فندق «كراون» يستضيف الأبيض وصاحب الأرض

«الكنغارو» يقفز على شواطئ نيوكاسل قبل الفاصلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الأولى في البطولة، يقيم صاحب الأرض مع أحد منافسيه في نفس الفندق، هذا ما حدث في نيوكاسل، ثاني أكبر مدينة في ولاية نيوساوث ويلز بعد مدينة سيدني، حيث يقيم منتخبنا الوطني ونظيره الأسترالي في فندق «كراون»، وهو من فئة الفنادق الفخمة في المدينة الهادئة، التي تعد فيها فنادق الخمس نجوم على أصابع اليدين.

وخلافاً لما هو متوقع، لم يتجه المنتخب الأسترالي والملقب بـ «الكنغارو» بعد وصوله نيوكاسل إلى الملعب، بل فضل الانتقال إلى تدريبات ترفيهية في شاطئ نيوكاسل، كانت أشبه بتمارين العضلات، ولكن الانتقال للشاطئ كانت وراءه قصة بين المدرب يوستيكو جلو ولاعبيه، حيث تزامن اليوم الوطني لأستراليا مع التمرين الأخير استعداداً لمباراة الغد أمام منتخبنا في الدور نصف النهائي، ولا مجال لمنح اللاعبين الأستراليين فرصة الاحتفال مع عائلاتهم، حتى بعد انتقال هذه العائلات إلى نيوكاسل من المدن المختلفة.

وشرح اللاعبون لمدربهم ضرورة الاحتفال بجزء من طقوس اليوم الوطني، حتى لو فترة قصيرة قبل 24 ساعة من مباراة الغد، ولكن المدرب رفض كسر انضباط اليوم الأخير في الاستعداد للمباراة، واشترط على لاعبيه أن يكون احتفالهم قبل الموعد الرسمي لليوم الوطني الذي يوافق «26 يناير» تاريخ اليوم، على أن يكون الاحتفال في شاطئ نيوكاسل، الذي بدأ يتوافد إليه جمهور المدينة منذ مساء السبت، موعد وصول المنتخب الأسترالي، ويستمر وجود الأستراليين في الشواطئ هذا الأسبوع حتى نهاية اليوم الاثنين، بعد أن تلاحمت عطلة اليوم الوطني مع العطلة الأسبوعية.

استمرار الاحتفالات

كما سمح المدرب بوستيكو جلو للاعبين بالتنزه في الشاطئ لدقائق قليلة صباح أمس، قبل الاستعداد لبدء التدريبات القوية في المساء، وبذلك يكون لاعبو «الكنغارو» احتفلوا بيومهم الوطني قبل بقية الشعب الأسترالي، الذي يحرص على ممارسة طقوسه الخاصة في هذا اليوم منذ الصباح الباكر.

 حيث تزدحم شواطئ المدن الأسترالية في السادس والعشرون من يناير من كل عام، ويتم في هذا اليوم إحياء ذكرى وصول أول أسطول بحري بريطاني، والمكون من 11 باخرة، إلى أستراليا في عام 1788.

حيث جاءَ البريطانيون إلى أستراليا وأنشؤوا مستعمرتهم في نيو ساوث ويلز New South Wales، الواقعة على الساحل الشرقي لأستراليا، وتُقام المهرجانات الموسيقية المختلفة، ويتم إشعال الألعاب النارية، وتُجرى بعض السباقات المختلفة، كسباقات العبّارات المائية.

ويقوم رئيس الوزراء أيضاً بإلقاء خطاب للشعب، وفي مساء هذا اليوم من كل عام، يُعلِن رئيس الوزراء عن الفائز بجائزة «أسترالي العام»، وتُعطى لمن قدّم مساهمة مهمة للمجتمع الأسترالي، بالإضافة إلى جوائز تكريم أخرى مختلفة.

وأقيم أول احتفال بهذا اليوم في عام 1818، وفي عام 1988 تم الاحتفال بمرور 200 عام على هذا الحدث.

تبادل صور

ونشط لاعبو المنتخب الأسترالي في تبادل الصور على شاطئ نيوكاسل مساء أول من أمس وصباح أمس، الذي خلت فيه شوارع المدينة تماماً من المارة، فيما شهدت المداخل المؤدية للشاطئ حركة واضحة للمارة والسيارات.

وحرص عدد من لاعبي المنتخب الأسترالي على توقف الحافلة الخاصة بهم بعيداً نوعاً ما عن شاطئ نيوكاسل، حتى يتمكنوا من قضاء وقتهم بشكل عادي، بعيداً عن فضول المعجبين من الجماهير الأسترالية التي ازدحم بها الشاطئ منذ صباح أمس، وانعكس ذلك في حجوزات الفنادق، خاصة القريبة من الشاطئ، مثل فندق «كراون» مقر إقامة المنتخبين «الإماراتي والأسترالي» وفندق «نوفتيل» القريب جداً من الشاطئ.

كما حرص اللاعبون الأستراليون على تبادل الصور في مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن احتفالهم باليوم الوطني أو «السنوي»، كما يطلق عليه الكثيرون في أستراليا.

احترام

وتعليقاً على مباراة الغد، رفض نجم المنتخب الأسترالي روبي كروس، الحديث عن المباراة النهائية، مؤكداً أن المهمة صعبة جداً لمنتخب بلاده في مواجهة منتخب شاب وطموح مثل «الإمارات»: وقال كروس: «لا ننظر للمباراة النهائية الآن، لأن التركيز على ذلك يضر بنا كثيراً، ويجعلنا ندفع الثمن الذي دفعه منتخب اليابان».

وأوضح كروس أن جميع اللاعبين تابعوا مباراة منتخبنا مع اليابان في ربع النهائي، حسب تعليمات المدرب، للتعرف أكثر إلى منافسنا في نصف النهائي، وأضاف قائلاً: «ربما كان خروج المنتخب الياباني صدمة، ولكن المواجهة مع المنتخب الإماراتي ستكون أصعب، والمباراة تحتاج لتركيز في الخطة، وسنضع هذا في حساباتنا، أننا نواجه من فاز على البطل والمنافس المرشح للقب».

وقال كروس: «المنتخب الإماراتي لن يكون منافساً سهلاً، سنظهر له احترامنا الذي يستحقه، وهو لديه لاعبون موهوبون، وخاصة اللاعب الذي يرتدي القميص رقم 10 (عمر عبد الرحمن)».

وأصبح كروس، لاعب باير ليفركوزن الألماني، عنصراً أساسياً في خط هجوم المنتخب الأسترالي، تحت قيادة المدرب الوطني آنجي بوستيكوغلو، حيث يلعب إلى جوار زميله ماتيو ليكي المحترف أيضاً في ألمانيا، وبالتحديد مع فريق «إنغولشتاد» بدوري الدرجة الثانية.

من جانبه، قال ليكي نجم منتخب الكنغارو: «لدينا في المنتخب الأسترالي حالياً العديد من اللاعبين يشكلون خطورة كبيرة على المنافس، ويمكنهم تغيير نتائج المباريات، من الجيد أن يكون لدينا هذا العدد من اللاعبين الذين يتمتعون بهذه الصفات».

وأضاف: «سنحت لي فرص قليلة في المباريات الماضية، وعاندني الحظ نوعاً ما، كما تصدى الحراس لتسديداتي بشكل جيد، سأواصل بذات الجدية غداً، وبالنسبة لي، أهتم بشكل أكبر بتقديم أداء جيد والمساهمة في فوز الفريق».

نيوكاسل في سطور

تقع مدينة نيوكاسل في شرقي أستراليا، وتعتبر ثاني أكبر مدينة ومنطقة حضرية في ولاية نيوساوث ويلز، بعد مدينة سيدني، وتعتبر خامس أكبر مدينة في أستراليا، ويبلغ عدد سكانها 308 آلاف نسمة، وتبلغ مساحة المدينة 261 كلم مربع، تبعد المدينة 162 كلم شمال شرق مدينة سيدني، وتعتبر ميناء تجارياً مهماً في أستراليا، ويتم تصدير أكبر كمية من الفحم من هذا الميناء للعالم.

حكم أسترالي: المباراة بين أقدام «عموري» وكاهيل

 توقع الحكم الأسترالي جالن بومان، مواجهة مثيرة يصعب التنبؤ بنتيجتها، غداً بين منتخبنا ومنتخب بلاده «الكنغارو»، ولكنه توقع أن يكون الحسم بين أقدام رقم 10 في منتخبنا «يقصد عمر عبد الرحمن»، وتيم كاهيل هداف البطولة برصيد 5 أهداف حتى الآن.

وأضاف جالن، الذي يشارك كمتطوع ضمن فريق اللجنة المنظمة المحلية في مدينة نيوكاسل، أنه لم يشاهد منتخب الإمارات في البداية، ولكنه انتبه له بعد فوزه الكبير في أول مباراة على قطر «4-1»، فظل يشاهد بعد ذلك جميع مبارياته، وفي كل مرة يكون رقم 10 هو مفتاح الفوز للإمارات.

وتوقع جالن تركيز مدربي أستراليا والإمارات على مراقبة عمر عبد الرحمن في الإمارات، وتيم كاهيل في أستراليا، ولكنه أشار لصعوبة الحد من خطورة لاعب مثل عمر عبد الرحمن، لأنه لاعب وسط يصنع الهجمات، عكس كاهيل الذي يفرض مركزه أن يكون سهل المراقبة بالنسبة للمدافعين.

وقال جالن إن المهمة صعبة للغاية للمدرب الأسترالي بوستيكو جلو ولاعبي الوسط المكلفين بمراقبة عمر عبد الرحمن.

وأوضح جالن أنه مارس التحكيم في أستراليا حتى الدرجة الأولى، ولم يصل للشارة الدولية، ويحرص على ممارسة هوايته حتى الآن في تحكيم كرة القدم، حتى بعد بلوغه السن القانونية للتحكيم، حيث يشارك في إدارة مباريات دوري الهواة.

مشكلة

على جانب آخر، بعكس ما اعتقد الكثيرون، أن مشكلة الحجوزات في الفنادق بمدينة نيوكاسل الأسترالية سببها المباراة المرتقبة غداً بين منتخبنا ونظيره الأسترالي، فالسبب يعود لاحتفالات «اليوم الوطني» لأستراليا، وهي احتفالات سنوية عمرها أكثر من 200 سنة، وفي هذا اليوم، تكون حركة الفنادق في جميع مدن أستراليا.

خاصة المتاخمة على الشواطئ، في أعلى درجات الازدحام، حيث يتبادل الأستراليون التنقل من مدينة إلى أخرى، ونيوكاسل تعتبر من المدن الصغيرة جداً، تتأثر بشكل واضح بحركة التنقل في هذه المناسبة.

وأسهم ذلك في أن تتضاعف أسعار الفنادق في المدينة لتصل 500 دولار لليلة واحدة خلال هذا الأسبوع، خاصة أن مناسبة اليوم الوطني تتزامن اليوم الاثنين، وسبقتها إجازة يومين، عبارة عن العطلة الأسبوعية.

 

واجهة

«الأبيض وأسود الرافدين» من 22 إلى 100 %

مفارقة رقمية مميزة، كان بطلها «الأبيض الإماراتي وأسود الرافدين»، بتأهلهما معاً للدور نصف النهائي للبطولة، حيث حققا بهذا التأهل النسبة الكاملة 100 % للمنتخبات العربية في الدور ربع النهائي، في وقت لم تتعد نسبة النجاح أكثر من 22 % للمنتخبات العربية في دوري المجموعات.

وجاءت هذه النسبة المحدودة، بفضل تأهل المنتخبين الإماراتي والعراقي معاً للدور الثاني، فكانا الوحيدين من بين 9 منتخبات يصلان للدور الثاني، وبعد ذلك رفعا نسبة التميز العربي عموماً، والخليجي على وجه التحديد، لعلامة كاملة، بعد إقصائهما كلاً من اليابان حامل اللقب وإيران.

 ومن مفارقات تميز تأهل الإمارات والعراق، أنهما عبرا متصدري المجموعات، فالياباني تصدر مجموعته الرابعة في الدور الأول بالعلامة الكاملة، دون أن تهتز شباكه حتى، ليكون على مبخوت صاحب أول هدف في مرمى البطل السابق، والإيراني كذلك لم تهتز مرماه خلال الدور الأول، وتصدر بالعلامة الكاملة، قبل أن يسقط أمام العراق وتهتز شباكه 3 مرات للمرة الأولى.

Email