يعتبر نفسه مشجعا للكرة الخليجية

فييرا: لاعبو الإمارات يتخاطبون بالنظرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد المدرب البرازيلي جورفان فييرا بالأداء الذي يقدمه منتخبنا الوطني في نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً بأستراليا، واعتبره نموذجاً للمنتخبات العربية.

وأكد فييرا أن لاعبي الأبيض يفهمون بعضهم بنظرة العين، بفضل حالة الاستقرار والعمل مع بعضهم لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن المنتخب الذي أسقط الساموراي، قادر على الإطاحة بالكانغارو، رغم صعوبة المهمة. وكان فييرا الموجود حالياً بمدينة سيدني الأسترالية، التقى بعثة المنتخب العراقي، واستعاد معهم تجربته مع «أسود الرافدين» عندما قادهم للقب في 2007.

وتحدث فييرا، الذي يعتبر نفسه أول المشجعين للكرة العربية والخليجية، عن تجربته مع المنتخب العراقي عندما قاده للتتويج بلقب كأس أمم آسيا في 2007، وتجربته مع المنتخب الكويتي، وتفاصيل أخرى تتابعونها في الحوار التالي.

ما رأيك في المشاركة العربية في نهائيات أمم آسيا؟

خروج 7 منتخبات من أصل 9 من الدور الأول، آلمني، لأني في مقدمة المشجعين للكرة العربية، التي احتضنتني منذ أكثر من 35 عاماً، ومساندتها واجب قبل أن يكون خياراً. وعلينا أن نعترف أن هناك مشكلة في الكرة العربية، ويوجد فجوة كبيرة بينها وبين كرة شرق آسيا، وهي تحتاج لعمل كبير لتصحيح مسارها، ولتصبح قادرة على المنافسة على مستوى الأندية والمنتخبات.

وبقدر ألمي، أنا سعيد لنتائج المنتخبين الإماراتي والعراقي بتأهلهما إلى نصف النهائي، بغض النظر عن نتائجهما بعد ذلك، وهذا أمر نفخر به، ويمكن القول إنهما أعادا التوازن في البطولة.

أفضل تجربة

ما رأيك في المنتخب الإماراتي؟

سبق أن صرحت أن المنتخب الإماراتي يجني ثمار الاستقرار، لاعبوه متجانسون بطريقة مثالية، هم يفهمون بعضهم حتى من نظرة العين بفضل الاستقرار، وهو أفضل تجربة في المنتخبات العربية، ونموذج يقتدى به، وأتمنى له التوفيق في مواجهة أستراليا.

هل كنت تتوقع وصول منتخبين عربيين إلى نصف النهائي؟

في الحقيقية لم أتوقع ذلك، لقد رشحت اليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا، ولكن ما فعله منتخبا الإمارات والعراق كان رائعاً، بإزاحتهما أبرز منتخبين كانا يراهنان على الوصول إلى النهائي.

وكيف ترى مباراة أستراليا والإمارات اليوم؟

بدون شك، عامل الأرض والجمهور يخدمان مصلحة المنتخب الأسترالي، ومسيرته في البطولة حتى الآن إيجابية، وهو فريق يعتمد على القوة البدنية والهجمات السريعة، لكن المنتخب الإماراتي، الذي تمكن من إسقاط اليابان، بإمكانه أن يفجر مفاجأة أخرى، وأتمنى له التوفيق في التأهل إلى المباراة النهائية.

بماذا تشعر وأنت صاحب آخر إنجاز عربي في كأس أمم آسيا بقيادتك للعراق للتتويج في 2007؟

أشعر بالفخر، كوني نجحت في قيادة المنتخب العراقي للتتويج باللقب في 2007، بالتأكيد، ذكرى جميلة مثل هذه ستظل حاضرة دائماً بذهني، وخاصة أني أعيش البطولة الحالية وأنا في قلب الحدث.

وما زالت تربطني علاقة جيدة مع المنتخب العراقي واللاعبين، مثل مهدي كريم ويونس محمود، هو بالفعل إنجاز رائع، لأنه لا أحد توقع منا ذلك، ولا أنسى أن اللاعبين هم من ساعدوني على تحقيقه ولست وحدي.

 ما عوامل النجاح التي قادت المنتخب العراقي للتويج بكأس أمم آسيا 2007؟

العمل الجماعي وتكاتف جهود مختلف الأطراف، لاعبين وجهاز فني وإداري وجماهير، وعوامل أخرى لم أكن أريد أن أتكلم عنها، ولكن سأذكرها، وهي إدارة الفريق وحسن مراقبة اللاعبين. لا ننسى أن العراق كان يمر في 2007 بظروف صعبة جداً، ولا أحد كان يريد التفكير في كرة القدم، بما في ذلك اللاعبين، بسبب القتال والصراعات التي اجتاحت مناطق عديدة في البلد.

وكانت مهمتي إخراج اللاعبين من تلك الظروف، والابتعاد بهم عن أخبار السياسة والحرب ومعاناة الشعب العراقي، وتحويل تركيزهم إلى الملعب وعلى المباريات، كان مهمة صعبة، لأنه لا شيء أهم من حياة الناس. واللقب الآسيوي كان أجمل هدية قدمها اللاعبون للشعب العراقي في تلك الفترة الصعبة، لقد نسي العراقيون آلامهم وأحزانهم وفرحوا معنا باللقب، كانت لحظات رائعة.

نقطة تحول

هل تعتبر اللقب الآسيوي مع العراق نقطة تحول في مسيرتك التدريبية؟

لقب كأس أمم آسيا 2007 قصة عظيمة في حياتي، وله مكانة خاصة في قلبي، لأنه ولد من رحم الأوجاع التي عاشها الشعب العراقي والكرة العراقية في ذلك الوقت.

من الصعب جداً أن ينجح منتخب في التربع على عرش القارة، وبلاده تعيش ظروف الحرب والصراعات والبنية التحتية الرياضية ضعيفة، بالإضافة إلى الحظر المفروض على المنتخب العراقي لسنوات طويلة، وهو ما يجعل هذه اللقب استثنائياً، ولكن ليس نقطة تحول في مسيرتي التدريبية، هناك إنجازات عديدة حققتها ساهمت في نجاحي، مثل قيادة منتخب المغرب في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986، ومع فريق سيباهان الإيراني، والعديد من الفرق الأخرى.

هل تعتقد أن آسيا استفادت من انضمام أستراليا لها؟

بدون شك، انضمام أستراليا لم يخدم الكرة الآسيوية بأي شكل، وحتى من الناحية الجغرافية، لا يمكن جمع القارتين، وهل أستراليا داخل آسيا أو حتى قريبة منها حتى يتم ضمها إليها.

شخصياً، لا أجد أي مبرر لضم أستراليا لآسيا، إذا كان صاحب القرار يأمل في الاستفادة من الناحية الكروية، كان من الأجدر ضم البرازيل لا أستراليا، أو إذا كان القرار لا يستند لأي مبرر، كان بالإمكان ضم أرمينيا لتخوض بطولة آسيا.

هل تعتقد أن المنتخبات الآسيوية خسرت مقعداً في كأس العالم لفائدة أستراليا؟

طبعاً، كان انضمام أستراليا خطأ فادحاً بحق المنتخبات الآسيوية، أنا أحترم هذا القرار، لست مسؤولاً في الاتحاد الآسيوي، ولكن انضمام أستراليا لآسيا كان من المفروض ألا يحدث.

ولم لم يتم ضم نيوزيلاندا أيضاً للقارة الآسيوية، لماذا أستراليا فقط، هذا يخلق مشاكل عديدة للكرة الآسيوية، فالخليج وآسيا منطقة لا علاقة لها بأستراليا، والمنتخبات العربية هي أكثر من تضرر من هذا القرار، لأنها خسرت مقعداً في كأس العالم.

ما هي أبرز الصعوبات التي تعانيها الكرة الخليجية؟

علاقتي مع الكرة الخليجية بدأت في 1978 بقطر، ولدي خبرة معها تمتد لأكثر من 35 عاماً، ودربت خلالها أكثر من 20 نادياً ومنتخباً، ولدي العديد من التجارب الناجحة بها، ولا أنكر، واجهت بعض الصعوبات مع البعض منها.

أولاً علينا أن نعترف أن الكرة الخليجية تطورت كثيراً، وصنعت نجاحات مهمة رغم الصعوبات، منذ سنوات قليلة لم تكن هناك ملاعب بقطر أو في الدول الخليجية الأخرى، كنا نلعب على الأرضية الصلبة، والآن الملاعب منتشرة في كل مكان وعلى مستوى عال، والبنية التحتية الرياضية لا توجد حتى في أوروبا.

وهناك تطور كبير على مستوى الإدارة وتنظيم المباريات وقطاع التدريب، ولكن، في المقابل، ما زالت الكرة الخليجية تحتاج لتطوير العقلية الاحترافية للاعبين، ولتحقيق ذلك، يجب أن نبدأ من قطاع الناشئين، والاستعانة بأساليب متطورة في التدريب، وعدم التركيز على النتائج في المراحل السنية، بل على العمل والتكوين.

والكرة الخليجية تعاني من غياب الاستقرار حتى على مستوى الأجهزة الفنية لقطاع الناشئين، لأن الأندية تبحث عن الانتصارات والنتائج الإيجابية، ولا تهتم بالأداء وتطوير قدرات لاعبيها.

أسباب خاصة

ما الأسباب الحقيقية وراء مغادرتك تدريب المنتخب الكويتي؟

اتخذت موقفاً بعدم الاستمرار، وهناك أسباب خاصة دفعتني للمغادرة، وهذه حال كرة القدم، عندما تعمل في الدول العربية أو أميركا الجنوبية، يكفي أن تخسر 3 مباريات لتجد نفسك خارجاً أو تحت الضغط، وقد يكون الأمر مختلفاً في الدول الأوروبية مثل إنجلترا أو ألمانيا على سبيل المثال، هناك المدرب يستمر في عمله فترة طويلة، بغض النظر عن النتائج، لأنهم يهتمون بالأداء.

لقد قررت أن أغادر ومنح الفرصة لمدرب آخر قادر لتحقيق نتائج أفضل مني، بالنسبة لي، أنا راض لما قدمته للمنتخب الكويتي، ونجحنا في التأهل لنهائيات كأس آسيا الحالية، وحققنا نتائج طيبة عموماً، أما الخسارة بالخمسة من عمان في خليجي 22، أعتقد أنها ليست نهاية العالم، ولا ننسى أن البرازيل خسر بسباعية على أرضه في كأس العالم، هذه كرة القدم، لا تقبل الحسابات، ومن يلعبها عليه بتقبل نتائجها مهما كانت، ما أقوله إن خسارة الكويت من عمان كان حادثاً عابراً.

ألم تندم على قرار رحيلك من تدريب الكويت؟

كلا، لم أندم على قرار رحيلي من الكويت، وأعتقد أنه كان الأنسب لي، ولم أندم على قبولي تدريب أي فريق أو منتخب، بل أشكر كل الذين منحوني ثقتهم لأعمل في الخليج، وبفضلهم صنعت اسمي في عالم الساحرة المستديرة.

ما بقي في ذاكرتك من تجربة الكويت؟

كسبنا بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس آسيا، وحاولت تجديد قواعد المنتخب باستدعاء لاعبين جدد، مثل سلطان العنيزي وسليمان عبد الغفور وفهد الهاجري، هذه الأسماء تمثل الجيل المقبل للمنتخب الكويتي، وأتمنى أن يشكلوا مع لاعبي الخبرة فريقاً متكاملاً.

المكانة الآسيوية

أكد فييرا أن الكرة الكويتية تحتاج إلى التطوير، وبما أن الأندية هي نواة المنتخبات الوطنية، لا يمكن أن نحصل على منتخب قوي بدون دوري قوي، لذا، الارتقاء بقطاع الناشئين وتحسين نظام الدوري وتطوير عقلية اللاعبين الاحترافية، السبيل الوحيد لاستعادة الكرة الكويتية لمكانتها في آسيا، وهذه مسؤولية الاتحاد الكويتي.

توقعات

تأهل الإمارات وإيران

صرح فييرا أنه توقع قبل البطولة تأهل إيران والإمارات من المجموعة الثالثة، لأن هناك مؤشرات كانت تشير إلى ذلك، باعتبار أن إيران لديها لاعبون كبار ومدرب محنك، وهو البرتغالي كيروش، وكذلك المنتخب الإماراتي بقيادة مهدي علي المستقر على رأس المنتخب منذ سنوات طويلة. وقال: المجموعات، التي ضمت 3 منتخبات عربية، ضمنت من البداية تأهل أحدها إلى ربع نهائي.

 

أداء

حفظ ماء وجه الكرة العربية

أكد المدرب البرازيلي أن تأهل الإمارات والعراق إلى نصف النهائي، حفظ ماء وجه الكرة العربية في نهائيات كأس أمم آسيا، وقال: لقد عشت في الخليج مدة طويلة، ودربت في العراق والإمارات، ومثلما قلت سابقاً، أنا أول المدربين المساندين للكرة الخليجية، وفرحت كثيراً لتأهل هذين المنتخبين إلى نصف النهائي، وتشجيعهما واجب وليس خياراً، اعترافاً مني بالجميل لهما.

Email