف البيت، فهذا في حد ذاته يعد سلوكاً إيجابياً». يوضح قاسم عبدالله، موظف. ويضيف: «الزوجة حينما تدخر هدفها في النهاية تأمين مستقبل الحياة الأسرية في المقام الأول، ومن جانب آخر مهما كانت الأموال بسيطة أو كثيرة في رصيد الزوجين المشترك إلا أنها تساعد في وقت الأزمات».

يرفض علي سجواني، موظف، اقتراح زوجته بفتح حساب بنكي مشترك. وفي إحدى المرات وقع في ضائقة مالية لا يعرف بها أحد من أفراد أسرته، ولكن خوف زوجته عليه من الوقوع في مشاكل مالية دفعها لمساعدته بمبلغ من المال. وبعدها وافق على اقتراحها القديم، بأن يدخرا معاً في كل شهر، ما جعلها تكبر في عينه، خاصةً وأنها بينت الحب الحقيقي الذي تكنه له وخوفها عليه من الضياع.

غانم إبراهيم، موظف، يثني على موقف زوجته في التوفير معه، ويرى بأنها زوجة عاقلة تستحق أبلغ عبارات الثناء، ويأتي ادخارهما معاً أملاً في شراء أسهم أو استثمار آخر.

حواء: مُرحبة ولكنها خائفة من غدر الزوج
حمدة الأحبابي، رئيسة نادي وطني في جامعة الإمارات، ترى بأنه من الأفضل أن يوفر كل من الزوجين في حسابين منفصلين، ولكن أن يضع كل منهما نصب عينه ضرورة تقديم العون في وقت الظروف الصعبة التي تمر بها العائلة، بحيث لا تشكل تلك الظروف عبئاً على الزوج وحده، أو الزوجة وحدها.

بينما تُفضل خديجة مراد، ربة بيت، أن تدخر مالها بعيداً عن زوجها، بل حتى بدون علمه أيضاً! وعن تجربتها تقول: «نعم، أوفر مالي بدون علم زوجي، إذ يعتبر التوفير السري للمال عادةً نسائيةً قديمةً تُخلص كثيراً من الزوجات من أي ظروف مفاجئة أو زوبعة أسرية، وتوفر بعضهن للتخلص من سيطرة الزوج وظلمه. ونحن في المجتمع العربي تكون المرأة هي المسؤولة عن مصروف البيت، وربما هناك بعض الزوجات تدخر هذا المبلغ ليوم العسرة أو الخوف من الزمان».

«إذا أراد زوجي بالفعل أن يوفر معي فليخبرني ولنفتح حساب توفير معاً حتى نلجأ إليه حينما نحتاجه». توضح عذاري عبيد المهندس، موظفة. وتضيف: «رغم اتهام المرأة بأنها مدمنة تسوق إلا أن العديد من النماذج تؤكد أنها قادرة على الادخار، بل إنها تجيد فنونه، وعلى رأسها الادخار مع زوجها، وذلك من منطلق رغبتها في تأمين المستقبل خوفاً من الأزمات المالية».

وتشير إلى نقطة أخرى مفادها أن بعض الزوجات قد يتضايقن إن بدأن بالادخار مع أزواجهن، لكن إن وجدت الثقة بينهما، وبالمداومة على التوفير سيجمعان مالاً سيصب في مصلحة الأسرة. وتشير: «كما أن الواحد منا لا يعرف الظروف المستقبلية التي سيتعرض لها».

«زوجي مسرف جداً ولا يفكر في الزمن ويعيش على مبدأ اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». تقول منى الغانم، موظفة. وتضيف: «عمل زوجي يدر عليه ربحاً كبيراً وخوفي على مستقبل أولادي جعلني أتحدث معه بجدية في ضرورة أن يوفر كل منا لمواجهة ظروف الزمن، لأني وبصراحة لا أثق فيه إن ادخرت معه!».

ياسمين سعيد، طالبة جامعية، تقول: «المرأة اقتصادية ماهرة، والأمر كله يتوقف على رغبتها في التوفير، وكلما قل عدد أفراد الأسرة زادت قدرتها على الادخار. وبالنسبة لادخارها مع زوجها فإذا كان هدف الادخار، في نهاية المطاف، هو ضمان مستقبل الأبناء فعلى الزوجة أن تتفهم دوافعه».

تدخر إليازية سعيد الخالدي، ربة بيت، مع زوجها من أجل مستقبل أسرتها وتنفي أن يكون ادخار المرأة مع شريك حياتها يدل على سذاجتها! وتوضح: «كثيراً ما نمر نحن معشر النساء بظروف صعبة، وعلى الرغم من معرفتي بهوس التسوق عند النساء، إلا أن البعض منا ما زالت لديها القدرة على الادخار مهما كانت الظروف، وقد حرصت منذ زواجي على ذلك، وبالفعل استطعت وزوجي أن نوفر مبلغاً من المال، ولكن هذا المبلغ لم يدم كثيراً، فقد تم صرفه لسداد ديون زوجي التي تراكمت عليه بسبب بناء منزل جديد، ولإنهاء مشكلته مع البنك».

حساب الادخار المشترك يزيد من حب الزوجين
«إن الحساب المشترك هو أكثر مرونةً في حالة رغبة الزوجان بالادخار سوياً، إذ بإمكان كل منهما التصرف في الحساب بحسب ما يتفقان عليه». يوضح الاستشاري الأسري عبدالرحمن آل علي. ويضيف: «إن حساب الادخار المشترك يزيد من حبهما وتضامنهما، خاصةً وأنه أصبح بينهما هدف مشترك وهو مصلحة أبنائهما، ثمرة علاقتهما الزوجية،

كما أن حساب الادخار المشترك يوفر رباطاً آخر إضافياً بينهما، بحيث يوثق علاقتهما، ليس لأنه يتعلق بالمال بل لأنه يتعلق بكونه وسيلة لاندماج وتوحد الأفكار والإرادة بينهما. بالمقابل قد يكون حساب الادخار المشترك سبباً في تعميق خلاف الزوجين إذا لم يكونا متفقين بالأصل، وقد يكون وسيلةً يستخدمها أحد الزوجين للانتقام من الطرف الآخر في حالة حدوث مشكلة».

الاستشارية الأسرية مها الحوسني تُوجه نصيحة لكل من الزوجين مفادها: بأنه ينبغي على كل واحد منهما تحديد إذا كان حساب الادخار مفيداً لهما، أو من الأفضل عدم الاشتراك به، فإذا كانت العلاقة الزوجية بينهما مستقرة وثابتة فإن أخذهما لهذه الخطوة هو أمر مهم وضروري. والبعض يفهم أن العلاقة الزوجية هي اندماج وانصهار بمعنى الكلمة، تلغي معها مفهوم الخصوصية لكلا الطرفين، وتعتبر المعاملات المالية من أهم مصادر الإزعاج والخلاف بين الزوجين إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وقدر كبير من الخصوصية.

 

Email