أول أردني مرشح لجائزة أفضل مدرب آسيوي

جمال محمود: كأس آسيا وراء تواضع نسخة الرياض فنياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر المدير الفني الأردني جمال محمود من أبرز المدربين الأردنيين في الوقت الراهن، وخطف الأضواء إليه ونال ثناء وإشادة الخبراء والمحللين والمتابعين لكرة القدم العربية، بعد أن قاد منتخب فلسطين للفوز بأول لقب رسمي في تاريخه، وهو كأس الاتحاد الآسيوي في شهر مايو الماضي، وعلى أثره تأهلت الكرة الفلسطينية إلى نهائيات كأس آسيا في أستراليا، مسجلاً إنجازاً فريداً من نوعه، جعله ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل مدرب آسيوي لهذا العام، ولأنه أحد المتابعين باهتمام كبير لدورة كأس الخليج العربي الثانية والعشرين المقامة حالياً في العاصمة السعودية الرياض، توقفنا معه، لنتعرف منه على انطباعاته على البطولة، ورأيه في مستويات المنتخبات المشاركة.

مستوى متوسط

قال جمال محمود: بصراحة، لم تصل معظم مباريات الدور الأول حتى إلى المستوى المتوسط، وهذا من وجهة نظري يعود إلى عدة أسباب، أولها إنشغال المنتخبات السبعة المتأهلة إلى كأس اسيا، بالبطولة القارية القوية التي تنتظرهم، أضف إلى ذلك عدم الاستقرار الفني لمعظم المنتخبات المشاركة، إضافة إلى أن عمر الأجهزة الفنية لبعض المنتخبات لم يتجاوز العامين، عدا عن مرورها، أي المنتخبات، بمرحلة الإحلال والتبديل، مع عدم إغفال عامل تقارب المستوى الفني ما بين المنتخبات المشاركة، وهو ما أدى إلى طغيان الحذر على معظم المواجهات، وتكبيل أقدام اللاعبين ومنعهم من طرح كل ما في جعبتهم من إمكانات وقدرات خططية وبالتالي ندرت الأهداف.

التفكير في بطولة آسيا

وأضاف أن اهتزاز العروض يأتي نتيجة تزامن وقرب موعد بطولة كأس الخليج مع نهائيات كأس آسيا التي ستقام بعد أقل من شهرين، ، وبشكل عام، إقامة البطولة في هذا التوقيت أفاد فرقاً وأضر بالأخرى، ومنها منتخب الكويت حامل الرقم القياسي الذي كان أكثر المتضررين معنوياً، نتيجة خسارته بالخمسة أمام عمان، وكانت درساً مفيداً كي يعيد القائمون على الكرة الكويتية حساباتهم قبل التوجه إلى أستراليا.

استقرار إماراتي

وتابع: لفت نظري وشدني كثيراً أداء المنتخب الإماراتي حامل اللقب، رغم أنه تأثر أيضاً بالتفكير في النهائيات الآسيوية، فتأرجحت عروضه ونتائجه، لكنه حقق المطلوب وتأهل إلى نصف النهائي، وأكثر ما يميز الأبيض الإماراتي عن باقي المنتخبات المشاركة، هو عامل الاستقرار الذي يتمتع به، إذ يقودهم نفس مدرب وطني كفء واللاعبين يتمتعون بمستوى فني متميز، إلى جانب أعمارهم الصغيرة وروح وحماس الشباب التي يؤدون بها المباريات، ولم أكن أتمنى أن يتقابل مع المنتخب السعودي في المربع الذهبي، في لقاء أشبه بنهائي مبكر، خاصة أن حامل اللقب وجد نفسه يصطدم مع صاحب الأرض والجمهور، والذي بدوره وضع نصب عينيه الفوز بكأس الخليج واستعادة اللقب المفقود منذ فترة ليست بالقصيرة.

دخول الأردن والمغرب فكرة قيد البحث لتطوير الدورة

 

تردد كثيراً في أوساط الكرة الخليجية، أن هناك فكر لدى القائمين على تنظيم دورات الخليج، إضافة منتخبات أخرى إلى صلب المنافسات في المرحلة المقبلة، ومنها اسم المنتخبين المغربي والأردني الذي تردد اسمه كثيراً، لكن الموضوع ما زال قيد البحث، ويحتاج إلى قرار من القيادات العليا لاتخاذ ما يلزم بشأن إشراك منتخبات جديدة لتطوير البطولة والارتقاء بمستواها الفني، وعن هذا الطرح والفوائد التي ستعود على المنتخب الأردني، لو أتيحت له فرصة المشاركة في كأس الخليج مستقبلاً، قال المدرب الأردني جمال محمود: الجميع يعلم أن كرة القدم الخليجية تتمتع بمستويات فنية قوية، إذ سبق لثلاثة منتخبات المشاركة في المونديال، وهي الإمارات والكويت والعراق، ومن هنا.

فإن وجود المنتخب الأردني في هذا الاستحقاق سيعود بالنفع الكبير على حضوره الإقليمي والقاري، إلى جانب إكساب اللاعبين الأردنيين خبرات كبيرة لا حصر لها، عدا عن فتح الباب أمام المزيد من اللاعبين الأردنيين لخوض تجارب احترافية قوية في الدوريات الخليجية، وأرى أن المنتخب الأردني قادر على أن يكون له حضور تنافسي قوي في هذا الاستحقاق، إذا ما تمت الموافقة على مشاركته مستقبلاً، ويعلم الجميع الخطوات التي قطعها «النشامى» في الآونة الأخيرة، سواء على صعيد المشاركة في نهائيات كأس آسيا أو تصفيات المونديال.

العراق والمواجهة الآسيوية

وعن رأيه في مستوى المنتخب العراقي الذي سيقابل «النشامى» في أولى مواجهات كأس آسيا، وخروجه من الدور الأول لخليجي 22، بعد تذيله ترتيب المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة من تعادل وحيد مع عمان 1/1، والخسارة مرتين من الإمارات 0/2 ومن الكويت بهدف، وكيف يرى حال هذا المنتخب، والذي سيلاقيه الأردن في كأس آسيا؟، قال جمال محمود: كنت أتوقع أن يقدم العراق أداء أفضل من الذي قدمه في الدور الأول، لكن يجب الأخذ في عين الاعتبار أن كرة القدم العراقية لا تمر بأفضل حالاتها، إلى جانب بعض الغيابات التي أثرت في أداء المنتخب في هذه المباريات، ومنها افتقاده لهدافه المخضرم يونس محمود، ونحن إذا ما وضعنا النتائج التي انجلت عنها مواجهاته جانباً، نجد أن حضوره الفني لم يكن سيئاً، ولم يكن جيداً في آن واحد معاً.

وأما بخصوص مباراة النشامى والعراق في نهائيات كأس آسيا، يصعب التكهن بالنتيجة التي ستنجلي عنها، فكلاهما يتمتعان بمستوى فني متقارب، وأعتقد أن هذه المباراة ستكون مثيرة والتوقع فيها مرفوض، وعلينا ألا ننخدع بالصورة التي ظهر عليها «أسود الرافدين»، فقد تحمل الأيام المقبلة الجديد، وبالتالي، علينا أن نستعد جيداً، ويكون هدفنا الوجود القوي والنتائج الإيجابية التي تقودنا إلى مراحل متقدمة في البطولة الآسيوية.

مشوار

تاريخ مشرف لاعباً ومدرباً

يعتبر جمال محمود أحد نجوم كرة القدم الأردنية اللامعين، إذ برز لاعباً في صفوف نادي الوحدات والمنتخب الأردني مطلع عقد التسعينيات، كما سبق له قيادة الوحدات إلى منصات التتويج في العديد من السنوات، إلى جانب قيادته نادي هلال القدس الفلسطيني للفوز بكافة الألقاب المحلية الفلسطينية. وقاد المنتخب الفلسطيني إلى الفوز بكأس التحدي الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس آسيا، الأمر الذي تم ترشيحه على إثره للمنافسة على جائزة أفضل مدرب في القارة الآسيوية.

تأكيد

بطولة إقليمية مهمة

قال المدرب جمال محمود: أن بطولة الخليج تشغل حيزاً كبيراً لدى أغلبية الأردنيين، وكذلك على الصعد العربية والإقليمية والقارية، نظراً لاهتمام المسؤولين عن لعبة الكرة في هذه المنطقة بها، علماً بأن الكثير من المراقبين والمحللين يصفون كأس الخليج بأنها أشبه بكأس آسيا مصغرة، وهو الوصف الذي أرى فيه بعض المبالغة، ذلك لأن المنافسة على لقب نهائيات كأس آسيا يكون أكثر قوة وشراسة، ويشهد مشاركة منتخبات شرق آسيا التي تتمتع بمستويات فنية كبيرة.

Email