آمال كبيرة بعودة الجماهير أمام الإمارات

تسونامي «نيشيمورا» يضرب المدرجات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقت خسارة الهلال السعودي للقب دوري أبطال آسيا الشهر الماضي أمام سيدني الأسترالي، بظلالها على مدرجات «خليجي 22» بسبب الإحباط الذي أصاب الجماهير الهلالية، التي تعتبر من أهم القواعد الجماهيرية في المملكة العربية السعودية، وباستثناء الحضور الجماهيري المكثف للجالية اليمنية في مباريات منتخبه في الدور الأول، والذي وصل في المباراة الأخيرة أمام الأخضر السعودي إلى أكثر من .......... (35 متفرجاً) ........... ، لم تشهد مدرجات «خليجي 22» حضوراً جماهيرياً لافتاً، ما يطرح تساؤلات عديدة حول العزوف الجماهيري، والحال أن الجمهور السعودي معروف بشغفه بكرة القدم.

وأبدى مدافع المنتخب السعودي أسامة هوساوي، حزنه على خلو مدرجات ملعب استاد الملك فهد من الجماهير السعودية، التي لم تأت لمساندتهم في «خليجي 22».

ووصف هوساوي الجماهير الرياضية السعودية، كونها جماهير أندية فقط، وقال: عندما شاهدنا كثافة حضور الجمهور اليمني في مباراتنا الأخيرة، شعرنا بالإحراج، وكنا نتمنى أن نرى جماهيرنا بذات الكثافة، وأعتقد بأن التعصب الرياضي هو سبب خلو المدرجات، وأتمنى أن نبتعد عنه، وأن ينصب تفكيرنا على الأخضر، فهو منتخبنا والأهم من كافة الأندية.

«البيان الرياضي» حاولت البحث في موضوع العزوف الجماهيري في خليجي 22، ومدى علاقته بأداء المنتخب السعودي أو فشل الهلال في التتويج باللقب الآسيوي، أو هناك أسباب أخرى.

خسارة الهلال

وكشفت محاولتنا عن 4 أسباب رئيسة أدت إلى العزوف الجماهيري عن مدرجات «خليجي 22»، من أبرزها خسارة الهلال السعودي للقب دوري أبطال آسيا على أرضه أمام سيدني الأسترالي، بسبب ما أطلق عليه البعض من جماهير الهلال «تسونامي نيشيمورا»، نسبة إلى الحكم الياباني نيشيمورا، الذي ارتكب أخطاء فادحة في المباراة، ما أدى الاتحاد القاري إلى إيقافه 6 أشهر، لكن هذه العقوبة لم تطفئ نار الغضب لدى الجماهير الهلالية، التي جاء رد فعلها سلبياً ضد البطولة الخليجية، ورفضت التحول لاستاد الملك فهد، الذي شهد واقعة النهائي.

وإذا ما كانت جماهير الهلال تخشى استعادة ذكرى «تسونامي نيشيمورا» على استاد الملك فهد، ورفضت التحول حتى لمساندة منتخب السعودية، فإن جماهير النصر ترفض مساندة «الأخضر»، بسبب عدم دعوة الإسباني خوان لوبيز لنجوم فريقها، مثل عبد حسني عبد الغني وإبراهيم غالب، ويرى آخرون أن الدعاية غائبة تماماً، وقال البعض إنهم لم يسمعوا حتى بخبر افتتاح البطولة، ولم يشاهدوا لوحات أو لافتات إشهارية للبطولة في الشوارع والساحات العامة، فيما أرجع عدد من الجماهير سبب عزوفهم عن البطولة، وعن المنتخب السعودي بشكل خاص، إلى عدم رضاهم عن التشكيلة ومستوى المنتخب، الذي تراجع كثيراً، مقارنة بالبطولات السابقة.

إحباط

وصرح علي الظريف، وهو من جماهير الهلال السعودي، أنه يشعر بالإحباط بعد خسارة فريقه في نهائي دوري أبطال آسيا أمام سيدني الأسترالي، وأنه فقد الاستمتاع بكرة القدم، وقال: صراحة أشعر بالقهر من جراء ما حصل لنا في مباراة سيدني الأسترالي، وقررت أن أقاطع المباريات، لا شيء يعوضني خسارة فريقي للقب، حتى بطولة الخليج، وعندما أتذكر ما فعله بنا نيشيمورا في الرياض، لا أريد أن أعود إلى استاد الملك فهد مرة أخرى.

وأوضح الهلالي نايف أحمد، أنه قرر عدم الذهاب للملعب لسببين، الأول شعوره بالإحباط لخسارة لقب دوري أبطال آسيا في الرياض، والثاني لتواضع مستوى المنتخب السعودي، وقال: في الحقيقة كانت خسارة بطعم الحنظل لنا جميعاً، عندما أتذكر نهائي دوري الأبطال، وذهابنا للملعب قبل 6 ساعات، وعودتنا بخيبة كبيرة، أرفض أن أعود مرة أخرى إليه، وأحاول مشاهدة المباريات عبر شاشة التلفزيون، وأعتقد أن هذا الشعور موجود لكل محب للهلال، لأن حجم الصدمة كان لا يطاق.

ذكرى حزينة

أما الهلالي أمين عبد الكريم، فقد أرجع سبب الغياب الجماهيري عن الملاعب إلى 3 أسباب، وهي خسارة الهلال في دوري أبطال آسيا على نفس الملعب الذي تقام عليه البطولة حالياً، ورغبة جماهير الهلال في عدم استعادة تلك الذكرى الحزينة، التي ما زالت تلقي بظلالها على الفريق، أما العامل الثاني بالنسبة له، فيتمثل في غياب الدعاية للبطولة، حيث ليس لديه علم عن مواعيد المباريات، وحتى حول الافتتاح والختام.

كما أرجع المشجع الهلالي غيابه عن مباريات المنتخب السعودي وعن البطولة بشكل عام إلى الأسباب نفسها، التي ذكرها نبيل عبد الناصر، وهي خسارة الهلال في دوري أبطال آسيا، وتراجع مستوى المنتخب السعودي مقارنة بالسنوات الماضية، ورفض الاتحاد إقالة الإسباني خوان لوبيز، إلى جانب نقص الدعاية، وقال: لم أر ما يشجعني على حضور البطولة، الهلال خسر البطولة الآسيوية، والمنتخب لا يطمئن.

توقعات

ويتوقع الملاحظون أن يتصالح الجمهور السعودي مع منتخب بلاده اليوم، عندما يواجه رجال المدرب لوبيز منتخب الإمارات في الدور نصف النهائي. فالتأهل إلى قبل النهائي فتح أبواب الأمل في الرياض، وحمس المشجعين للعودة إلى المدرجات والاستمتاع بإثارة البطولة. وسيكون المنتخب السعودي بحاجة أكيدة إلى مساندة الجماهير حتى يقارع الأبيض الإماراتي بقوة.

صدمة

قال المشجع بندر عبد الله إنه تعرض لصدمة قوية بسبب خسارة الهلال للقب دوري أبطال آسيا على أرضه، لذا قرر عدم الذهاب إلى الملعب مرة أخرى، على الأقل في الوقت الراهن. وأوضح بندر عبد الله، أن أغلب جماهير الهلال اتخذت الموقف نفسه، وهو ما يمثل خسارة كبيرة بالنسبة للمنتخب السعودي وللبطولة الخليجية لكرة القدم بشكل عام.

سعوديون: التعصب والإعلام أصابا البطولة في مقتل

 

يرى عدد كبير من الجماهير السعودية، أن التعصب والإعلام أصابا بطولة الخليج في مقتل، وصرح محمد الهاجري، أن التعصب الجماهيري لعب دوراً مهماً في تغييب الجماهير عن مدرجات «خليجي 22»، وقال: لدي أصدقاء يرفضون الذهاب لشد أزر المنتخب في البطولة الخليجية، بسبب استدعاء الإسباني خوان لوبيز لاعباً واحداً من النصر، وهو عمر هوساوي، فيما رفض ضم بقية النجوم الفريق إلى تشكيلته، وهذا الأمر جعل بعض الجماهير تتخذ موقفاً ضده وترفض مساندة المنتخب.

وأضاف: نعاني في الرياض من ظاهرة التعصب الجماهيري، والإعلام لا يقوم بدوره التوعوي، بل يعمل على إثارة غضب الناس، عندما يتحدث عن دعوة لاعب من هذا النادي، واستغنى عن لاعب لأنه من النادي الآخر.

وتابع: أعتقد أنه لو أقيمت البطولة في جدة، لكانت كل الملاعب مكتظة بالجماهير، لكن عندنا هناك أسباب كثيرة حالت دون حضور الجماهير، وخاصة أنهم ليسوا على قلب واحد.

وأوضح الهاجري أن الإعلام بدوره لعب دوراً سلبياً جداً، حيث يعتمد الإثارة في تناول الإعلان عن تشكيلة المنتخب، ويقوم البعض بتسمية اللاعب بناديه، وليس كونه حاملاً لقميص المنتخب.

نتائج سيئة

فيما يرى عبد العزيز أن غياب الجماهير عن البطولة، كان بسبب النتائج السيئة التي حققها المنتخب السعودي قبل انطلاق البطولة، وعدم ثقة الجماهير في المنتخب على تحقيق لقب البطولة الخليجية، بالإضافة إلى التشكيلة غير المستقرة.

ويرى مبشّر سعيد وشقيقه أحمد، أن مستوى المنتخب السعودي غير مطمئن، ولا يشجعهما على الذهاب إلى الملعب، وقال الشقيقان: بما أننا نرى أن حظوظنا ضعيفة في البطولة، لا نريد أن نذهب لتشجيع المنتخب أو حضور أي مباراة أخرى.

وأرجع عمر الجاسر غيابه عن مدرجات «خليجي 22»، إلى عدم معرفته أصلاً بتواريخ ومواعيد المباريات، مشيراً إلى أن هناك نقصاً كبيراً في الدعاية، وأن أغلب السكان لا يعلمون أن هناك بطولة خليجية في الرياض، كما حمل الجاسر مسؤولية الغياب الجماهيري عن البطولة إلى الإعلام، الذي أفقد كرة القدم متعتها بسبب التعصب، وأثار عديد المشكلات بين الأندية.

جدل

أثار غياب الجماهير عن بطولة كأس الخليج جدلاً واسعاً في العاصمة السعودية الرياض، المعروفة بتعدد أنشطتها وأنديتها الرياضية، وتعاني أغلب المباريات من غياب واضح للجماهير، حتى إن البعض اعتبر خروج اليمن من الدور الأول ضربة قاسية لـ «خليجي 22» من الناحية الجماهيرية.

Email