عدنان حمد: قضايا المحاكم تزيدني قوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسلوبه يتميز بالجرأة في الطرح، وحديثه لا يعرف الهدوء، واثق حينما يتكلم، ودقيق في عباراته، على خطى الحربان، تغنى في وصف المباريات، وببراعة تألق في الفضائيات. الإعلامي عدنان حمد الحمادي، مقدم برنامج «المنصة» على شاشة دبي الرياضية.

يؤكد في حوار لـ «البيان الرياضي»، أن قضايا المحاكم والمشكلات التي يتعرض لها، وآخرها خلال برنامجه المفضل «رادار»، لا تزيده سوى قوة، بل هي إضافة بالنسبة له على حد تعبيره، وأكد بـ «الفم المليان»: كل قضية «ألبسها» أعتبرها «كريدت» ومصدر قوة لي.

مشواره الإعلامي وقضايا الساحة الرياضية، والعديد من الملفات الأخرى، كانت على طاولة النقاش مع عدنان حمد، لعل أبرزها، إخفاق منتخبنا في التأهل إلى المونديال، وتعليقه على إنجاز آسيا بالحصول على المركز الثالث، بأنه مجرد «ضربة حظ»، فضلاً عن التشفير الذي لم ولن يغير رأيه بفشل التجربة، طالما استمر الحضور الجماهيري الخجول في المدرجات.

من أين بدأت ؟

انطلقت من الكويت في 1974، عندما شارك منتخبنا في دورة الخليج الثالثة، وكانت المشاركة هي الثانية دولياً للأبيض، هذه السنة بالذات، شهدت بداية الظهور الكبير للأستاذ المعلق خالد الحربان ، وأدخل لوناً جديداً من ألوان التعليق الرياضي، وتاثرت بالأسلوب والمصطلحات المحلية التي استخدمها.

ومتى كانت الانطلاقة الحقيقية في فضاء الإعلام؟

ترسخت فكرة التعليق في ذهني بعد العودة من الكويت في نهاية السبعينيات، وفي عام 1982 تحديداً، بعد إنهاء الدراسة الثانوية عند سن 17 عاماً، تقدمت إلى تلفزيون أبوظبي واجتزت الاختبار الأول ثم طلب مني التعليق في شوط تسجيلي لمباراة الشارقة والنصر في أكتوبر 1982.

وحضرت إلى ملعب المباراة مبكراً، ولم أنبس بكلمة في الشوط الثاني بعد استلام إشارة البدء، وتصببت عرقاً، رغم الأجواء الباردة، وللأسف لم يحالفني التوفيق في ضربة البداية، وشعرت بالإحباط، لكن لاحت فرصة أخرى في اليوم الثاني، حينما أسندت لي مهمة التعليق في الشوط الثاني في بث حي لمباراة الشباب سابقاً والعين ونجحت .

وبعد أسبوع، علقت على أقوى مباراة في عام 1982، التي شهدت ظهور عدنان الطلياني، وربما أكون أول من ذكر آنذاك عن الطلياني «اللاعب الذي ترك ملاعب الطائرة واتجه إلى ملاعب كرة القدم، ليصبح أحد نجومها»، وواصلت مسيرتي في التعليق لمدة سنة، حيث عُرض علي تقديم برامج رياضية في 1983.

وما ساعدني لخوض التجربة الجديدة، نشاطي في الإذاعة المدرسية سابقاً، وحبي للقراءة منذ الصغر. وقدمت برنامج «الرياضة والشباب»، وفي بداية 1984 شارك منتخبنا في كأس الخليج، التي أقيمت في عمان، وتم طرح فكرة التعليق، وتقديم البرامج في تلك المناسبة، ومن هنا كانت البداية الحقيقية.

لماذا تركت التعليق؟

خلال وجودي مع شبكة قنوات art، كنت أعلق على مباريات كبيرة، منها بطولات العالم والقارات ومختلف الدوريات العالمية، التعليق يحتاج إلى تركيز ومتابعة وحماس، وقبل كل شيء العملية بحاجة إلى حب ودورينا في بدايته عام 2010، كان بلا جمهور، وبعيداً عن المستويات الكبيرة، هذا المشهد لم يوجد بداخلي الحماس، فركزت على تقديم البرامج.

والتعليق كانت فترة، وأشعر بأنني أشبعت غروري، وفخور بالتجربة، لا سيما أنني العربي الوحيد الذي علق على 4 نهائيات كأس العالم «أميركا 1998» «فرنسا 2002» «كوريا واليابان 2006» و«جنوب أفريقيا 2010».

بعد التعليق على مباريات عالمية كبيرة، ربما استصعبت التعليق على دوري محلي مثل دورينا؟

أعشق المباريات الحاشدة بالجماهير، دورينا يتميز بالقوة، ويمتلك أسماء من الطراز الرفيع، لكن في المقابل، عدد من المباريات التي تحظى بحضور جماهيري والتعليق بلا جمهور، يعتبر عملية محبطة.

هل كنت محايداً؟

الحيادية مبدأ، وحيرت الإعلام السعودي خلال فترة التعليق على الدوري السعودي، الذي يتميز بأنه صعب بمتابعيه على صعيد الجماهير، بسبب التعصب الذي يصاحبه حماس كبير، وأعتبر هذه نقطة إيجابية للمعلقين، أتحدى الجميع أن يعرف ميولي إلى أي نادٍ، لأن حينما تعترف بالميول تفقد مصداقيتك.

متى تعود إلى التعليق؟

عودتي ممكنة في أي لحظة، ولكن كما ذكرت، التعليق بحاجة إلى الجمهور، وهذه أقل الشروط للمعلق، على المستوى الشخصي، حالياً أقدم محاضرات في مجال التعليق الرياضي في السعودية ومصر والسودان، وغيرها، وأخطط إلى إصدار كتاب في الأشهر المقبلة عن التعليق الرياضي.

وجودك في المنصة، هل يتناسب مع طبيعتك؟

«أشوف نفسي» في برنامج «رادار»، وذلك باعتبار رادار من بنات أفكاري، وأنا من وضع الاسم، وغيرت في طريقة البرنامج، كان جريئاً وشفافاً وقوياً، للأسف تعرضنا إلى الكثير من المشكلات والقضايا في المحاكم.

إلا أن ما حدث يعتبر «كريدت» بالنسبة لي، وأي قضية «ألبسها» في هذا المجال، تزيدني قوة، وأسجل من خلالها إنجازاً، وسأمضى على نفس النهج. أما «المنصة»، فهو البرنامج البديل لـ «رادار»، إلا أن المنصة يتميز بالهدوء، على خلاف «رادار».

وماذا عن جديدك ؟

أعمل حالياً على إطلاق برنامج حواري جاد، يسلط الضوء على قضية محلية أو خليجية أو عربية، قد ينطلق في بداية العام الجديد.

يساور المشاهد الشك حيناً حول وجود «تمثيل إعلامي» وإثارة مزيفة و«مفتعلة» في بعض البرامج الرياضية، ماذا بشأن برامجك ؟

لك حرية سؤال أي شخص كان في ضيافة برنامج رادار أو المنصة، لدي نهج محدد، لا أحب المجاملة أو الانحياز أو الوقوف مع نادٍ ضد آخر، من المستحيل أن أفبرك حواري أو الاتفاق مسبقاً مع الزملاء في البرنامج على مناقشة قضية ما برأيين، أحدهما مؤيد والآخر معارض.

وأردف: لا أشكك في كلامك، بعض البرامج تلجأ إلى التمثيل، المشاهد الآن أصبح أذكى من مقدمي البرامج، في ظل طفرة التقنيات في وسائل الإعلام، إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي، التي قربت المسافات، وجعلت الجميع في قرية إعلامية صغيرة. المشاهد ذكي و«لماح»، بات يستوعب الرسائل الإعلامية بشكل واضح.

كثيراً ما ناقش الإعلام الرياضي، وأنت شخصياً، قضية التشفير، هل حقق التشفير ولو جزءاً من أهدافه؟

التشفير عملية فاشلة، حتى هذه اللحظة لم يحقق الهدف المرجو منه، أكرر وكررت مراراً، أن الدوري الإماراتي لا يناسبه التشفير الذي يجب أن يعتمد على أسس وطريقة ومعادلة لا يمكن تطبيقها في كل زمان ومكان، التشفير بحاجة إلى تطبيق على دوري قوي، يتميز بأنه «منتج» مغرٍ، ومستهلكو الدوري ليسوا من بلد الدوري فحسب، وإنما يجب أن يكون محط اهتمام لأكثر من جمهور أو فئة من المشاهد في الوطن العربي.

وتطبيق عملية التشفير تحتاج قاعدة جماهيرية عريضة، كي تتحقق المعادلة، وبالتشفير على نحو 50 ألف مشاهد، أكون حرمت شريحة كبيرة، ولم أحقق دخلاً للأندية، أتحدى اتحاد الكرة أن يعطينا أرقاماً، ابتداءً من عملية التشفير، وعجز عن تقديم أرقام تقنع المشاهد، في حين اجتهدنا في برنامج رادار بإحصاء وإعداد تقرير لتوضيح الفكرة الخاطئة لدورينا.

واتساءل: كيف يمكن أن أشفر، وفي الوقت ذاته نسعى إلى ترسيخ اسم دوري الخليج العربي بين دول المنطقة؟!، أنا عندما أتحدث عن التشفير، أتحدث عن تجربة ودراسة، وتعتبر قنوات art، أول القنوات التلفزيونية التي أدخلت التشفير للوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ولم نعكف على خوض التجربة «اعتباطاً».

وإنما بعد دراسة، وأعلمنا المشاهدين بأن تشفير القنوات سيكون بعد عام، وليس قراراً مفاجئاً، حري بنا اتخاذ هذه الخطوة، حينما نصل إلى قناعة بأن المشاهد سيضطر للدفع والاشتراك من أجل المشاهدة.

ماهو الوقت المناسب للتشفير؟

عندما يصبح الدوري الإماراتي شبيهاً بالدوري السعودي، ويتميز بجمهور يوازي الجمهورالسعودي.

ماذا تقول عن إخفاق منتخبنا في التأهل إلى المونديال ؟

بصراحة، كنت واثقاً من عدم تأهل الأبيض، وغردت في فترة سابقة عن المنتخب على«تويتر»، بأن إحراز المركز الثالث في آسيا هو «ضربة حظ»، وللأسف، حدث ما توقعت، ولم نتأهل.

بماذا تطالب اتحاد الكرة ؟

أتمنى أن يكون أقوى في تطبيق الحوكمة، ومنع تجاوزات سقف رواتب اللاعبين.

150 ألفاً جمهور ملاعبنا

عن أمل ارتفاع عدد الحضور الجماهيري قريباً، قال عدنان حمد: لا نريد أن نحلم، القضية مرتبطة بالتعداد السكني، وقاعدة الجمهور في الإمارات على مختلف الأندية لا تتعدى 150 ألف شخص موزعين على مستوى أندية دوري المحترفين وأندية دوري الدرجة الأولى.

ولكن متفائل حالياً بالمرسوم الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالسماح لأبناء المواطنات ومواليد الدولة وحاملي الجوازات التي خلاصاتها قيد الإجراء، بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية المحلية، وآمل أن تلقى هذه الشريحة فرصتها، لأن اللاعب خلفه أسرة وعائلات، وقد نشعر بالتغيير في المدرجات من الموسم المقبل إذا استثمرت الفكرة بصورة جيدة.

مسيرة إعلامية عمرها 35 عاماً

تمتد مسيرة عدنان حمد الإعلامية لنحو 35 عاماً، وهو أب لسبعة أبناء، نال ماجستير الإدارة الرياضية ويحضر حالياً لماجستير القانون الرياضي، هو حكم ممارس لأكثر من موسمين، خاض تجربته الإعلامية الأولى في تلفزيون أبوظبي، وهو أول مواطن يحترف العمل الخارجي وأول من عمل في قنوات خليجية وعربية بنظام الإعارة.

يمتلك تجربة إعلامية مميزة في شبكة راديو وتلفزيون العرب وكان معلقاً فيها من 2003 ثم مديراً إقليمياً وتدرج حتى أصبح في 2008 الرئيس التنفيذي للقنوات العربية وعددها 16 قناة ليعود إلى الدولة في 2010 عبر قنوات دبي الرياضية.

رسالة إلى من يهمه الأمر

ذكر عدنان حمد أن تواجده في الميدان خلال نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، يحمل رسالة إلى كل من يهمه الأمر، وقال: البطولة كانت حصرية لقنوات دبي الرياضية، وكلفت بالإشراف وقيادة فريق العمل التلفزيوني لجميع البرامج المرتبطة بالكأس الغالية، خصصت فريق عمل كبيراً ونجحنا في تقديم برامج تمتزج بين الرياضة ونواح أخرى إجتماعية.

وبشهادة الجميع كانت التغطية متميزة. وأضاف: اخترت في تلك المناسبة أن أكون مراسلاً لسببين، الأول كي أوجه رسالة لجميع الزملاء بأنه لا يوجد كبير في هذه المهنة، والسبب الثاني أحببت توصيل رسالة أخرى بأن المراسل هو أهم عنصر في العملية التلفزيونية.

جمهور الهلال لم يزعجني

تحدث عدنان حمد عن متعة الحضور الجماهيري خلال التعليق على مباريات الدوري السعودي وخاصة جمهور الهلال، وقال إنه لم ينزعج منهم، بل كان سعيداً بهم، وقال: بعد خبرة طوال 35 عاماً أقول لجميع الزملاء الإعلاميين في هذا المجال إن الجمهور «فاكهة»، الكل توقع مني ردة فعل سلبية وحالة من الاستياء.

لكن تفاعل الجماهير سلباً أو إيجاباً يعني النجاح، وجماهير الهلال كانت حساسة في بعض المباريات، وبدأت الهجوم وأنا كذلك هاجمت، كنت أتلذذ بالسجال الحاصل مع الجماهير الهلالية ولله الحمد معظمها في حدود الأدب، رسالتي لجميع الزملاء الإعلاميين «طالما رضيت أن تنتقد يجب أن تسمح بالنقد الموجه إليك».

السركال عاد من الباب الواسع

قال عدنان حمد إن يوسف السركال عاد إلى الرياضة من الباب الواسع بتعيينه رئيساً للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وتنتظره قضايا ساخنة، وأضاف: نتمنى التوفيق للسركال في مهمته الجديدة، قد نكون اختلفنا مع منظومة عمل في السابق حينما كان رئيساً لاتحاد الكرة في فترة من الفترات وليس مع السركال لشخصه.

 

Email