الأخضر يفوز باللقب الأول في «خليجي 12»

استعراض أعلام الدول بطريقة خاصة وجديدة -البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب وأكسبتني المعارف والاصدقاء فأصبحت جزءا مهماً في مسيرتي العملية والاعلامية فهي التي كونت لي شخصية على الصعيد الاعلامي ولهذا أصبح لها وضعها الخاص في قلبي ولها لي من المواقف والذكريات الحلوة والمرة التي علمتني الحب والتضحية والصبر

واليوم يتجدد الحديث عن عروس الدورات الرياضية كأس الخليج العربي التي تعود الى رياض الخير فالجميع يتمنى أن تنجح الشقيقة الكبرى في تنظيم الحدث الكبير فهي ليست غريبة عنها وسبق تنظيمها ثلاث مرات .

والآن تمر وتعود الى أرض الذكريات لنا (فوق هام السحب) تحديدا حيث كانت المشاركة الخارجية الاولى لمنتخبنا الكروي في دورات كأس الخليج العربي الثانية عام 72 حيث نتطلع للحفاظ على اللقب، ومن يسترجع هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه فهذه تجربة عمر لما تحمل هذه البطولة الغالية علينا من ذكريات جميلة والتي علمتنا فنون الإعداد والإدارة والتنظيم والاعلام الرياضي وبدأت الكرة في الخليج رحلتها في عالم المنافسة الشريفة تبحث لها عن هوية وعن مكانها اللائق فلم تكن هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها وما يميزها عن غيرها بأنها علاقة حب بين القادة والشعوب مما أدى لوجود صلة وترابط قوي مما يعزز من مكانتها شيبتني كأس الخليج.. والله من وراء القصد.

استضافت العاصمة أبوظبي دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم الثانية عشرة خلال الفترة من 3 - 16 نوفمبر 1994، وكشفت هذه البطولة عن بطل جديد، حيث كانت الإمارات «وش السعد» على المنتخب السعودي الذي فاز باللقب للمرة الأولى في تاريخه محققاً حلماً طال انتظاره 24 عاماً، وجاء تتويجه بعد مشاركة الأخضر الناجحة في نهائيات كأس العالم بأميركا، والكل يتذكر نجوم «خضر الفنايل» الذين أبدعوا في المونديال والهدف التاريخي الذي سجله النجم الكبير سعيد العويران في مرمى بلجيكا، والذي ذكرنا بهدف الأسطورة الارجنتيني مارادونا في مرمى انجلترا، وفي النسخة 12 لكأس الخليج وكأس الخليج تصالح النسور الخضر وحصل الأبيض الإماراتي على مركز الوصيف وكأس الفريق المثالي.

مكتوم يعلن الافتتاح

وكان المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وقتها، قد افتتح البطولة، بحضور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الرئيس الحالي للدولة حفظه الله، والدكتور جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وسلطان شاه رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالإضافة إلى جمهور كبير بلغ 60 ألف مشاهد ملأوا مدرجات استاد مدينة زايد الذي أقيمت عليه كل مباريات الدورة، وبدأ الحفل بتقديم عرض رمزي للوفود المشاركة في الدورة.

حيث تقدمت بأعلامها، بعد ذلك ألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة حينها، كلمة رحب فيها بالحضور وقال: نلتقي اليوم على أرض المودة والألفة بعد 12 سنة من اللقاء الأول ورغم تغير العالم من حولنا إلا أننا صرنا أكثر وضوحاً وأكثر تشوقاً للوئام والسلام وأكثر إيماناً بالتكاتف والتعاون.

أوبريت «حلم الصحراء»

وبعد الانتهاء من كلمات الترحيب، أعلن سمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم راعي الحفل، رسمياً افتتاح البطولة ثم بدأت فقرات الحفل الذي جاء رائعاً ومثيراً، وغاية في الإبهار، حيث انفتحت كرة عملاقة قطرها 8 أمتار في منتصف الملعب لتخرج منها البالونات الملونة وتنطلق الألعاب النارية مع أشعة الليزر لرسم صورة متلألئة تتفاعل معها الجماهير الكبيرة والتي زودت بمصابيح فسفورية أضيئت مع انطفاء أنوار الملعب الذي امتلأ بجماهير قدرت بحوالي 60 ألف متفرج ثم بدأ أوبريت «حُلم الصحراء» ورسمت صورة عما كان يفعله الأجداد في الصحراء وكيف تحدوا الظروف الصعبة التي عاشوها منذ القدم وصورت بتعبير حركي عصري مع ألحان توافقت مع الفنون الشعبية والهجن العربية التي امتطاها نساء ورجال. وقد تدخلت التقنيات الحديثة المتطورة باستخدام أشعة الليزر في ضبط وإيقاع وتنفيذ العمليات الضوئية والصوتية.

وغنى الجميع لوحة التلاحم الخليجي بأبنائه في الأوبريت الغنائي الذي حمل عنوان (سواك مهم وأنت الأهم) والذي خص فيه السلطنة ببيت شعري يقول .. ( عُمان البراءة في دمنا عصور من العزم تتلو الحكم) الأوبريت ضم فتيةً وفتياتٍ وجمالاً وخيولاً وطبولاً وكل ما يرمز إلى التراث والجذور والأصالة.

معلومة تاريخية

وهنا نتوقف عند معلومة تاريخية وهي من الأمور الخافية التي لم نعرفها من قبل والتي تبين مدى متابعة واهتمام المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بدور الرياضة وأهمية المنتخب الوطني فقد كلف في بداية تشكيل منتخب دبي عام 69 عندما لعب أمام فريق الإسماعيلي بطل إفريقيا آنذاك خلال زيارته دبي، بل إنه رشح عبدالرحمن الحساوي لتدريب الفريق غالبيته من فريق الوحدة والذي كان يسمى أيضاً دبي قبل أن يطلق عليه الوحدة. وهناك معلومة أخرى نذكرها عن المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد وهي ترشيحه للمدرب الراحل شحته لتولي قيادة تدريب المنتخب الوطني الأول في مشاركته الأولى بدورة كأس الخليج الثانية عام 1972 بالرياض، وكان المدرب المصري متعاقداً وقتها مع النادي الأهلي الذي يعد أول ناد في الإمارات يجلب مدرباً متفرغاً، ولم يكن هناك بديل عن ذلك.

وبالفعل قاد شحته المنتخب وحصلنا على الميدالية البرونزية في النسخة الخليجية الثانية ويومها حققنا الفوز الخارجي الأول على قطر بهدف سجله اللاعب سهيل سالم لاعب النادي الأهلي، وبعد ذلك أصبح شحته مدرباً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وقاده أيضاً في دورة الكويت الثالثة عام 74 وخسرنا البرونزية بركلات الترجيح أمام قطر.

لمعلوماتك

Ⅶ بلغت قيمة الجائزة المالية لأفضل لاعب في المباراة 3 آلاف دولار.

Ⅶنال اللاعب الإماراتي محمد علي كسلا جائزة أحسن لاعب في الدورة ونال زميله الحارس محسن مصبح جائزة أفضل حارس بالبطولة.

Ⅶبلغ مجموعة الإنذارات في الدورة 27 إنذاراً وحالة طرد لكل من يوسف الدوخي لاعب الكويت وحمزة صالح لاعب السعودية.

Ⅶتم تسجيل ضربتي جزاء أحرز منهما هدف واحد في مرمى قطر سجله محمد علي كسلا لاعب الإمارات وأهدر عبيد الشمري ضربة الجزاء للكويت في الدقيقة 43 من الشوط الأول مع قطر.

Ⅶمحمود صوفي لاعب قطر هو صاحب أسرع هدف في الدورة وسجله في مرمى محمد الدعيع حارس السعودية بعد دقيقتين فقط وفاز بلقب الهداف برصيد أربعة أهداف متساوياً مع لاعب السعودية فؤاد أنور.

Ⅶأعلن حمود سلطان حارس مرمى البحرين اعتزاله اللعب رسمياً مع منتخب بلاده ولكنه لم يعتزل.

Ⅶرغم تطور المستوى الواضح والنوعية الكبيرة التي ظهر بها منتخب عُمان إلا أنه لم يذق طعم الفوز واكتفى بتعادلين.

متفرقات خليجية

Ⅶاستعانت اللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج العربي الثانية عشرة بخبراء ومستشارين من فرنسا وأستراليا في حفل الافتتاح لتنفيذ فقرات العروض المبتكرة في الحفل، حيث تمت الاستعانة بالليزر لتصوير الرمال والماء الذي يسري في عروقها والأمواج والأنوار واستمر الحفل لمدة 36 دقيقة واختتم كما بدأ بإطلاق الأسهم النارية لكن بشكل مكثف قبل أن يتم إخلاء الملعب تمهيداً لمباراة الافتتاح بين منتخبنا وقطر حاملة اللقب، ووقتها فاز منتخبنا بهدف سجله عدنان الطلياني.

Ⅶ لغة تسجيل الأهداف في دورات كأس الخليج لا يعرفها إلا النجوم الكبار ومن يصل لتكملة مئة هدف يعتبر إنجازاً ولكن كيف يكون ذلك إذا كان صاحب الهدف رقم 500 في تاريخ دورات كأس الخليج، ففي خليجي 96 شاءت الأقدار أن يكون هذا الرقم (500) في تسجيل الأهداف احتفلت به بطولة كأس الخليج 96 التي احتضنتها مسقط بعد أن تسابق المهاجمون في خليجي 12 في أبوظبي من أجل الوصول للرقم المئوي الـ 500، لكنها انتهت دون أن يصل لهذا الرقم أحد من اللاعبين لتترك المهمة في خليجي 96 وليكون صاحب الحظ السعيد هو اللاعب الكويتي حسين علي الخضري وكان ذلك في مباراة الكويت والبحرين ليدخل بذلك القائمة الذهبية المئوية التي تصدرها جاسم يعقوب هداف الكويت وصاحب الهدف رقم 100 وهو أيضاً يملك لقب هداف الدورات الخليجية برصيد 9 أهداف أما الهدف رقم 200 فصاحبه الهداف العراقي هادي أحمد والهدف رقم 300 يملكه أيضاً الهداف العراقي ناظم أما الهدف رقم 400 فيبقى ملك ونصيب الهداف البحريني محمود فياض.

Ⅶوقف رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد فهد الأحمد 9 لاعبين من المنتخب الكويتي قبل المباراة الأخيرة في الدورة أمام السعودية وأرجع سبب الإيقاف إلى أنه قرار تربوي لأن اللاعبين خالفوا التعليمات بارتكابهم الأخطاء.

Ⅶأشرف على تدريب المنتخبات المشاركة كل من الإيراني مهاجراني (عمان) والبولندي بيتشك (الإمارات) والسعودي محمد الخراشي (السعودية) والبولندي لوبانو فيسكي (الكويت) والبرازيلي ايفرستو ( قطر) والتشيكي إيفان (البحرين).

Email