"2-1"

11 مقترحاً لسد الفجوة بين الاحتراف والهواية في الكرة الخليجية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 تبحث الكرة الخليجية منذ سنوات عن فرض نفسها إقليمياً وعالمياً، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت لتطوير البنية التحتية واعتماد سياسة الاحتراف، ما زالت تعاني بعض النقائص التي حالت دون تحقيق تطلعات جماهيرها، نتيجة أسباب عدة، منها الفجوة بين الاحتراف والهواية التي لا يمكن سدها إلا عبر 11 مقترحاً جاءت في غالبها على لسان مختصين ومعنيين التقيناهم بهدف الوصول بالكرة الخليجية إلى المرحلة المنشودة.

«البيان الرياضي» بحث في بعض الأسباب التي شكلت عائقاً لعملية التطوير وقدم عدداً من المقترحات جاءت على لسان أبرز المدربين الأجانب الذين عملوا في دوريات خليجية مختلفة أمثال الإيطالي والتر زينغا والبوسني جمال حاجي والتونسي لطفي البنزرتي ومواطنه فتحي الجبال والأرجنتيني كالديرون، إلى جانب عدد من نجوم دوري الخليج العربي الإماراتي أمثال الأسترالي بريت هولمان والسنغالي ماخيت ديوب، والأوزبكي حيدروف واللاعب السابق لمنتخب إسبانيا وريال مدريد ميشيل سالغادو المقيم منذ فترة طويلة بدبي.

تقليل الفجوة

وأكد أغلب الفنيين أن هناك حلقة مفقودة في الكرة الخليجية بين مرحلة الاحتراف وزمن الهواية، وشددوا على ضرورة تقليل الفجوة بين المرحلتين من خلال تعويد اللاعبين على العقلية الاحترافية في سنوات متقدمة قبل الوصول إلى الفريق الأول.

تجنيس اللاعبين

وتضمنت قائمة المقترحات تطوير المسابقات المحلية، والاهتمام بقطاع الناشئين وتقليل عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، والحد من ظاهرة تجنيس اللاعبين الأجانب، والاستثمار في أكاديميات كرة القدم، وتقليل عدد الأندية، والاحتكاك بالفرق الكبرى، وتشجيع اللاعبين على الاحتراف الخارجي، وغيرها من المقترحات الساعية إلى تحقيق الارتقاء بالكرة الخليجية.

 زينغا: مطلوب المزيد من الوقت لبلوغ الاحتراف الحقيقي

 أكد الإيطالي والتر زينغا المدرب السابق لفريقي النصر والجزيرة أن كرة القدم الخليجية تحتاج إلى المزيد من الوقت لبلوغ الاحتراف الحقيقي، وقال: تطور اللعبة مرتبط بشكل عام بثقافة كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط والاهتمام أكثر من أي وقت مضى بقطاع الناشئين واستقطاب أفضل الكفاءات الفنية وليس أي مدرب قادر على تدريب فرق المراحل السنية.

وتحدث زينغا عن مسألة تبدو بسيطة، لكنه وضعها في مقدمة الحلول التي من الممكن أن ترتقي بمستوى الكرة الخليجية، وهي مسألة الحضور الجماهيري في الملاعب، مشيراً إلى أن اللاعب لا يمكن أن يقدم أفضل ما لديه والمدرجات خالية من المشجعين، موضحاً أن التطوير يحتاج إلى استقرار «الروزنامة»، والتقليل من فترات التوقف وإيجاد أجواء كرة القدم في الملاعب من خلال زيادة نسبة الحضور الجماهيري.

غياب الجماهير

وقال زينغا: هناك جهود كبيرة من الأندية على مستوى التعاقدات، لكن غياب الجماهير نقطة سلبية خاصة في دوريات محترفة مثل الإمارات وقطر، هناك تفاوت في المستوى الفني بين الدوريات الخليجية، أعلى نسبة حضور جماهيري موجودة في الدوري السعودي ما يفسر سبب أفضليته الفنية مقارنة بالدوريات الأخرى، وعندما دربت النصر السعودي كان عدد الحضور الجماهيري يصل إلى أكثر من 20 ألف شخص وأحياناً 40 ألفاً، هذا عامل مهم لتطوير كرة القدم والتأثير إيجابياً على أداء اللاعبين.

ليس كافياً

وأوضح زينغا: كرة القدم محظوظة في الخليج العربي لوجود الإمكانيات المادية الكبيرة والبنية التحتية الرياضية المتميزة في أغلب الدول الخليجية، لكن المال وحده ليس كافياً لتحقيق طفرة نوعية في المستوى الفني ومنافسة الكرة الأوروبية على سبيل المثال، المال عنصر مهم وضروري لتحقيق النجاح ليس في كرة القدم فقط، بل في جميع الرياضات وفي كل القطاعات الأخرى شرط أن يصرف بطريقة صحيحة، المال وحده لا يصنع فرقاً كبيرة، لكنه يضعك في موقف أفضل.

الخطوة الأولى

وأضاف زينغا: عندما تسعى لتحقيق شيء مهم في كرة القدم يجب أن تخطو من الأساس الخطوة الأولى التي هي هنا قطاع الناشئين لأنهم مستقبل اللعبة في أي دولة في العالم ليس في الخليج العربي فقط، ولبناء الخطوة الأولى بشكل سليم، يجب استقطاب المواهب والتعاقد مع مدربين على مستوى عال، ليس أي مدرب قادر على صقل موهبة اللاعب الناشئ وتدريبه على النحو الأمثل.

تعويد اللاعب

وأكد زينغا أن تعويد اللاعب على السلوك الاحترافي يبدأ من السنوات المتقدمة في مسيرته الكروية، مشيراً إلى أن تعويد اللاعب على بعض السلوكيات الخاطئة مثل عدم التقيد بساعات الراحة والنظام الغذائي يمكن تصحيحها في الفريق الأول، لكن هناك بعض النقاط الفنية يصعب تداركها، وقال: من خلال تجربتي في الدوري الإماراتي مع النصر والجزيرة لاحظت أن 99% من اللاعبين ملتزمون بالمواعيد، وبكل ما أطلبه منهم، وهذا شيء جيد ويؤكد أن عقلية اللاعب الخليجي بإمكانها أن تتطور وتتقبل التغيير.

تغيير السلوك

وأضاف زينغا: يمكن أن تنجح في تغيير سلوك لاعب عمره 25 عاماً وتجعله يتقيد ببعض القواعد والضوابط، لكن الأفضل أن يصل إلى الفريق الأول وهو مكتمل التكوين وملتزم بقواعد الاحتراف في جميع تفاصيل حياته، وهذه الخطوة تساعد المدرب على التركيز لتجهيزه للمباراة وليس لتعليمه أشياء كان من المفروض أن يتعلمها في سنوات متقدمة، مثلاً اللاعب الإيطالي يصل إلى الفريق الأول وهو على درجة عالية من الوعي بما يتعلق بحياته كلاعب محترف.

هولمان: لا بد من العمل لتحقيق النجاح

 أكد الأسترالي بريت هولمان لاعب فريق النصر الأول لكرة القدم أن الكرة الخليجية حققت العديد من النجاحات على المستوى القاري وبإمكانها أن تحصد المزيد من الإنجازات في المستقبل شرط تطوير الاحتراف والاهتمام بقطاع الناشئين، وتطوير المسابقات المحلية، مشيراً إلى أن كرة القدم هي نفسها سواء في الخليج العربي أو في أوروبا، لكن طريقة العمل تختلف.

وقال هولمان: رغم الاختلاف الكبير بين الكرة الخليجية والأوروبية مخطئ من يعتقد أن النجاح مضمون هنا، وشخصياً بذلت جهوداً كبيرة للتأقلم مع الأجواء وتحسين لياقتي البدنية، هنا مستوى كرة القدم واللاعبين جيد، لكنه غير كاف لتجاوز النقائص كافة، يجب الاهتمام بقطاع الناشئين ووضع خطط وبرامج طويلة المدى وتطوير المسابقات المحلية وتحسين مستواها وتأهيل الكوادر الإدارية بالأندية في جميع الدوريات الخليجية.

مستوى جيد

وأوضح هولمان: الصعوبة التي يجدها منتخب بلاده في الـتأهل إلى نهائيات كأس العالم أمام المنتخبات الخليجية تعكس المستوى الجيد للكرة الخليجية، لقد تعادلنا أخيراً مع منتخب الإمارات ودياً دون أهداف وخسرنا من قطر بهدف دون رد، وهذا يؤكد أن منتخب أستراليا ليس أفضل من هذه المنتخبات الخليجية لأن المستوى متقارب.

وأضاف هولمان: يعتقد البعض أنه من السهل لعب كرة القدم في الخليج، لكن هذا غير صحيح، أنا أيضاً كنت أعتقد الشيء نفسه، لكن عندما لعبت مع منتخب أستراليا وجئت إلى فريق النصر أدركت أني كنت مخطئاً، هنا مثل أوروبا يجب أن أعمل وأتدرب بالجرعة نفسها، التي كنت أتبعها في السابق لأنجح.

اللعب هنا

وعبر هولمان عن سعادته بتجربته في الدوري الإماراتي، وقال: أنا مستمتع باللعب هنا، في الحقيقة لم أكن أعتقد أن الكرة الخليجية بهذا المستوى، إنها متطورة حقاً، وهذا الأمر يسعدني أكثر ويجعلني أبذل جهوداً أكبر للاستمرار في النجاح الذي يتطلب عملاً متواصلاً لتحقيقه.

 كوريا: السمعة لا تعكس المستوى الحقيقي

 كشف البرازيلي كايو كوريا محترف فريق الوصل الأول لكرة القدم عن أن سمعة الكرة الخليجية لا تعكس مستواها الحقيقي على أرضية الملعب، وقال: هناك معلومات خاطئة عن الكرة الخليجية، كنا نسمع أن مستواها ضعيف والنجاح مضمون، لكن عندما جئت إلى الوصل وجدت عكس ما سمعت، الدوري هنا قوي ويحتاج إلى لياقة بدنية جيدة لتنجح، وقبل التوقيع للوصل بحثت عن الأخبار عن الدوري الإماراتي والكرة الخليجية بشكل عام واكتشفت أن المنطقة أصبحت المكان المفضل لنجوم كرة القدم حول العالم، يوجد لاعبين كبار في أغلب الدوريات الخليجية، وهذا من شأنه الإسهام في تحسين مستوى اللاعبين المحليين.

وتابع كوريا: الكرة الخليجية لها ظروف خاصة وتحاول فرض نفسها على الساحة العالمية، وهذا يتطلب تغيير عقلية اللاعبين واعتماد أساليب متطورة في طريقة العمل، وأعتقد أن الإمكانيات الموجودة ستساعدها على تحقيق طفرة كروية في المستقبل، أنا تفاجأت بمستوى الأندية الإماراتية مثل الأهلي والجزيرة والعين، إنها أندية تلعب كرة قدم على مستوى عال يعكس قوة المنافسة على اللقب.

صناعة فريق

وأكد كايو أن الكرة الإماراتية تزخر بالمواهب أمثال زميله في الوصل علي سالمين لاعب منتخب الشباب، وقال: المواهب موجودة في الكرة الخليجية بشكل عام لكنها تحتاج إلى الاهتمام والرعاية، وصحيح أن المال عنصر مهم في كرة القدم خصوصاً في زمن الاحتراف، حيث يمكنك شراء أفضل اللاعبين وأفضل المدربين، لكن ذلك يحتاج إدارة جيدة تستثمر هذه الإمكانيات لصناعة فريق كبير ينافس على الألقاب.

الجبال: يجب التشجيع على الاحتراف الخارجي

 

شدد التونسي فتحي الجبال مدرب فريق عجمان الأول لكرة القدم على أن الكرة الخليجية تطورت كثيراً على ما كانت عليه منذ سنوات، منوهاً إلى أن مستوى المنتخبات الخليجية يعكس مستوى الدوريات المحلية، لافتاً إلى أن هناك دوريات قوية خصوصاً في الإمارات السعودية وقطر، مطالباً بوجوب تشجيع اللاعبين المحليين على الاحتراف الخارجي لتطوير مستوياتهم بصورة أكبر.

وأكد الجبال أن الاحتراف حقق مكاسب عدة للكرة الخليجية على صعيد العقلية الاحترافية للاعبين وانضباطهم على الملعب وخارجه، وقال: من خلال تجربتي الطويلة مع الكرة السعودية أستطيع الجزم أن الاحتراف لعب دوراً رئيسياً في تطوير مستوى الدوري المحلي وأعاد توزيع الأوراق على مستوى المنافسة على اللقب.

الاحتراف الإداري

وأشار الجبال إلى أن الاحتراف في الكرة الخليجية ورغم ما حققه من مكاسب مازال يحتاج إلى تطوير العديد من الجوانب الفنية والإدارية، منوهاً إلى أن المال وحده لا يصنع فرقاً قوية ويجب التخطيط الجيد ووضع استراتيجية عمل واضحة بالأندية وتطبيق الاحتراف ليس فقط على أرضية الملعب بل داخل الإدارات، مشدداً على ضرورة تطوير العقلية الاحترافية للاعبين.

وأوضح الجبال: تشجيع اللاعب المحلي على الاحتراف الخارجي من شأنه أن يساعد المنتخبات الخليجية على المنافسة بسهولة على الألقاب القارية والتأهل إلى نهائيات كأس العالم، السبب الأول لغياب اللاعب الخليجي عن الاحتراف الخارجي، هو حصوله على مبالغ مالية كبيرة من الأندية المحلية لا يمكن أن يجدها في أوروبا أو في أي دولة أخرى في العالم، هذه معادلة صعبة، واللاعب المحترف من حقه البحث عن المال لأن كرة القدم هي مورد رزقه الوحيد ولن يحاول تغيير ناديه المحلي بآخر أوروبي أو غيره لمجرد لعب الكرة على حساب التخلي عن امتيازات مالية كبيرة، وإذا كانت الدول الخليجية تبحث عن منافسة دول تفوقت عليها كروياً، يجب أن تغير هذه المعادلة وتشجع لاعبيها على الاحتراف الخارجي لكسب الخبرة والاحتكاك بدوريات قوية في أوروبا على سبيل المثال.

حيدروف: لا لتجنيس الأجانب

 رفض الأوزبكي حيدروف محترف فريق الشباب الأول لكرة القدم تجنيس اللاعبين الأجانب، مشيداً بقدرات اللاعب الخليجي، بقوله: سبق أن خضت العديد من المباريات في دوري أبطال آسيا قبل الانضمام إلى الشباب ولعبت ضد العديد من الأندية الخليجية من الإمارات والسعودية وقطر، لقد تطور المستوى على ما كان عليه في الماضي، وأصبحت الأندية الخليجية تنافس على الأدوار المتقدمة في المسابقات القارية وأفضل دليل على ذلك وصول الأهلي السعودي إلى نهائي دوري أبطال آسيا، وذلك بفضل تحسن قدرات اللاعب الخليجي والجهود المبذولة لتطوير كرة القدم في المنطقة.

وشدد حيدروف على ضرورة منح الثقة للاعب المحلي كونه جديرا بها وعدم فتح المجال لتجنيس اللاعبين الأجانب، باعتبار أن هذه الظاهرة من الممكن أن تلحق الضرر بالكرة المحلية، مشيراً إلى أن منح لاعبين أجانب الجنسية الآسيوية ليس في صالح الكرة الخليجية.

تبادل الخبرة

وأوضح حيدروف أن كرة القدم الخليجية حققت طفرة نوعية في السنوات الأخيرة بفضل سياسات الاحتراف، وأن المستقبل سيكون أفضل خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن فتح المجال أمام اللاعبين الأجانب للعب في الخليج ساهم في تطوير مستوى اللاعبين المحلين بفضل الاحتكاك وتبادل الخبرة معهم.

توقع

هوية البطل

لفت التونسي فتحي الجبال مدرب فريق عجمان الأول لكرة القدم إلى أن التكهن بهوية بطل «خليجي22» بالسعودية، يبدو أمراً صعباً نظراً لقوة المنافسة بين المنتخبات المشاركة، متوقعاً أن تشهد الجولات المقبلة من البطولة تنافساً قوياً بين منتخب السعودية باعتباره صاحب الأرض والجمهور، والمنتخب الإماراتي صاحب اللقب، والمنتخب العراقي الذي يبحث عن إثبات ذاته، ومنتخب قطر الصاعد، والكويت الذي يتطلع إلى استعادة الزمن الجميل.

إشادة

المستوى أفضل

أشاد الأرجنتيني غابرييل كالديرون مدرب فريق الوصل الأول لكرة القدم بمستوى الكرة الخليجية حالياً مقارنة على ما كانت عليه قبل 10 سنوات عندما انتقل في 2004 من الدوري السويسري إلى قيادة المنتخب السعودي.

وقال كالديرون: مستوى الكرة الخليجية أفضل الآن نتيجة التطور بفضل سياسة الاحتراف في السعودية وقطر والإمارات، وعلى الدول أن تشجع أنديتها على المشاركات الخارجية وتحفز منتخباتها للتأهل إلى كأس العالم.

خبرة

الاحتكاك بالكبار

طالب الأرجنتيني غابرييل كالديرون مدرب فريق الوصل الأول لكرة القدم بضرورة توفير أقصى مستويات الاحتكاك بالفرق والمنتخبات الكبيرة أمام فرق ومنتخبات المنطقة لاكتساب لاعبيها خبرة كرة القدم المحترفة، داعياً إلى العمل الحثيث من جانب لاعبي الأندية والمنتخبات الخليجية من خلال التحلي بالسلوك الاحترافي 100% حتى يصبح الاحتراف أسلوب حياة لديهم والإيمان بقدراتهم، مشدداً على أن كل ذلك يتحقق من خلال منظومة عمل دقيقة.

نهج

اعتماد الاحتراف

أكد السينغالي ابراهيما توريه لاعب فريق النصر الأول لكرة القدم أن الكرة الخليجية تتحسن من موسم لآخر، وقال: أعتقد أن الكرة الخليجية في أفضل حالاتها بعد اعتماد الاحتراف في عدد من الدول، ومن المنتظر أن تشهد السنوات المقبلة المزيد من التطور، لكنها بحاجة لاحتلال مكانة أفضل على الساحة العالمية من خلال الاهتمام أكثر بفئة اللاعبين الشباب وتطوير البنية التحتية في مختلف المناطق.

Email