الفوز على العراق الكلمة السحرية نحو اللقب

الأبيض يستعيد شخصيته ومغامرة مهدي صنعت الفارق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استعاد منتخبنا الوطني شخصيته التي اشتهر بها طوال السنوات الماضية، وهيبته فريق كبير وعريق وحامل للقب، خلال مباراته أمام العراق في ختام مباريات المرحلة الأولى من بطولة خليجي 22 وتفوق على اسود الرافدين، بالأداء والنتيجة التي انتهت بهدفين بتوقيع الموهوب علي مبخوت.

ليكون التأهل للمربع الذهبي مكافأة للاعبين على اجتهادهم وتمــيزيهم وتحديهم مع انفسهم للارتقــاء بالمستوى والظهور بمستوى مشرف يعكس مــكانة الفريق في هذا التجمع الخليجي، ويعد الفوز على العراق الكلمة السحــرية نحو اللقب.

تجاوز مرحلة

الفوز على المنتخب العراقي لم يكن مجرد فوز ب 3 نقاط، وإنما يعني تجاوز مرحلة صعبة مر بها الفريق منذ بداية البطولة، حيث عانى الفريق من ضيق الوقت في تجهيز اللاعبين العائدين من الإصابة، مثل عموري وإسماعيل الحمادي وماجد حسن وإسماعيل مطر، وتجهيز بعض اللاعبين الذين لم يدخلوا الفورمة الفنية بسبب عدم مشاركتهم مع فرقهم في دوري الخليج العربي.

ورغم أن الجهاز الفني بذل جهدا كبيرا في معسكر الدمام الذي سبق البطولة، ولكن ضيق الوقت لم يمكنه من تحقيق كامل الأهداف، فكانت مباريات بطولة خليجي 22 الرسمية هي خير إعداد وتجهيز للاعبين، لعب المباراة الأولى أمام عمان وقدم شوطاً طيباً وهبط أداء اللاعبين العائدين من الإصابة في الشوط الثاني وهذا وضع طبيعي بعد الجهد الكبير الذي بذله الفريق، ومع ذلك سنحت عدة فرص للتهديف ولكن التوفيق لم يحالف اللاعبين.

مستوى تصاعدي

وظهر الفريق بشكل افضل أمام الكويت وقدم أروع شوط في البطولة حتى الآن، وسجل هدفين عن طريق علي مبخوت، والذي يتطور مستواه وأداؤه من مباراة إلى أخرى، وظهر أن الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي احسن تجهيز الفريق لهذه المباراة، وتعامل مع مجرياتها بشكل جيد، ورغم التقدم بهدفين إلا أن الفريق دفع ثمن خطأين في 4 دقائق غاليا، واحسن الفريق الكويتي استغلال فرصة غياب التركيز وسجل هدفي التعادل.

مكاسب

ورغم نجاح الكويت في خطف التعادل إلا أن الأبيض خرج بعدة مكاسب من هذه المباراة متمثلة في استعادة النجم الموهوب عموري لمستواه العالي بعد أن قدم فاصلاً من العزف الكروي الرائع واثبت انه عائد لمستواه بكل قوة، .

كما كسب الفريق ميزة التهديف التي غابت أمام عمان وكان علي مبخوت وعموري كلمة السر خلال هذه المباراة ومعهما عامر عبدالرحمن الذي ظهر بمستوى طيب ولكن عين الحسود إصابته بتعرضه لإصابة خرج بسببها من الملعب.

تفاؤل في محله

وظهر أن المستوى الفني والبدني لمنتخبنا في تصاعد، قبل مباراة العراق، وزاد من التفاؤل أن المباراة الحاسمة مقامة على ملعب الملك فهد الدولي، المميز، ونجح لاعبونا في استغلال المساحات والتعامل مع الفريق العراقي.

كما أن أرضية الملعب ممتازة ساعدته علي العطاء بعكس أرضية ملعب الأمير فيصل، ولعب المهندس ميدي بتشكيلته الاعتيادية باستثناء مشاركة ماجد حسن بديلاً عن عامر عبدالرحمن المصاب، ولم تكن البداية بقوة المباريات الماضية.

ولكن سرعان ما استعاد الفريق سيطرته على المباراة ولعب بشكل افضل، بفضل التحرك المتميز للمايسترو «عموري» من الناحية اليمنى والسرعة في الأداء لإسماعيل الحمادي من الناحية اليسرى، وتحركات مبخوت وخليل الهجومية.

تكتل عراقي

ولجأ العراق إلى التكتل الدفاعي، خوفا من التعرض لخسارة ثقيلة، فلعب المدرب حكيم شاكر ب 7 لاعبين في الخط الدفاعي بانضمام لاعبي الوسط للمساعدة الهجومية، وتكليف سيف هاشم بمراقبة عموري كظله، طوال المباراة.

واعتقد أنها كانت اصعب مهمة في تاريخ هذا اللاعب الكروي لأن مهارة عموري المتميزة، جعلته يتألق في المباراة ويهدي المهاجمين العديد من الفرص السهلة مع مساعيه للاختراق ومحاولة التسديد، سواء من الاختراق او استغلال الكرات الثابتة، ولم يرضَ الجهاز الفني باستمرار التعادل السلبي الذي يعني خروج الفريق من الأدوار التمهيدية.

مغامرة تكتيكية

واجرى المهندس مغامرة تكتيكية فنية، بعد أن عرف بتقدم الفريق العماني على نظيره الكويتي بين الشوطين، فقام بإخراج خميس إسماعيل لسببين، الأول لكونه نال الإنذار الثاني ويسعى لمنح الفرصة لبديله في الدخول لأجواء البطولة، والثاني من اجل تغيير طريقة وأسلوب اللعب من خلال استغلال تراجع الفريق العراقي للدفاع، وعدم تشكيل خطورة هجومية عالية، ونجحت مساعيه لفك هذا التكتل من خلال طريقه هجومية ضاغطة وسريعة.

فاشرك الثنائي حبيب الفردان ومحمد عبدالرحمن «عجب» لكون طابع لعب الفردان يميل للشق الهجومي، ولقيام محمد عبدالرحمن بتخفيف الضغط والرقابة المفروضة على عموري وفتح مساحات بسرعته يستطيع الهجوم استغلالها، وجاءت المغامرة الفنية من المهندس مهدي علي مثمرة ونجح الثنائي في مهمتهما بدرجة امتياز، واستطاعا فك الحصار وخلخلة الدفاع مما مكن الموهوب علي مبخوت من استغلال فرصتين وسجل منهما هدفي الفوز.

أين خليل

وتساءل الكثيرون عن سر هبوط مستوى احمد خليل، وعدم قيام المدرب باستبداله طوال المباريات الماضية، والملاحظ أن مستوى اللاعب في تصاعد، ولأحمد خليل أدوار أخرى داخل الملعب من خلال التحرك الجيد وفتح مساحات سواء لعلي مبخوت أو القادمين من الخلف، وخلال مباراة العراق قدم مستوى طيباً في هذه الأدوار ووضع لمسته السحرية على الهدف الثاني، رغم الرقابة التي يتعرض لها.

تعرض علي خصيف لهجوم من الشارع الكروي في الدولة عقب التعادل أمام الكويت، بعد الهدف الثاني الذي سجله بدر المطوع، ولكن علي خصيف يظهر بمستوى طيب خلال البطولة، حيث تألق وزاد عن مرماه أمام عمان خاصة في الشوط الثاني، والأمر نفسه أمام الكويت باستثناء هفوة الهدفين الذي يتحمل الدفاع مسؤوليتهما أيضا خاصة الهدف الأول.

ولكنه عاد بقوة وظهر بمستوى طيب أمام العراق، وزاد عن مرماه ببسالة وانقذ مرماه من عدة كرات صعبة، بعد أن لجأ العراق إلى الكرات المرتدة السريعة عن طريق همام طارق وكرار جاسم في بعض الأحيان، لذلك يجب عدم القسوة على اللاعبين بالنقد خاصة وان منافسات البطولة لم تنتهِ والكرة لا تزال في الملعب حتى لا تضعف معنويات اللاعبين.

زيارة

خليفة سليمان يهنئ مهدي واللاعبين

زار خليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، بعثة منتخبنا الوطني في مقر إقامتها، عقب انتهاء المباراة مباشرة، لتهنئة الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي واللاعبين على تخطي المنتخب عقبة العراق والتأهل إلى المربع الذهبي لـ «خليجي 22».

وأثنى خليفة سليمان على أداء اللاعبين، وثمن جهد الجهازين الفني والإداري في إعداد وتهيئة اللاعبين وتمنى للفريق التوفيق في المباراة القوية والصعبة أمام السعودية وأن ينجح في الوصول إلى النهائي ويحافظ على لقبه.

سيناريو

محمد فوزي: الحظوظ متساوية ومنافسنا خطير

عبر محمد فوزي لاعب منتخبنا الوطني عن سعادته بتأهل الأبيض إلى المربع الذهبي لـ خليجي 22 ، وقال: الحظوظ متساوية لكل المنتخبات المتأهلة في المنافسة على اللقب ،وأن المنافس السعودي خطير وقوي وقال: كان سيناريو مباراة العراق مثيرا، والمهم في النهاية أننا خرجنا بفوز مستحق أشاد به الجميع واستعدنا ثقة جماهيرنا، ونتقدم لهم بالشكر على تنقلهم إلى الرياض لشد أزرنا وكانوا بالفعل من عوامل النجاح.

وأضاف: نتمنى أن نستمر في إسعادهم في المباراة المقبلة أمام المنتخب السعودي، التي ستكون البوابة الأولى في مشوار الدفاع عن اللقب الخليجي، لا يوجد سر في أداء المنتخب.

وأوضح محمد فوزي أن المنتخب لا يفكر في النهائي في الوقت الراهن بل في تخطي عقبة المنتخب السعودي، الذي يتطلع بدوره إلى المباراة النهائية، وقال: لا نفكر في اللقب الآن أمامنا مباراتين في السباق ولكل حادث حديث.

فرحة

حمدان الكمالي يساند اللاعبين

حرص حمدان الكمالي لاعب منتخبنا ونادي الوحدة على الحضور إلى الرياض قبل مباراة الأبيض أمام العراق، وتوجه إلى فندق اللاعبين، وتناول طعام الغداء معهم من أجل رفع روحهم المعنوية ومساندتهم، وتوجه معهم إلى ملعب المباراة، وعقب المباراة شارك الكمالي اللاعبين فرحة الفوز وعبر عن سعادته بتأهل الفريق إلى مباراة نصف النهائي، متمنياً لهم التوفيق في مباراة السعودية، يذكر أن الكمالي غاب عن المنتخب بسبب تعرضه للإصابة.

فشل

همام: غياب يونس أثر فينا نفسياً وهجومياً

أكد همام طارق مهاجم العراق فشل المنتخب في ايجاد بديل في مستوى المهاجم المصاب يونس محمود، وقال: غياب يونس أثر فينا كثيرا من الناحية الهجومية والنفسية وفشلنا في تعويضه، وكان أداؤنا جيدا في الشوط الأول أمام الإمارات لكننا لم ننجح في التسجيل.

وأضاف: نسعى لتعويض جماهيرنا بأداء مميز في بطولة كأس آسيا المقبلة في أستراليا، وأطلب من الاتحاد الاهتمام بالفريق للظهور بمستوى أفضل.

مبخوت: لقب الهداف لا يستهويني

عبر علي مبخوت عن سعادته بتسجيل هدفين قادا المنتخب إلى التأهل إلى نصف النهائي وقال: سجلت هدفين بفضل زملائي، لم يكن ذلك بجهد فردي، حيث قدمنا مستوى يشرف الكرة الإماراتية، ونتمنى أن نستمر إلى هذا الأداء لنهاية المشوار ونهدي جماهيرنا اللقب.

وأكد مبخوت أن لقب الهداف لا يستهويه ولكن إذا جاء «مرحباً به»، مشيراً إلى أن المهم بالنسبة له هو تحقيق اللقب ولا يهم من يسجل الأهداف في منتخبنا الوطني، وقال: أقوم بدوري كمهاجم واستغلال أكثر ما يمكن من الفرص، أكون سعيداً جداً عندما أسجل لأني نجحت في ترجمة جهود زملائي لكن البطولة لم تنته.

وأوضح مهاجم منتخبنا أن الفوز على العراق لم يكن سهلاً لأن الأخير كان متماسكاً، مؤكداً أن الأبيض يتطور من مباراة لمباراة بفضل جهود الجميع من لاعبين وجهاز فني وإداري.

وبخصوص المباراة المقبلة ضد السعودية قال مبخوت: المباراة لن تكون سهلة خاصة أنها على ملعبهم، وسنحسب لها ألف حساب ونتمنى أن ننجح فيما نسعى إليه ولا يقلقنا عامل الأرض لأننا تعودنا على ذلك.

ونفى مبخوت وجود ضغوط على الأبيض باعتباره حامل اللقب، وقال: اللقب أصبح من الماضي ونحن الآن نفكر في لقب جديد ولكن قبل ذلك يجب أن نجتاز المنتخب السعودي.

Email