مهدي علي المدرب والصديق والمترجم

الأبيض.. وعد فأوفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت بعثة منتخبنا الوطني إلى مدينة نيوكاسل قادمة من مدينة سيدني الأسترالية، بعد رحلة بالحافلة استمرت ساعتين وربع الساعة، وبعد الوصول، خضع الجميع للراحة بعض الوقت، ثم خاض الأبيض أول مران له بالمدينة على ملعب فرعي استعداداً للقاء الكنغارو الأسترالي الثلاثاء المقبل، في دور الأربعة لنهائيات بطولة آسيا، بعد أن حقق الأبيض فوزاً غالياً على حامل اللقب المنتخب الياباني بركلات الجزاء الترجيحية، ليوفي بوعده ويصبح بين الأربعة الكبار.

وركز المهندس مهدي المدير الفني في تدريب الأمس على فك العضلات للاعبين الذين لم يشاركوا بشكل أساسي في مباراة اليابان، ومنح اللاعبين الأساسيين راحة بعد الجهد الكبير الذي بذلوه خلال المباراة، وكانت هناك تدريبات في الجيمانزيوم وحوض السباحة لفك العضلات والاستشفاء، فيما ركز مع اللاعبين الذين خاضوا المران على الشق البدني وبعض التدريبات التكتيكية على وظائف اللعب ومتطلبات الخطة الفنية التي سيخوضها الأبيض أمام صاحب الأرض.

تركيز

وطالب المهندس مهدي علي، اللاعبين بطي صفحة اليابان، وزيادة التركيز للقاء المقبل أمام أستراليا، المطالبة أمام جماهيرها باستمرار في البطولة، لذلك فإن التركيز سيكون عالياً من أجل محاولة تخطي هذه العقبة.

وتسود البعثة حالة من التفاؤل بإمكانية الفوز على الكنغارو، بعد الأداء القتالي الرجولي الذي قدمه أول من أمس أمام اليابان، فيما بدت معنويات اللاعبين عالية، وهناك تصميم كبير من اللاعبين على تقديم أقصى جهد خلال اللقاء المقبل، من أجل تحقيق حلم جديد، وهو الوصول إلى المباراة النهائية.

وتتواصل تدريبات الأبيض اليوم، حيث سيكون المران بكامل اللاعبين، من أجل زيادة التركيز للمهمة المقبلة، ويسعى الأبيض لتحقيق الفوز، على الرغم من قوة المباراة وصعوبتها، لكونها أمام الفريق صاحب الأرض والجماهيرية، والذي يتمتع بقوة بدنية وجسمانية عالية، حيث بدا ذلك من الروح المعنوية العالية التي ظهر عليها الفريق خلال المران.

وكان أعضاء مجلس الإدارة برئاسة يوسف السركال، حرصوا على وداع المنتخب قبل المغادرة إلى نيوكاسل، والشد على أيدي اللاعبين، بعد الأداء الطيب لهم أمام اليابان، وتهنئتهم على الروح القتالية التي ظهروا عليها خلال المباراة، وستقيم بعثة المنتخب في مدينة نيوكاسل لأداء المباراة المرتقبة أمام المنتخب الأسترالي يوم الثلاثاء المقبل.

صدفة

ولم يكن وصول الامارات إلى الدور نصف النهائي من كأس اسيا للمرة الاولى منذ 1996 وليد الصدفة بل جاء نتيجة الاستقرار الفني بقيادة المدرب المميز مهدي علي الذي فرض نفسه من ابرز «شخصيات» نهائيات النسخة السادسة عشرة في استراليا.

صحيح ان الجميع يتحدث عن نجومية عمر عبد الرحمن ولمساته الفنية الرائعة او عن الحس التهديفي القاتل لعلي مبخوت، لكن للمدرب الاماراتي البالغ من العمر حصته من الاضواء لانه فرض نفسه من الشخصيات المفضلة في قاعات المؤتمرات الصحافية الى جانب دوره الاساسي في تألق الابيض في البطولة القارية.

دور

المدرب الإماراتي، البالغ من العمر 49 عاما، لا يكتفي بلعب دور المدرب في أرضية الملعب بل هو صديق مقرب جداً من لاعبيه ان كان في ارضية الملعب او خارجها، كما انه المترجم الرسمي للمنتخب في المؤتمرات الصحافية وقد لفت الانظار بسرعة بديهته وإتقانه الترجمة من العربية الى الانجليزية وبالعكس دون ان يسقط ولو سهوا اي تفاصيل صغيرة.

ومن مباراة إلى أخرى أهمية التجانس في صفوف فريق كون معظم أعضائه من لاعبين تدرجوا على يده بالذات بعدما قاد منتخب الشباب للفوز بكأس آسيا للشباب عام 2008 في الدمام والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر ثم قاد الاولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الاولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية اسياد غوانغجو عام 2010 والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012.

علاقة

ويتحدث مدرب الإمارات الحالي والنجم السابق للنادي الاهلي، عن هذه المسألة قائلاً: «العلاقة بين اللاعبين قوية جداً، هذه المجموعة من اللاعبين متواجدة مع بعضها منذ فترة طويلة وهي كعائلة اكثر مما هي فريق، اللاعبون كالاشقاء»، على غرار صانع الالعاب عمر عبد الرحمن والهداف مبخوت اللذين تحدث عنهما المدرب قائلاً: «عمر وعلي صديقان مقربان داخل وخارج الملعب.

علاقتهما المميزة تساهم في التناغم داخل الملعب وهذا ما يمنحنا إفادة إضافية على أرضية الملعب».

ونجح مهدي علي في الوفاء بتعهده وقيادة المنتخب الى الدور نصف النهائي من البطولة القارية بتجاوزه اليابان حاملة اللقب في الدور ربع النهائي أول من أمس الجمعة بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.

Email